تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أخي الكريم راجي رحمة ربه _ بلغك الله ما ترجوه _

لو أن قائلا قال لك: إن المقدمة الجزرية موافقة لقواعد تجويد رواية شعبة عن عاصم أو رواية ابن ذكوان عن ابن عامر أو روايتي إسحاق وإدريس عن خلف العاشر أو غيرها من الروايات، فبماذا ستجيبه؟

جوابك عنه هو عين جوابنا عن قولكم _ حفظكم الله _ الجزرية على وفق رواية حفص.

لأن الروايات التي مثلت بها ليس فيها قاعدة تجويدية تخالف قواعد الجزرية.

فائدة:

مشايخنا الأفاضل:

من الجدير بالذكر في هذا المقام أني لاحظت أن الإمام حفصًا _ عليه سحائب الرحمات وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً _ كانت له طريقة لطيفة في اختياراته، وهي أنه عندما يختار قاعدة ليسير عليها في قراءته يتعمد أن يخالفها في موضع أو مواضع قليلة لينبه على القراءات المخالفة له:

فمثلاً:

- قاعدته أن هاء الكناية إذا سبقت بساكن لا توصل، لكنه وصلها في موضع الفرقان (فيه مهانا)، ليبين جواز صلة هاء الكناية

- قاعدته أن هاء الكناية إذا وقعت بين متحركين توصل، لكنه لم يصلها في موضع الزمر (يرضه لكم)

- قاعدته أن ذوات الياء لا تمال، لكنه أمال (مجراها) ليبين جواز إمالة ذوات الياء

- قاعدته عدم تسهيل الهمزات عند اجتماع الهمزتين، لكنه سهل الهمزة الثانية في (أاعجمي) ليبين جواز التسهيل

- قاعدته ترك السكت لكنه سكت السكتات الأربع

حتى في فرش الحروف:

- قاعدته كسر ميم (مت) في كل المواضع (ياليتني مت .. ، إإذا متنا .. ) لكنه ضمها في موضعي آل عمران (ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم)، (ولئن متم أو قتلتم)، بينما بقية القراء إما أن يضموا الميم في جميع القرآن أو يكسروها في جميع القرآن.

- قاعدته في باب (عتيا وصليا وجثيا .. ) كسر فاء الكلمة لكنه خالف قاعدته فضم فاء الكلمة في (بكيا) بينما باقي القراء إما أن يكسروا الجميع أو يضموا الجميع.

وهذه الملاحظة تحتاج إلى تتبع ومقارنة أسلوبه في الاختيارات بأسلوب بقية القراءات، ومقارنة الاستثناءات عنده بالاستثناءات عند بقية القراء.

وهنا قد يقول قائل إن رواية شعبة _ مثلاً _ أسهل من رواية حفص لأن قواعدهما التجويدية واحدة لكن رواية شعبة أكثر اطرادا للقواعد، والمواضع التي فيها خروج عن القواعد المطردة في رواية شعبة أقل منها في رواية حفص.

هذا مع تأكيدنا على أن حفصا رحمه الله وغيره من القراء ما كانوا يقرؤون بشيء لم يقرئهم به مشايخهم بالسند المتصل إلى رسول الله عن جبريل عن رب العالمين سبحانه، وإنما كانوا يتخيرون من بين الأوجه الكثيرة التي قرؤوا بها فيختارون القراءة بهذا الوجه في موضع، وبالوجه الآخر في موضع آخر، وكلها كاف شاف.

رحم الله حفصا وجميع أهل القرآن الذين هم أهل الله تعالى وخاصته، ونسأل الله تعالى أن يلحقنا أجمعين بهم، ويرزقنا حسن اتباعهم.

ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[21 Jan 2004, 02:24 ص]ـ

في كلام الأخ خالد السلمي وفقه الله نظر ظاهر

فقولنا: "رواية حفص"

هذا وحده دليل على أنه لا اختيار له البتة، لأنه راو

بخلاف قولك قارئ كعاصم وحمزة والكسائي

فالقراء لهم اختيارات وهي بمثابة من وصل لمرتبة الاجتهاد المطلق من الفقهاء

أما الرواة فلا اختيار لهم بل هم نقلة لإقراء شيخهم لهم وحسب.

ولذا لما صار لأحدهم اختيارات خرج من كونه راو إلى كونه قارئ كخلف العاشر.

وكذا يقال في غيره من الرواة حين صار لهم اجتهادات

ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[21 Jan 2004, 04:29 ص]ـ

أما الحكمة فيما سبق عند حفص من خلاف للقاعدة فهو محمول على أن القراءة عند الرواة لا مجال فيها للاجتهاد بل هو ناقل لما علمه شيخه ولم يصله غير هذا.

وفي هذا يقول الإمام الشاطبي:

وَمَا لِقِيَاسٍ فِي الْقِرَاءة مَدْخَلٌ ... فَدُونَكَ مَا فِيهِ الرِّضاَ مُتَكَفِّلاَ

وكلامي السابق في اجتهاد القراء محمول على الاختيارات مما وصل إليه بالسند المتصل إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا أنهم يقرؤون من قبل أنفسهم، فهذه متفق على منعها بل هي محرمة بلا شك.

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[21 Jan 2004, 08:30 ص]ـ

أخي الكريم راجي رحمة ربه وفقه الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير