أما حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه فقد رواه الإمام أحمد (17346) والبيهقي في الكبرى والطبراني في الكبير وعلق عليه شعيب الأرنؤوط بقوله: المرفوع منه صحيح لغيره وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد المطلب بن مليل. فالصحيح هو الحديث المرفوع فقط لوروده في أحاديث أخرى، أما القصة فضعيفة السند. ثم هذا خارج عن وجه الاستدلال، فإن الصحابي إن صح عنه، إنما قال ذلك تصديقا للحديث الذي أورده بعده، وهذا له نظائر كثيرة، كما كان علي رضي الله عنه يقول عن الخوارج إذا أُخبر بخبرهم: صدق الله ورسوله: يم يورد الحديث، وهو كذلك في المسند، وفي آثار كثيرة عن الصحابة، يقولون "صدق الله ورسوله" ثم يوردون الحديث، وهذا كفعل النبي صلى الله عليه وسلم حين قال "صدق الله" ثم تلا اللآية الكريمة.
وأما حديث عروة، فهو مرسل، ثم هو كما أجاب أخونا طارق، وأزيد أنه قاله طلبا للتوبة وتأكيدا لها، وقد رواه عبد الرزاق في مصنفه ولفظه: "فقال الجلاس استتب لي ربي فإني أتوب إلى الله وأشهد لقد صدق"، فأين هذا من ما نحن فيه من مسألة التزام قول صدق الله العظيم بعد كل تلاوة.
ثم في هذين الحديثين الضعيفين: كان التصديق من المستمع لا التالي!
.
مجمع الزوائد، للهيثمي:
وعن عبد الملك بن مليل السليحي قال: كنت جالسا قريبا من المنبر يوم الجمعة، فخرج بن أبي حذيفة فاستوى على المنبر فخطب، ثم قرأ عليهم سورة من القرآن - وكان من أقرأ الناس - فقال عقبة بن عامر: صدق الله ورسوله. سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:
" ليقرأن القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ".
قال الإمام الهيثمي: رواه أحمد والطبراني باختصار، ورجالهما ثقات. أهـ
فقول الصحابي الجليل عقبة بن عامر: (صدق الله) عقب قراءة تلك السورة من القرآن، دليلٌ قاطعٌ على مشروعيته. و تبديع الصحابي باطلٌ بيقين.
و أمّا التعلل بأن ذلك القول - عقب قراءة تلك السورة - كان من السامع للقرآن، و ليس من التالي، فظاهرية مَحْضة، و إعراض عن المعنى
فإذا كان تصديق السامع لله تعالى مشروعا - عقب تلاوة القارئ للسورة من القرآن، كما في الحديث - فكذلك تصديق القارئ لله تعالى؛ بطريق الأَوْلَى.
و الادعاء بمشروعيته للسامع، و بدعيته للقارئ للقرآن ظاهرية عجيبة، أدّتْ بنفرٍ من الناس إلى القول بنجاسة بول الآدمي، و طهارة بول الحِمار؛ بدعوى عدم وجود النَص
و من ناحيتي، أحسب أن الجدال - بعد كل ما تقدم - قد طال بغير جدوى، و لا فائدة ترتجى، ما دام الغرض هو الاستظهار لرأي قيل، لا الاسبصار بالأدلة
و الله الهادي إلى سواء السبيل، و الحمد لله رب العالمين
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[25 Nov 2009, 10:11 م]ـ
فقول الصحابي الجليل عقبة بن عامر: (صدق الله) عقب قراءة تلك السورة من القرآن، دليلٌ قاطعٌ على مشروعيتها. و تبديع الصحابي باطلٌ بيقين.
من الذي بدع الصحابي من المتناقشين؟ عجبا فحتى قراءنا الذين يلتزمونها لا نقول إنهم مبتدعون مع أننا نقول بأنها بدعة لأن من قواعد أهل السنة المعروفة عند من تبعهم أنه ليس كل من وقع في البدعة وقعت البدعة عليه , فكيف تفهم يا دكتور من نقاشنا تبديع الصحابي , سبحان الله هذا بهتان عظيم.
وأمّا التعلل بأن ذلك القول - عقب قراءة تلك السورة - كان من السامع للقرآن، و ليس من التالي، فظاهرية مَحْضة، و إعراض عن المعنى
الصحابي لم يلتزمها وقالها لمناسبة وليس للتلاوة هذا هو المعنى الذي يفهمه من هم أعلم منا ومنك ممن قال ببدعيتها من علمائنا الكرام.
فإذا كان تصديق السامع لله تعالى مشروعا - عقب تلاوة القارئ للسورة من القرآن، كما في الحديث - فكذلك تصديق القارئ لله تعالى؛ بطريق الأَوْلَى.
يا دكتور: تصديق الله ليس مشروعا فحسب بل هو واجب , والبحث ليس في تصديق السامع والقارئ لربهما بل في قول تلك العبارة موضع البحث وإلا لكان التارك لها مكذبا فمن الذي فظاهرية مَحْضة، و إعراض عن المعنى
و الادعاء بمشروعيته للسامع، و بدعيته للقارئ للقرآن ظاهرية عجيبة، أدّتْ بنفرٍ من الناس إلى القول بنجاسة بول الآدمي، و طهارة بول الحِمار؛ بدعوى عدم وجود النَص
حتى السامع لو التزم تلك العبارة بعد كل سماع لكان التزامه لها بدعة فالكلام واضح وللأسف ما أجبت عن السؤال السابق وهو ليسموجه لفضيلة الشيخ عبد الحكيم فحسب بل لكل من قال بمشروعيتها وأكرر السؤال مرة ثانية فهل من مجيب؟
فهل رسول الله صلى الله عليه وسلم التزم (صدق الله العظيم) بعد التلاوة؟ وهل خلفاؤه الراشدون التزموها؟
آمل: الجواب إما بنعم مع دليل الإثبات فنتفق على مشروعيتها ويرتفع نزاعنا وإما بلا فتنتفق على عدم مشروعيتها ويرتفع نزاعنا.
و من ناحيتي، أحسب أن الجدال - بعد كل ما تقدم - قد طال بغير جدوى، و لا فائدة ترتجى، ما دام الغرض هو الاستظهار لرأي قيل، لا الاسبصار بالأدلة
و الله الهادي إلى سواء السبيل، و الحمد لله رب العالمين
¥