تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فاعْلَم –أخي- أنَّ التزامَ قولِ (صدق اللهُ العَظيم) بعد الفراغ مِن تلاوة القرآن الكريم بِدْعَة، وكل بِدْعَة ضلالة، وكل ضلالةٍ في النَّار؛ فهي لم تَرِد –فَضلا عَن أن تَثبت- قَطُّ عَن النَّبي (صلى الله عليه وسلم) "قولا أو تَقريرًا" ولا عَن أحَدٍ مِن أصحابِه ولا عَن أحد التَّابِعين، ولا أظُنُّ أنَّها كانت مَعروفةً قَبل مائتي عام، هذا على أقصَى تَقْدير؛ وإلا فغالِبُ ظَنِّي أنَّها لم تَكن مَعروفَةً قبل مائة عام، واللهْ أعْلَم.

......... ولو كانَ هذا القَولُ مَشروعًا لَبَيَّنه النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) لأمَّتِه؛ بل ثَبَت عَن النَّبي (صلى الله عليه وسلم) أنَّه قال لعَبد الله بن مَسعود (رَضي الله عَنه): "اقْرأ عَليَّ القُرآن"، فقال: يا رَسولَ الله أقرأ عَليَك وعَلَيك أنزِل؟! قال: "إنِّي أحِبُّ أن أسمَعَه مِن غَيري"، فقرأتُ عليه سُورَة النِّساء. حتَى جِئتُ إلى هذه الآية: (فكيف إذا جِئنا مِن كُلِّ أمَّة بِشَهيدٍ وجِئنَا بِكَ على هؤلاءِ شَهيدًا) [الآية: 41]. قال: "حَسبُك الآن"، فالتَفَتَ إليه فإذا عَيناه تَذرِفان. [مُتفق عَليه]، وفي رواية للبخاري [ح 5050، 4582 - «فتح»] قال رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم): "أمسِك".

ومِن القواعِد الأصولية أنَّه "لا يجوز تأخير البَيان عَن وَقت الحاجَة"؛ فلو كان قول (صَدق اللهُ العَظيم) مَشروعًا لَنَبَّه النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) عَبدَ الله بنَ مسعود –رَضي الله عَنه- عَلَيه ودَلَّه عليه وأمرَه بأن يقولَه؛ فلما لم يُبَيِّن النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) مَشروعية ذلك دَلَّ على أنَّه لا يُشرَع؛ و"تَرك البَيان في وَقت الحاجَة بَيانٌ" –كما تُقَرِّرُ القاعِدَة الأصولية.

بل قال (صلى الله عليه وسلم) بعد الفراغ مِن التلاوة: "حَسبُك الآن"؛ مِمَّا يَدُل دلالةً واضِحَةً أنَّها هذا القولَ لا يَشرُع، بل المَشروع بعد الفراغ مِن التلاوة هو السُّكوت أو الكلام المُباح أو مُباشرة العَمل أو خِلافُه مِمَّا هو مُباحٌ في أصلِه،.

الأخ الكريم

سلام الله عليكم و رحمته و بركاته

لي تعليق أوّلي على ما ذكرتموه آنفا، و هو إذا كان " الكلام المباح " مشروعٌ بعد الفراغ من التلاوة - كما هو نصّ كلامكم -: فما الذي يُخرِج كلمة " صدق الله العظيم " من عموم الكلام المباح، المشروع بعد الفراغ من التلاوة؟

و قد ذكرتم أن " ما هو مباحٌ في أصله " مشروعٌ بعد الفراغ من التلاوة - بنصّ كلامكم -: أفليس قول: " صدق الله " مباحاً في أصله؟؛ قال الله تعالى: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ صَدَقَ اللَّهُ .. } [آل عمران: 93 - 95]

و إذا كان محل الاعتراض على قولها - بعد الفراغ من التلاوة - هو " الالتزام " - أي: التزام قولها -: فهل هناك إثمٌ في التزام شيء من الكلام المباح؟

و في الختام لكم السلام

ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[17 Nov 2009, 01:19 م]ـ

الأخ الفاضل حكيم بن منصور بارك الله فيك أجدتّ و أفدت.

لن تجد لهم دليلا سوي التمسك بأنه ليس فيه نص في عهد النبوة، وكأن كل عبادة تحتاج لنص!

لا أظنك تنازع فى هذا شيخنا الفاضل ...

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

((الأصل فى العبادات المنع إلا لنص، و فى العبادات الإباحة إلا لنص))

انتهى من قاموس البدع 45.

ـ[الجكني]ــــــــ[17 Nov 2009, 01:27 م]ـ

لم أر في الاستدلال على بدعية المسألة المذكورة غير كلام بعض متأخري الحنابلة، فهل خلت كتب الحنابلة المتقدمين، وكتب المذاهب الفقهية الأخرى من المسألة أصلاً؟

وإذا كان ذلك كذلك أفلا يعني أن المسألة اجتهادية كل يبني حسب قاعدته وفهمه ونظرته في " البدعة "؟؟؟ أم أن تأصيل المسألة وفرض الرأي فيها لا يكون إلا بالمذكور فقط؟؟

ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[17 Nov 2009, 01:29 م]ـ

فعسى أن يكون ذلك فيصلا في الاتفاق على بدعيتها , فإذا لم يتفق من يحسبون من أهل القرءان على ما يتعلق بقراءة القرءان بعد هذا النقاش الطويل وهذه الحجج البينة والفتاوى الواضحة فإن الخلل في الأمة إذا لعظيم.

الأخ الكريم

عفا الله عني وعنك.

وأي خلل عظيم في الأمة إذا كان بعض الناس - أنا منهم - يرون أن قول: "صدق الله العظيم" بعد التلاوة ... مباح.

وآخرون - وفضيلتك منهم - يرون أن هذه الجملة بدعة.

فماذا عن مسائل الخلاف التي هي أكبر!!

هل لا بد من حمل كل من يقنت في الصبح على ترك القنوت حتى يستقيم حال الأمة، ويزول الخلل؟!

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Nov 2009, 01:49 م]ـ

محل الخلاف يا فضلاء

هل يجوز أن أقول بعد التلاوة

صدق الله العظيم؟

أما كون الرسول صلى الله عليه وسلم فعلها فلم يثبت.

وكونه أمر بها لم يثبت.

وكونه سمع من قالها وأقره فلم يثبت.

إذا كونها سنة بمعناها الاصطلاحي لا تثبت.

بقي الخلاف في جواز قولها من عدمه استئناسا بعموم الأدلة وبفعل النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يشير إلى مصداق آية قرآنية.

هذا محل الخلاف

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير