ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[06 Feb 2004, 05:54 م]ـ
أخي الكريم (راجي رحمة ربه) -جزاك الله خيرًا-
ونظرًا لضيق وقتي فسأقتصر الآن على بعض النقاط في مُشاركتك الأخيرة، وأترك بقيتها لوقت آخر -إن شاء الله تعالى.
قلتَ -بارك الله فيك-: "وأخيرا هل لك أخي الفاضل أن تذكر تحقيق سند قصة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لأنك سقتها محتجا بها، فهل هي صحيحة السند؟ فقط لإثراء البحث".
وسأقتصر فقط على حُكم العلامة (الألباني) -رحمه الله تعالى- على هذا الأثر؛ فقد قال عنه في «السلسلة الصَّحيحة»: (5/ 12): "إسناده صَحيح". وسأوافيك بتفصيل أكثر في وقت لاحق -إن شاء الله تعالى.
وأحب أن أعلمك -وذلك من فضل الله عليَّ- أني قد اشترطتُ على نفسي -في جميع كِتاباتي- ألا أحتَجَّ إلا بما صَحَّ مِن الأحاديث والآثار عن النَّبي (صلى الله عليه وسلم) وصحابَتِه الأبرار -رضي الله عنهم جميعًا، وألا أذكر حَديثًا ضعيفًا إلا لبيان ضَعفِه أو مَع التَّنبيه على ضَعفه إن كان قد احتَج به أحدُ العُلماء. ومِن باب أولى في العَمل؛ ألا أعمَل إلا بما صَحَّ مِن الأخبار. وهذا هو الواجِبُ على كُلّ مُسلِم؛ ففي الصَّحيح مِن الأخبار كِفاية عَمَّا لم يَثبُت مِنها. ولا يَنبَغي لشخص أن يعُارِض هذا بالقَول المَشهور: "يُعمَل بالأحاديث الضَّعيفَة في فضائِل الأعمال"! وكأنَّ هذا القَول مَحل اتفاقٍ بين العُلماء، وهو ليس كذلك -وإن جَزَم به الإمامُ (النَّوويُّ) -رَحِمَه اللهُ تعالى- في غِير كِتابٍ مِن كُتُبِه-، فكيف إذا عَلِمتَ أن هذا القَول مَرجوحٌ؛ بل غير صَحيح. وأحيلك الآن في هذه العُجالَة على رسالة نَفيسة بعنوان: «حُكم العَمل بالحَديث الضَّعيف في فضائِل الأعمال» / للشيخ الفاضل (أشرف بن سعيد) -أثابه الله تعالى-، طـ مكتبة السُّنَّة بمصر، وطالِع أيضًا مُقَدِّمَتي: «صَحيح الجامِع» و «صَحيح التَّرغيب والتَّرهيب» / كلاهما للعلامة (الألباني) -رحمه الله تعالى-؛ فإنهما نفيسَتَين.
وأمَّا بالنسبة لضرب المَثَل بما هو أوهَن مِن بَيت العَنكبوت؛ فقد أحلتنا -حفظك الله- على كِتاب «الإتقان في عُلوم القُرآن» / للإمام (السيوطي) -رحمه الله- ولم أجده فيه؛ وإنما بَحَث هذا الموضوع الإمامُ (الزركشي) -رحمه الله تعالى- في كِتابِه النَّفيس «البُرهان في عُلوم القُرآن». وسأكمِل النِّقاش مَعك في هذا الموضوع في وَقتٍ لاحِق، عسى أن يكون قريبًا -إن شاء الله تعالى.
ولقد أحزَنَني -أخي الحبيب- ختامُك مُشاركَتِك بقولك: "علمًا بأن الهدف ليس تتبع الأخطاء بل التناصح فيما هو أنسب للمسلم التزامه". فهذا -أخي الحبيب- أمرُ مُسَلَّمٌ به لا يُجادِل فيه اثنان ولا يتناطَح فيه عَنزان، وما ضَربَ إخواننا الأعضاءُ أصابعَهم على "لوحة المفاتيح" للكتابة في هذا المُلتقى إلا نُصحًا لله ولرسوله ولأئمة المُسلمين وعامتهم، نَحسبهم كذلك ولا نُزَكي على الله أحدًا. والأصل إحسان ظن المُسلم بأخيه المُسلِم، فكيف أظُنُّ بك -أو يَظُنُّ غِيري- أنَّك تتبع أخطائي، حاشا وكلا؛ ولو كانت غايتنا مِن الكِتابة هي تَتبُع الأخطاء فقد خِبنا وخَسِرنا. وأسأل الله سبحانه أن يجعل أعمالنا كلَّها خالصة لوجه الكريم، ولا يجعل لأحد سواه فيها شيئًا، آمين.
ولقد أعجبَني قولُك: "بل التَّناصُح فيما هو أنسب للمُسلم التزامه"، فلله درك، وجزاك الله خيرًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[06 Feb 2004, 08:00 م]ـ
نعم هو في البرهان لكن أحلتك على الإتقان لكثرة تداوله وهو إنما نقل كلام البرهان ولعلك لم تجده لأنه السيوطي يذكره في باب الأمثال بل في خاتمة
النوع الخامس والثلاثون
في آداب تلاوته وتأليفه
وهو في آخر فصل: في الاقتباس وما جرى مجراه
قال الإمام السيوطي:
خاتمة قال الزركشي في البرهان: لا يجوز تعدي أمثلة القرآن، ولذلك أنكر على الحريري قوله
فأدخلني بيتاً أخرج من التابوت وأوهي من بيت العنكبوت،
وأي معنى أبلغ من معنى أكده الله من ستة أوجه حيث قال - وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت - فأدخل إن وبنى أفعل التفضيل وبناه من الوهن وأضافه إلى الجمع وعرف الجمع باللام وأتى في خبر إن باللام
وتجده مباشرة قبيل عنوان:
النوع السادس والثلاثون
في معرفة غريبه
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[07 Feb 2004, 09:02 ص]ـ
¥