تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن ما كرهه العلماء - والكراهة هنا بمعنى المنع والتحريم - هو أن يقال عن بيت معين من البيوت: إنه أوهن من بيت العنكبوت؛ لأن الله قد أخبر أنه لا أوهن من بيت العنكبوت.

أما أن يقال عن شيء آخر: إنه أوهن من بيت العنكبوت؛ فلا محذور في ذلك، والله أعلم.

ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[05 Feb 2004, 12:58 م]ـ

الأخ الكريم (راجي رحمة ربه) -حفظه الله-

جزاك الله خيرًا على ما نبهت عليه. وأما عن التنبيه الأول فقد كفاني مؤنة الرد أخي الكريم (الباحث7) -أثابه الله تعالى، وإن كان الأمر لا يزال يحتاج إلى مزيد بحث.

وبالنسبة لتنبيهك الثاني فهذا يحتاج إلى وقفات:

الوقفة الأولى: قولك: "اشتهار قولهم: (صدق الله) بين أهل القرآن، يجعل محاربته والإنكار عليهم فيه ما فيه".

قلتُ: لقد رددتُ على هذه الشبهة في بحثي السابق "الشبهة الثالثة"، فراجعه -رحمك الله.

الوقفة الثانية: قولك: "فلو عرف بين الناس أن هذا مجرد ذكر عندهم، ولم يرفعوه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو مما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، كما صح عن ابن مسعود قوله".

أقول:

(1) الأثر الذي سقته عن (عبد الله بن مسعود) -رضي الله عنه- أثر موقوفٌ ولم يرفعه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)؛ بل لا يصح رفعه عنه (صلى الله عليه وسلم). وبذلك فهو ليس حجة إذا عارض ما هو أقوى منه.

(2) لو احتججنا بهذا الأثر فالمقصود بقوله: "المسلمون" أي جميع المُسلمين المُجتهدين، لا عموم المُسلمين، فـ "ال" هنا تُفيد استغراق المجتهدين، أو العهد (يعني: المجتهدين)، وهذا الأثر حجة لمن يرى حجية الإجماع، فهو إنما ساقه لتقرير حجية إجماع المُسلمين على أمر ما، وهذا لا يُعارضك فيه أحد. فقل لي بربك: أين إجماع المُسلمين في مسألتنا هذه؟ فكيف إذا كان كبار مجتهدي عصرنا يقولون ببدعية هذا القول -كما نقلته عن اللجنة الدائمة والعلامة (بكر بن عبد الله أبي زيد) -حفظه الله تعالى-؟

ولو جاز لنا أن نقول كقولك، لقلنا: إذن:

1 - الجهر بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد الأذان، حسن؛ لأنه مما رآه المُسلمون حسنًا!

2 - خروج الناس حاسري رؤسهم حسن؛ لأنه مما رآه المُسلمون حسنًا!

3 - حلق اللحية حسن؛ لأنه مما رآه المُسلمون حسنًا، بل يذمون مَن أعفى لحيته!

4 - إسبال الثياب حسن؛ لأنه مما رآه المُسلمون حسنًا؛ بل يذمون من شمر ثوبَه!

وهكذا في سلسلة طويلة من البدع والمُنكرات التي سنجيزها -على حد قولك- لأنها مما رآه المُسلمون حسنًا.

الوقفة الثالثة: قولك: "فالتشديد في هذه المسألة لا وجه له، خاصة أنه يندرج تحت أصول عامة ثابتة".

أقول: ما معنى التشديد؟ وأين التشديد في مقالي؟ هل إظهار الحق ونشره بين الناس يُسمى تشديدًا؟

وأما قولك: "خاصة أنه يندرج تحت أصول عامة ثابتة"، فالحمد لله رب العالمين؛ لقد أجبتُ في بحثي السابق عن كل هذه الأصول العامة الثابتة، فراجعه -بارك الله فيك، وطالع الحلقة الثانية فستجد فيه خيرًا كثيرًا وجوابًا شافيًا -إن شاء الله تعالى.

ولقد رأيت الآن أنه من تمام الفائدة أن أنقل نسخة من هذه (الحلقة الثانية) هنا بعد هذه المُشاركة -إن شاء الله تعالى، فالرجاء من الإخوة المُشرفين نسخ مُشاركتي: "التزام قول (صدق الله العظيم) بعد التلاوة بدعة (الحلقة الثانية) "، ونقلها هنا بعد مُشاركتي هذه -مُشاركة مُستقلة باسمي، وعُذرًا فإن هذا سيأخذ مني وقتًا طويلا لو فعلته بنفسي؛ لأن بعض العناوين ملونة. وجزاكم الله خيرًا.

تم نقلها ولكن ظهرت قبل هذه المشاركة برقم (4). المشرف.

الوقفة الرابعة قولك: "فالأمر لا يخلو من وجود أصل على سنية التعليق على تلاوات آيات من القرآن بقولك صدق الله".

أقول: سبحان الله؛ لقد قلتُ في جوابي عن "الشبهة الثانية" ما نصه:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير