تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأقول: نعم؛ قراءة القرآن عبادة، فإذا انتهى الإنسان من قراءة القرآن فليقل ما يشاء وليفعل ما يشاء -بشرط ألا يتخذه عبادة يتقرب بها إلى الله -سبحانه وتعالى، وهذا الشرط مُنعَدِمٌ في قول "صدق الله العظيم" بعد التلاوة؛ فالمسلم يقوله تقربًا إلى الله، والتقرُّب إلى الله بالعبادات يفتقِر إلى توقيفٍ مِن النبي (صلى الله عليه وسلم)، والنبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه وسلف الأمة كانوا يقرأون القرآن ليل نهار، ولم يُنقَل عن أحد منهم قط أنه قال "صدق الله العظيم" بعد الفراغ من التلاوة، فدل ذلك على بدعيته، وكل خير في اتباعهم، وكل شر في ابتداعنا.

وأما إذا فرغت من التلاوة ثم أكلت أو شربت أو قمت أو تكلمت كلامًا لا تتخذه عبادة، فهذا هو الذي نَقول فيه: "فليقل ما يشاء، وليفعل ما يشاء".

والإنسان -أخي الكريم- يتعبد ربه في كل حين، أثناء التلاوة وبعد الفراغ منها، فقل لي بربك: لماذا يلتزم هذا القول بعد التلاوة إذن، لماذا لا يقوله وهو يمشي، وهو يأكل، وهو نائم، لماذا يتعمد التعبد به بعد التلاوة دون دليل من الكتاب والسُّنَّة الصحيحة؟

ولو جاز لنا أن نقول بما تقوله بأن الإنسان يقول ما شاء أو يفعل ما شاء بعد الفراغ من العبادة -أعني: على وجه التَّعبُّد- لدخل في الدين من البِدَع ومُحدثات الأمور ما الله به عليم.

وأخيرًا؛ أقول لأخي الكريم: لقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "إيَّاكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل مُحدَثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" [رواه أحمد]. فطبقًا لما ذكرتَه في رسالتك الأخيرة، سَمِّ لي أمثلة على مُحدثات الأمور والبدع التي حذر منها النبيُّ (صلى الله عليه وسلم). وقد قال النبيُّ (صلى الله عليه وسلم): "مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فو رَدٌّ" [متفق عليه]، فإن لم يكن هذا مِمَّا أحدث في ديننا فسَمِّ لنا ما أحدِثَ فيه.

وأنصحك -أخي الحبيب- بقراءة كُتب البِدَع؛ خاصة «الاعتصام» / للإمام (الشاطبي) -رحمه الله تعالى، وكلام شيخ الإسلام (ابن تيمية) -رحمه الله- في «مَجموع الفتاوى» بالاستعانة بفهارسه، وكتاب «البِدعة وأثرها السيىء على الأمة» / لسليم الهلالي، وغيرها من الكتب.

وفقني الله وإياك لما يُحب ويرضى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[السهيلي]ــــــــ[04 Feb 2004, 07:35 م]ـ

الأخ محمد يوسف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا على الموضوع وجعله الله في ميزان حسناتك

أرجو منك ملاحظة الخطأ الموجود في آية البقرة -107 - (ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض ... ) حيث أن -له - كتبت - لم- لذلك وجب التنبيه وأرجو من الأخوة المشرفين على الموقع تصحيح الآيات القرآنية

وجزى الله الجميع كل خير

ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Feb 2004, 11:01 م]ـ

تم تصحيح الآية وشكر الله لك.

ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[05 Feb 2004, 12:11 ص]ـ

تنبيهان:

الأول:قولك: (أوهى من بيت العنكبوت) نبه بعض العلماء على كراهة هذا التعبير؛ لأن الله قال: (وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت .. ). فلا تقدموا بين يدي الله ورسوله.

وراجع الاتقان في علوم القرآن.

ثانيا: اشتهار قولهم: (صدق الله) بين أهل القرآن، يجعل محاربته والإنكار عليهم فيه ما فيه، فهم أهل الله وخاصته، فلو عرف بين الناس أن هذا مجرد ذكر عندهم، ولم يرفعوه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو مما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، كما صح عن ابن مسعود قوله.

فالتشديد في هذه المسألة لا وجه له، خاصة أنه يندرج تحت أصول عامة ثابتة، كقوله تعالى: (قل صدق الله)

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (صدق الله: إنما أموالكم وأولادكم فتنة .. ).

وهو وإن قالها قبل الآية فالأمر لا يخلو من وجود أصل على سنية التعليق على تلاوات آيات من القرآن بقولك صدق الله.

أما الالتزام بها دبر كل تلاوة فلم نر أحدا ممن قرأنا عليه أنه قال بها أو قالها، لكن بين الحين والآخر نسمعها من جمهرة من القراء.

ولا أرى في ذلك كبير خطر على الإسلام وأهله.

ـ[الباحث7]ــــــــ[05 Feb 2004, 08:38 ص]ـ

أقول تعليقاً على قولك يا أخي الكريم: (قولك: (أوهى من بيت العنكبوت) نبه بعض العلماء على كراهة هذا التعبير؛ لأن الله قال: (وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت .. ). فلا تقدموا بين يدي الله ورسوله.)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير