ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[23 Jan 2004, 01:40 ص]ـ
الأخ الفاضل خالد عبد الرحمن _ وفقه الله _
أنا أبرأ إلى الله تعالى من أن يستغل ما كتبته من أجل التطاول على القراءات القرآنية، أو من أجل الترويج لبدعة اختراع قراءة جديدة ملفقة من القراءات العشر أو غيرها تحت مسمىً خدّاع وهو (قراءة الرسول!) تماما كما يفعل الذين يستحلون الخمر يسمونها بغير اسمها، وكأن قراءة أبي عمرو أو حمزة أو نافع أو غيرها من القراءات العشر ليست هي قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم!
أخي الكريم:
أرجو الانتباه جيدا إلى أني بيّنت أن القراء العشرة اختاروا قراءاتهم من بين ما تحملوه عن شيوخهم بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستقرت هذه الاختيارات من أيام التابعين، وأجمعت الأمة على تلقيها كما هي، وأما دورنا نحن فليس تأليف قراءات جديدة وإنما هو الحفاظ على القراءات العشر برواياتها وطرقها وتعلمها كما هي وتعليمها كما تعلمناها، هذا ما أدين الله تعالى به.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Jan 2004, 08:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد سبق لي أن كتبت تعليقاً يتعلق بالموضوعات المتعلقة بالقراءات، وعرضته على المشرف العام على الملتقى، فرأى أن يُرسل إلى المعنيين به بطريقة الرسائل الخاصة للمصلحة.
ومن ضمن ما ذكرته فيه: التأكيد على عدم خوض البعض في هذه المسائل دون علم وبصيرة، وقد رأيت أن مشاركات الأخ أبي أحمد والأخ خالد عبد الرحمن والأخ محمد الأمين لا يستفاد منها إلا التشكيك وإثارة البلبلة، وقد قال ابن القيم رحمه الله: ولا عبرة بجدل من قل فهمه وفتح عليه باب الشك والتشكيك فهؤلاء هم آفة العلوم وبلية الأذهان والفهوم.
ثم إني أرجو أن يترك الكلام في مثل هذه المسائل للمتخصصين في القراءات، ومعنا هنا منهم جماعة، منهم الشيخان أبو خالد السلمي، والدكتور إبراهيم الدوسري، وغيرهما ممن يشرُف الملتقى بانتسابهم إليه.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 Jan 2004, 09:19 ص]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: أبو خالد السلمي
توضيح:
بخصوص قراءة عاصم فقد ورد في طبقات القراء أنه كان يقرئ شعبة بما تحمله من زر بن حبيش وكان يقرئ حفصا بما تحمله من أبي عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الرحمن السلمي قرأ على خمسة من الصحابة وهم عثمان وعلي وزيد بن ثابت وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود، وهؤلاء الخمسة أقرؤوا أبا عبد الرحمن بأوجه مختلفة بلا شك، إذن لا بد انه وقع اختيار أبي عبد الرحمن على بعضها فأقرأ به عاصمًا ثم وقع اختيار عاصم على بعضها فأقرأ به حفصا ثم وقع اختيار حفص على بعضها فأقرأ به تلاميذه ثم وقع اختيار عمرو بن الصباح على بعض ما أقرأه حفص ووقع اختيار عبيد بن الصباح على بعض ما أقرأه حفص فلهذا طريق عمرو عن حفص فيه اختلافات عن طريق عبيد عن حفص، وهكذا لم يزل تلاميذ تلاميذ تلاميذ حفص يختارون فتتعدد الطرق، لكنهم لا يختارون بعقولهم وإنما من بين ما تحملوه بالسند.
حتى إنك أنت إذا قرأت على شيخك لحفص بقصر المنفصل وتوسطه يمكنك أن تختار القراءة والإقراء بالقصر فقط إذا شئت، فهذا هو المقصود بالاختيار.
إذن عاصم كان له شيخان وله تلميذان فاختص كل تلميذ بما تحمله عن شيخ بعينه، لكن بقية القراء ليسوا كذلك، فنافع مثلا قرأ على سبعين من التابعين ولم يقل لقالون إنه أقرأه بما تحمله عن واحد بعينه منهم، وأما ورش فإنه كان قد قرأ على شيوخ له مصريين في مصر قبل أن يرحل إلى نافع فلما رحل إلى نافع قرأ عليه أربع ختمات بأوجه عديدة كان قد تحملها عن شيوخه المصريين فوافق ذلك بعض الأوجه التي كان نافع تحملها عن شيوخه السبعين فأقره على قراءته.
يا شيخنا أبا خالد حفظك الله
روى حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن قال: لم أخالف عليا في شيء من قراءته. وكنت أجمع حروف علي فألقى بها زيدا في المواسم بالمدينة فما اختلفا إلا في التابوت كان زيد يقرأ بالهاء وعلي بالتاء.
وروى أبان العطار عن عاصم بن بهدلة عن أبي عبد الرحمن قال أخذت القراءة عن علي.
وقد جاء عنه بأسانيد أكثرها ضعيف أنه أخذ قرأ على غير علي أيضا (مثل عثمان وزيد ومثل أبيه)، وهو محتمل جداً. لكنه ينص (إن صدق حفص) على أنه لم يخالف علياً في قراءته.
و قال أبو يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى، عن أبى بكر بن عياش (ثقة): قرأت على عاصم، و قال عاصم: قرأت على أبى عبد الرحمن السلمي، و قرأ أبو عبد الرحمن على علي ابن أبى طالب. قال عاصم: و كنت أرجع من عند عبد الرحمن، فأعرض على زر بن حبيش، و كان زر قد قرأ على عبد الله بن مسعود. قال أبو بكر: قلت لعاصم: لقد استوثقت، أخذت القراءة من وجهين، قال: أجل. اهـ.
وهذا مشهور عن عاصم، وهو يؤيد ما سبق. فقراءة عاصم هي بالأصل قراءة علي. وإن شئت أن تقول مزيج بين قراءة علي وقراءة عبد الله بن مسعود. وهو شيء متوقع جداً من إمام القراءة في الكوفة، إذ تعظيمهم شديد لهذين الصحابيين رضي الله عنهما.
وظاهر ما سبق أن الغالب على قراءة عاصم هي قراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لأنه قرأ على أبي عبد الرحمن، بينما عرض عرضاً على زر بن حبيش.
والهمز في قراءة عاصم يظهر لي أنه من عبد الله بن مسعود. فقد كانت هذيل تهمز، وكانت قريش لا تهمز. وهو شيء مشهور في كتب الأدب. حتى أنه سُئِل رجل قرشي: "هل تهمزون الفارة؟ " فلم يفهم السؤال فقال: إنما تهمزها القطة:)
ولعلكم تبدون رأيكم في ما سبق وفقكم الله ونفعنا بعلمكم.
¥