ـ[الجكني]ــــــــ[15 Nov 2009, 11:38 ص]ـ
يجب أولاً الاتفاق بين المتخالفين على تحديد معنى البدعة ومن ثم يبينون الأدلة، أما أن يكون كل منهم يتكلم على معنى البدعة بما يراه هو تعريفاً والآخر لا يسلم له، فهذا مضيعة للوقت وشغب في البحث.
دخولي في الموضوع ليس للمنع أو الجواز بل لبيان خلل رأيته - حسب علمي القاصر - في منهجية الاستدلال على حكم المسألة، وهو مايهم أمثالي من المبتدئين في طلب العلم.
والله من وراء القصد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Nov 2009, 11:50 ص]ـ
حوار جميل وماتع وفيه من الفوائد والتذكير بقواعد العلم وأصوله الشيء الكثير
وأتمنى لو نبتعد جميعا عن الطريقة المستعلية في الحوار والتي تشعر أن البعض يملك الحقيقة والفهم الصحيح دون الباقين ويظهر بمظهر الأستاذ والمعلم وعلى الطلبة أن يقبلوا قوله دون اعتراض.
وما تفضل به الدكتور السالم يعطينا صورة لأدب الكبار
مع أنه في نظري القاصر أنه كان بإمكان الشيخ بن باز رحمه الله أن يعترض على كلام الشيخ محمد الأمين رحمه الله تعالى ويقول ما قال به بعض الأفاضل من المشاركين في مسألة تقرير ماهو بدعة وما هو سنة وتحرير محل النزاع ....
ولكن يبدوا أن الشيخ رأى أن في الأمر سعة
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[15 Nov 2009, 02:09 م]ـ
ولكن، لم يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول بعد الانتهاء من تلاوة القرآن أو سماعه "صدق الله العظيم"، ولا شك أنه صلى الله عليه وسلم، كان يعلم الصحابة الكرام القرآن وكان يقرؤه عليهم، بل ويقرؤه عليهم على المنبر جهارا مسموعا، ومع ذلك لم ينقل أحد من الصحابة أنه كان يختم قراءته بقوله "صدق الله العظيم" ولا أمر به، ولا رغّب فيه،
بل وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن يقرأ عليه القرآن الكريم، فاستفتح سورة النساء، حتى بلغ قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) فقال:"حسبك"
فالسنة عند الانتهاء من قراءة القرآن هو عدم الالتزام بذكر معين
ومن التزم بقول "صدق الله العظيم" عند الانتهاء من تلاوة القرآن أو سماعه نقول له: وأنا أقول صدق الله العظيم، ولكن ما هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، علمنا أن لا نلتزم بذكر ولا دعاء بعد الانتهاء من قراءة القرآن الحكيم،
فعلمنا بذلك، أنه ليس من آداب تلاوة القرآن قول صدق الله العظيم عند الانتهاء من سماعه أو قراءته، بل هو مخالف للأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه زيادة في الدين
ترتيب أحكام على مقدمات لا تؤدي إليها.
مع قفزات واسعة الخطى.
والمحصلة: بدع القراء
وأخطاء المصلين
ونحو ذلك مما شاع في عناوين كتب كثيرة في هذه الأزمنة!
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[15 Nov 2009, 04:06 م]ـ
أما ما ذكره بعض المانعين من أن دليل المنع هو: عدم معرفة الصحابة للمسألة، أو عدم فعلهم لها؟؟
فهذا لا يعتبر دليلاً على المنع ألبتة، ومن شمّ رائحة علم الأصول عرف ما يعتبر دليلاً مما لا يعتبر.
والله أعلم.
أنقل لكم هنا كلام من شم رائحة أصول الفقه وزيادة:
لما لم تظهر معالم أصول الفقه إلا في زمن الإمام الشافعي رحمه الله -فهو أول من صنف في هذا العلم الجليل- لا أنقل لكم كلام من سبقه، وهم قد استدلوا على منع الشيء لترك من قبله له، وأقوال الإمام مالك في ذلك مشهورة، ولنا كلام من سبقه من الصحابة والتابعين وأتباعهم، ولكن أنقل هنا كلام الأصوليين والفقهاء والمفتين:
*فأبدأ بالإمام أبي إسحاق الشاطبي المالكي (ت 790) صاحب الموافقات والاعتصام، فهو من الأصوليين المبرزين: سئل عن غير مسألتنا لكن نستفيد من طريقة الاستدلال -جاء في فتاوى الشاطبي (ص193إلى196 - تحقيق أبو الأجفان-): سألتَ وفقني الله وإياكَ عن قوم يتسمون بالفقر يجتمعون في بعض الليالي ويأخذون في الذكر ثم في الغناء والضرب بالأكفّ والشطح إلى آخر الليل، واجتماعهم على إمامين من أئمة ذلك الموضع يتوسمان بوسم الشيوخ في تلك الطريقة، وذكرت أن كل من زجرهم عن ذلك الفعل يحتجون بحضور الفقهاء معهم، ولو كان حراما أو مكروها لم يحضروا معهم. والجواب -والله الموفق للصواب- أن اجتماعهم للذكر على صوت واحد إحدى البدع المحدثات التي لم تكن في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا زمان الصحابة ولا من بعدهم ولا عرف ذلك من شريعة محمد عليه السلام بل هو من البدع التي سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ضلالة وهي مردودة، ففي الصحيح أنه عليه السلام قال "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد" يعني مردود غير مقبول وفي رواية: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو مردود". وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته:"أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة". وفي رواية "كل محدثة بدعة وكل بدعة في النار". وهذا الحديث يدل على أن صاحب البدعة في النار، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. وعن الحسن البصري أنه سئل فقيل له: ما ترى في مجلسنا هذا، قوم من أهل السنةوالجماعة لا يطعنون على أحد نجتمع في بيت هذا يوما وفي بيت هذا يوما، فنقرأ كتاب الله وندعو الله ربنا ونصلي على النبيء صلى الله عليه وسلم وندعو لأنفسنا ولعامة المسلمين؟ قال: فنهى الحسن عن ذلك أشد النهي لأنه لم يكن من عمل الصحابة ولا التابعين وكل ما لم يكن عليه السلف الصالح فليس من الدين فقد كانوا أحرص على الخير من هؤلاء، فلو كان فيه خير فعلوه. وقال الله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم). وقال مالك بن أنس: فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا. وإنما يعبد الله بما شرع. وهذا الاجتماع لم يكن مشروعا قط فلا يصح أن يعبد الله به. -ثم ذكر كلام السلف في ذم الغناء- ثم قال ص196: وأما ما ذكرتم من شأن الفقيهين الإمامين فليسا بفقيهين إذا كانا يحضران شيئا من ذلك، وحضورهما ذلك على الانتصاب إلى المشيخة قادح في عدالتهما ... ) انتهى كلام الشيخ الشاطبي رحمه الله والفتوى في المعيار المعرب
¥