لا بد يا شيخنا أن تعيد النظر في مسألة زيادة عدد الركعات على إحدى عشرة ركعة في قيام الليل ودراسة سبب الخلاف، وعلى ما أذكر أن المسألة طرحت في هذا المنتدى، وقولك ليس لهم نص، غير صحيح، بل لهم نصوص فهموا منها مشروعية الزيادة، ولهم كذلك فعل بعض السلف الصالح، ... فالمسألة تدرس لكن في غير هذا الموضع.
ولا أزال أُصِر على أن نقلك عن القرطبي رحمه الله وغيره، في غير محل النزاع؛ وهو التزام قول صدق الله العظيم عقب كل قراءة، ولم أر النقل عنهم، ذلك؛
أما الإمام القرطبي رحمه الله، فأجبتك عنه، وقوله (صدق الله العظيم) آخر سورة الأحقاف عليك لا لك، لأنه لم يذكره إلا في هذه السورة فقط، فدل على أنه لا يرى التزامها، وذكرها في موضع واحد موافق لقول النبي صلى الله عليه وسلم "صدق الله" قبل قراءة الآية، والقرطبي هنا ذكر صدق الله بعد الانتهاء من السورة، وهذا مشروع من غير اعتياد لها. ثم يحتمل أن تكون كلمة "صدق الله العظيم" زيادة من بعض النساخ، فلا بد من إثبات أن النسخة الخطية بخط مؤلفها، أو أنها منسوخة عن أصل مؤلفها، وإلا فالاختمال وارد، وقد يتصرف النساخ في هذه الأشياء لأنه أمر سهل.
وقولك "ولا يلزمه ذكره في كل كتبه" عجيب منك، فإنه ألف كتابا خاصا في أدب حملة القرآن وقارئه، ثم لا يذكر هذا "الأدب" وهو يقول به، هذا لا يمكن، بل تركه لذكره في الآداب دال على أنه ليس من الأدب، ويدل عليه أنه ذكر التصديق في الختم، فهو يعرفه، لكن لم يذكره.
وقولك -حفظك الله- "وأيضا لا حجة في عدم ذكر الإمام الداني ومكي وغيرهما (ولا يلزم من العدم عدم)، فقد ذكره غيرهم " من عجيب جوابك، فإذا لم يذكره أحد من القراء، فكيف تجيز التزامه؟! هل سبقناهم؟ لا والله! لم ولن نسبقهم، إنما هو الاتباع لهم، وإنهم يذكرون مذاهب القراء في الاستعاذة وليست قرآنا، ومسألة الوقف على رؤوس الآي والسكت والوصل، والتحقيق والحدر والتدوير، والإشمام والروم والإسكان، والتكبير في الختم، ونحو ذلك من المسائل، ثم لا يذكرون التصديق بعد التلاوة، فهذا -يا أخي- يلزم من عدمه العدم، ولا شك.
وقولك "فقد ذكره غيرهم" فإن كنت تقصد القراء، فمن هم؟ وإن كنت تقصد غيرهم، فعدم ذكر القراء له حجة على قراء هذا الزمان، وغير القراء تبع للقراء في هذا الباب.
وذكر الفقهاء له في كتب الفقه، هو في باب فساد صلاة قائله، ولم يقل أحد منهم أن قول "صدق الله العظيم" عقب كل تلاوة مشروعة، والنصوص التي نقلت قبل، إنما هو في الكلام الزائد على أقوال الصلاة، هل تبطل صلاة قائله أم لا. ولا حظ معي أن من الفقهاء من أبطل صلاة قائله. مع ذلك أسألك سؤالا: هل يجوز عندك أن يلتزم القارئ بقول صدق الله العظيم عقب كل تلاوة في الصلاة قبل الركوع، سواء كان إماما أو مأموما، مسرا بذلك أم جاهرا؟ أما أنا فأقول تبطل صلاته، وهو فعل منكر وبدعة محدثة، فما تقول؟
وهذه المسألة ليست كالمسائل الفقهية المختلف فيها بين الفقهاء، ما دام أن بعض السلف قال بها. أما مسألتنا فلم يرد عن أحد من قراء الصحابة أو التابعين أو تابعيهم، أو القراء السبعة مع الثلاثة أو أحد من رواتهم ذكر التصديق بعد التلاوة، فلا شك أنهم لم يفعلوه حتما، فلا يمكن أن نسبقهم في مسألة كهذه، لأنها متعلقة بالقرآن، وهم من أحرص الناس بآداب التلاوة.
هذا والله أعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[19 Nov 2009, 11:31 م]ـ
السلامن بعد تبين للكثيرين بالأدلة اشتهار هذا الفعل بين القراء قديما؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أين لك أن هذا كان مشهورا عند القراء،
إن هذا الإثبات مخالف للصواب، ولا شك، فإن القراء قاطبة لم يذكروا هذا في كتبهم، كما نبهتك، فكيف تثبت أن التزام قول "صدق الله العظيم" عقب التلاوة من مذاهب القراء. بل هو مخالف لمذهبهم، والصحيح أنهم لم يكونوا يلتزمون بذلك، ولم يعرفوه، لذلك تركوا ذكره في كتبهم، وهي كثيرة جدا.
والله أعلم
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[22 Nov 2009, 06:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أين لك أن هذا كان مشهورا عند القراء،
إن هذا الإثبات مخالف للصواب، ولا شك، فإن القراء قاطبة لم يذكروا هذا في كتبهم، كما نبهتك، فكيف تثبت أن التزام قول "صدق الله العظيم" عقب التلاوة من مذاهب القراء. بل هو مخالف لمذهبهم، والصحيح أنهم لم يكونوا يلتزمون بذلك، ولم يعرفوه، لذلك تركوا ذكره في كتبهم، وهي كثيرة جدا.
والله أعلم
القول أن القراء لم يعرفوها و لم يلتزموها مناقض لما شهدناه من أئمة القراء
ألا تكفينا مذاهب أئمة القراء في عصورنا التي شهدناها - و التي أخذوها بالتلقي و المشافهة من شيوخهم - أمثال الشيخ محمد رفعت، و الشيخ محمود خليل الحصري، و الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، و كذا ما ذكره الأخ الفاضل د. السالم الجكني هنا عن الشيخ القاري مقرئ المسجد النبوي من قبل
فتلك هي مذاهبهم العملية
¥