تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لم تنفرد قراءة عاصم بثناء العلماء عليها، بل لهم ثناء كثير على غيرها، وأكثر الأئمة يفضلون غيرها عليها، وإليك بعض النقولات:

قال سعيد بن منصور: سمعت مالك بن أنس يقول: (قراءة أهل المدينة سنة) قيل: (قراءة نافع؟) قال: (نعم). وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: (سألت أبي: أي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، قلت: فإن لم يكن؟ قال: قراءة عاصم.

وعن سفيان بن عيينة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله قد اختلفت علي القراءات فبقراءة من تأمرني أن أقرأ فقال اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء

وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله قراءة أبي عمرو أحب القراءات إلي

قال ابن مجاهد وحدثونا عن وهب بن جرير قال قال لي شعبة تمسك بقراءة أبي عمرو فإنها ستصير للناس إسنادا وقال أيضا حدثني محمد بن عيسى بن حيان حدثنا نصر بن علي قال قال لي أبي قال شعبة انظر ما يقرأ أبو عمرو مما يختار لنفسه فإنه سيصير للناس إسنادا قال نصر قلت لأبي كيف تقرأ قال على قراءة أبي عمرو وقلت للأصمعي كيف تقرأ قال على قراءة أبي عمرو قال ابن الجزري وقد صح ما قاله شعبة رحمه الله فالقراءة عليها الناس اليوم بالشام والحجاز واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو فلا تجد أحدا يلقن القرآن إلا على حرفه خاصة في الفرش وقد يخطئون في الأصول ولقد كانت الشام تقرأ بحرف ابن عامر إلى حدود الخمسمائة فتركوا ذلك لأن شخصا قدم من أهل العراق وكان يلقن الناس بالجامع الأموي على قراءة أبي عمرو فاجتمع عليه خلق واشتهرت هذه القراءة عنه وأقام سنين كذا بلغني وإلا فما أعلم السبب في إعراض أهل الشام عن قراءة ابن عامر وأخذهم بقراءة أبي عمرو وأنا أعد ذلك من كرامات شعبة.اهـ

إذن، الخلاصة أن رواية حفص رواية صحيحة متواترة جليلة، إلا أن ادعاء أنها أفصح الروايات أو أفضل الروايات لمجرد أنها انتشرت في عصرنا دعوى عارية عن البرهان، والله أعلم.

ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[06 Jan 2004, 03:27 م]ـ

بارك الله فيك

تتبع رائع،

ولعلك تقصد بقولك:

لغة قريش والحجازيين فيها إبدال الهمزات

التسهيل عموما وليس الإبدال من مد البدل كالتي عند ورش

بل أنه كما ورد أن قريش لا تهمز.

لكنك ذكرت فيمن هم أقرب للغة قريش من يقرأ النبيء بالهمز

وحفص في هذه أولى.

ثم ما رأيك يا شيخ وليد في اعتبار أن رواية حفص أقل أحكاما للتجويد مقارنة بغيرها، وهل ترى رواية أخرى تنافسها في ذلك.

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[06 Jan 2004, 03:50 م]ـ

أخي الكريم الشيخ راجي رحمة ربه حفظه الله

قصدت بإبدال الهمزات إبدال الهمزة الساكنة حرف مد من جنس حركة ما قبلها نحو (ياكل، مومن، بيس .. ) ولم أقصد مد البدل، وكذلك التسهيل كما ذكرتم من لغة قريش لقولهم قريش لا تهمز، وقولهم الهمز لغة نجدية، وجزاكم الله خيرا

وأما أحكام تجويد حفص فيساويها أحكام تجويد شعبة.

ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[07 Jan 2004, 12:22 ص]ـ

جزا الله ابا خالد السلمي على نقله وتبيانه خيرا ... ولكن ....

ولكن ما قصده أخونا خالد عبد الرحمن كان (التحقيق) لا البلاغة ولا الفصاحة!.

وكل من يتعلم مبادئ القراءة, يتعلم أن قراءة النبي كانت بالتحقيق, فحفص قليل الإدغام -والإدغام خلاف التحقيق-, وحفص (يحقق) الهمزات, وغيره بين التسهيل والنقل والإبدال ...

فما أسهب فيه أخونا السلمي كان في (الفصاحة والبلاغة) , ولا يصح أبدا أن يقال في متواتر, "هذا أفصح من هذا", فكله كلام الله, ولكن البحث في "طريقة" النطق و"الإفصاح"!.

فالفروش كلها فصيحة بليغة بالتساوي, ولا يصح التفضيل ...

وإنما التفضيل, في طريقة القراءة والترتيل ...

فلنا بعد هذا أن نقول: إن أحسنها, أكثرها تحقيقا وتبيانا ...

وهذا ما أظن أخانا خالدا يرمي إليه ..

وأما رواية ابن عيينة عن رؤياه للنبي وأمره له بقراءة ابن العلاء, فليس في هذا حكما شرعيا ولا قطعا بأمر, بل لعلها تأول على حال الرائي, إن كان -بعدما اختلفت عليه القراءات- يحسن حرف ابن العلاء, فأراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يبقيه على ما يحسن, فكلها شاف كاف ...

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 Jan 2004, 07:25 م]ـ

شيخنا العلامة أبو خالد وفقه الله

جزاك الله خيراً على هذا التعقيب النافع. وأنا أوافقك كل ما ذكرتموه ما عدا جملتين لي عليهما تعليق.

1 - قولكم وفقكم الله: "وعند بعضهم أن رواية شعبة عن عاصم وروايتا قالون وورش عن نافع تساوي رواية حفص في الفصاحة "

من هؤلاء؟

2 - قولكم: "رواية حفص رواية صحيحة متواترة "

أقول: إثبات تواتر رواية حفص فيه نظر. نعم، قراءة عاصم قد تكون متواترة، لكن رواية حفص عنه لا أعلم دليلا على تواترها ولا أعلم أحداً من المتقدمين نص على ذلك. ويبدو أنه خطأ من أحد المتأخرين، ثم فشى بينهم. والله أعلم.

ولعل قراءة نافع (برواية قالون) هي أكثر القراءات تواتراً، والله أعلم.

الأخ خالدعبدالرحمن

علينا أن نبحث فقط في مسألة صحة وتواتر القراءة. لكن لا يجوز أن يقال هذه القراءة أفضل من هذه، طالما أنه كله من عند الله. وتفضيل القراءات هو الذي أفزع سيدنا عثمان رضي الله عنه ودفعه لجمع المصحف ونسخه إلى الأمصار. ثم بعض القراء كالكسائي من النحويين المشهورين، فلا ريب أن قراءته فصيحة كذلك! وإن ثبتت صحة القراءة فلا ريب أنها فصيحة. وهذا أمر لا يجب أن نختلف فيه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير