تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[15 Nov 2009, 09:48 ص]ـ

السلام عليكم

الشيخ الفاضل حكيم بن منصور

أود أن أخبرك بأن اللجنة الدائمة أجازت قولها بين الفيئة والفيئة، ونهت عن الاستمرار والدوام فقط. فمن أين لهم ذلك؟؟؟؟؟

نقل الأئمة القدامي جوازها مثل القرطبي والحكيم الترمذي ـ كما هو أعلاه ـ، هل أتيت لنا بنهي صريح عن التصديق في الختم من أقوال القدامي؟؟

أجبني عن السؤالين قبل الحديث في المسألة؟؟

والسلام عليكم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الجواب على السؤال الأول: اللجنة الدائمة الموقرة أجازت قول "صدق الله العظيم" من غير التزام بها ولا اعتقاد سنيتها، لأنه ذكر مطلق، ولا أحد يمنع من ذكر الله المطلق من غير تقييد ولا تخصيص، فافهم. قد أقرأُ الآية وألاحظ فيها حقا تركه الناس -أو نحو ذلك- فأجدني أتفاعل مع الآية فأقول صدق الله العظيم، أو هذا هو الحق المبين، أو الله أكبر، لا أحد يمنع من هذا. وإنما المحذور التزام ذلك حتى يصل الحد إلى الإنكار على من يتركه، والذي يسأل عن قول "صدق الله العظيم" إنما يسأل عن المتعارف بين عامة المسلمين من مشروعيتها وهل هي سنة؟

الجواب على السؤال الثاني: ليس من المتعارف إلى عند أهل الأصول ولا الفقه ولا أهل القرآن الاستدلال بكلام أحد العلماء على كلام عالم آخر ولو تأخرت وفاته، وقد تقدم أن اللجنة الدائمة منعت من التزام ذلك، وكذا الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله إذ جعله من بدع القراءن وكذلك منعه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله كما في أسئلة الحويني حفظه الله له، فقد قرأ الشيخ الألباني رحمه الله آخر الفرقان فقال أبتدئ بالاستعاذة كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم، فلما انتهى من تلاوته قال: ولا أقول صدق الله العظيم، وكذا سئل الشيخ عبد المحسن العباد عنها فقال لا أعرف لها أصلا من السنة (وهذا تجده في شرحه لسنن أبي داود). ثم المؤلفون القدامى في آداب التلاوة وحملته وفضائل القرآن لم يذكروا هذا من آدابه ولا سننه، كأبي عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (وذكر ما يتعلق بآدابه) وابن الضريس في فضائل القرآن والفريابي والآجري في كتابه أخلاق حملة القرآن والنووي في التبيان وأبو عمرو الداني في الأرجوزة المنبهة وغيرها من مصنفاته التي ذكر فيها بعض آداب القراء حال قراءتهم، وغيرهم من المصنفين القدامى رحم الله الجميع.

وأنبه أن المسألة هي في نصح السائل، وتعليم الجاهل، وتبيين الحق ودمغ الباطل، فلا شك أن قول "صدق الله العظيم" على الوجه المتعارف به الآن: محدث، لم يعرفه الصدر الأول من القراء وغيرهم.

ـ[الجكني]ــــــــ[15 Nov 2009, 10:55 ص]ـ

إليكم هذه القصة:

جمعنا في المدينة المنورة قبل سنتين أو ثلاثة في منزل أخي الدكتور عبد الله الجارالله حفظه الله مجلس ضم كبار قراء الشام وهم المشايخ: أبو الحسن الكردي والطرابيشي وكريّم راجح، والمشايخ: على الحذيفي إمام السجد النبوي الشريف، وإبراهيم الأخضر، وشيخي عبد العزيز القارئ حفظهم الله،، وقرأ أحد الطلاب ماتيسر وختم دون أن يقول" صدق الله العظيم "، ففتح أحد المشايخ النقاش في المسألة فكل أدلى بدلوه ما بين مؤيد ومعارض.

ثم لما انتهى المجلس وذهب الحضور للعشاء، كنت أحد من شرفه الله بالجلوس على المائدة مع المشايخ " الحذيفي والأخضر والقارئ " فأعادوا النقاش، وقال الشيخ القارئ:

كان والدي رحمه الله يبدأ مجالس الشيخ ابن باز رحمه الله بآيات من القرآن، فقال مرة " صدق الله العظيم " فنهاه الشيخ ابن باز عنها، ولم يعد يقولها.

قال: وذات يوم حضر الشيخ محمد الأمين الجكني - صاحب أضواء البيان - الدرس، وكان بقرب والدي، فلما انتهى - القارئ الأب - من القراءة لم يقل " صدق الله العظيم ".

فقال له الشيخ الأمين:

لماذا لم تقل صدق الله العظيم؟

فقال القارئ الأب: منعني الشيخ ابن باز عن قولها.

فقال الشيخ الأمين موجهاً السؤال للشيخ ابن باز: مادليل المنع عندك؟

فقال الشيخ ابن باز: لم يرد فيها دليل؟

فقال الشيخ الأمين: وقوله تعالى " قل صدق الله "؟؟

فقال الشيخ ابن باز: هذا عام، ومسألتنا خاصة؟

فقال الشيخ الأمين: هذا عليك، العام يبقى على عمومه حتى يأتي ما يخصصه، ولا مخصص هنا.

قال شيخنا القارئ: فسلّم الشيخ ابن باز للشيخ.

هذه القصة سمعتها بأذني ومعي المشايخ المذكورون سابقاً.

أما ما ذكره بعض المانعين من أن دليل المنع هو: عدم معرفة الصحابة للمسألة، أو عدم فعلهم لها؟؟

فهذا لا يعتبر دليلاً على المنع ألبتة، ومن شمّ رائحة علم الأصول عرف ما يعتبر دليلاً مما لا يعتبر.

والله أعلم.

ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[15 Nov 2009, 11:09 ص]ـ

بارك الله في إخواني الفضلاء , وكما يعلم الجميع أن الأصل في العبادة هو التوقيف فمن قال ببدعة عبادة قد التزمها كثير من الناس ليس مطالبا بأن يبرهن على بدعة هذه العبادة , بل من يلتزمونها أو ينفون عنها البدعة هم المطالبون بدليل مشروعيتها فمثلا لو قال قائل: إن قول (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) قبل القراءة بدعة. ليس من حق المعارض أن يقول له: ما دليلك على أنها بدعة؟ بل الواجب على من قال بسنيتها أن يأتي بالدليل الصريح الخاص وليس العام , فلا يصلح أن يقول: الدليل (إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله) ولا يصح أن يستدل (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) لأن هذه الآيات أطلقت الاستعاذة ولم تقيدها بتلاوة القرآن فلابد من دليل يخصص الاستعاذة باتلاوة وذلك في قوله تعالى (فإذا قرأت القرءان فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) فحينئذ على من قال ببدعية الاستعاذة للقراءة أن يتوب إلى الله ويعلن خطأه ورجوعه إلى الصواب , فإذا اتفقنا على ذلك فالمطالب بالدليل هو من يقول بمشروعية قول (صدق الله العظيم) بعد التلاوة , فالحكم ببدعيتها هو الصحيح إلى أن يأتينا أحد بدليل صريح يخصصها بالتلاوة كدليل الاستعاذة السابق. وجزاكم الله خيرا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير