تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[26 Nov 2009, 10:48 ص]ـ

أما حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه فقد رواه الإمام أحمد (17346) والبيهقي في الكبرى والطبراني في الكبير وعلق عليه شعيب الأرنؤوط بقوله: المرفوع منه صحيح لغيره وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد المطلب بن مليل. فالصحيح هو الحديث المرفوع فقط لوروده في أحاديث أخرى، أما القصة فضعيفة السند ..

سبق لي أن ذكرت ما يفيد توقفي عن الردّ و الجدل في هذا الموضوع مع المخالفين.

و كتابتي هذه موجهة لمن قد يطّلع على الموضوع، و قد يأخذ الكلام المذكور في أعلاه على أنه أمرٌ مُسلّم و مُحَقّق، و هذا غير صحيحٍ بالمَرّة، و بيان ذلك فيما يلي:

1 - لاتَعَلّق لعبد المطلب بن مليل بالحديث المُستدَل به، الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده - و الذي ذكرته في مشاركتي السابقة - فعبد المطلب بن مليل هذا ليس من رجال ذلك الحديث، و ليس في ذلك الإسناد، و إنما الذي من رجاله: (عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل السليحى)، و هو مذكور في مشاركتي مع بقية السند، و قال الإمام الهيثمي في حديث مسند أحمد هذا: رجاله ثقات. و قد تقدم

و ليس الأمر هنا من باب اختلاف الحكم على أحد رجال الحديث، بين الإمام الهيثمي - و تصريحه بأن ذلك الرجل من الثقات؛ فيكون معروفا عنده، لا مجهولا - و بين الشيخ الأرنؤوط، الذي نُقِل عنه (؟؟) جهالته برجلٍ آخر غيره، مختلف الاسم عنه (عبد المطلب)، و إنما الأمر هنا من باب الخلط و التلبيس.

فالاختلاف هنا اختلاف في محل الحكم: الحكم على رجليْن مختلفين، لا وجود لأحدهما - و هو المقول بجهالته - في سند ذلك الحديث، الذي زُعِمَ ضعفه؛ لوجوده في سنده!

و هذا أمرٌ مُضحِك، و لكنه ضحكٌ كالبُكا؛ كما قال الشاعر

هذا إن صحَّ النقل عن الشيخ الأرنؤؤط، و صحَّ العزو إليه

و أظن أن الأخ نقل تعليق الأرنؤوط عن نسخة برنامج (المكتبة الشاملة)، مسند أحمد

؛ فكان واجباً عليه مقارنة و ملاحظة اختلاف اسم الرجل المدعى جهالته عن اسم الرجل الموجود في سند الحديث، بدلاً من العجلة و التسرع بتخطئة الغير؛ بغير حقٍ و لا مستند!

هذا من ناحية

و من ناحية ثانية، فعبد الملك بن مليل السليحي، لم ينفرد الهيثمي بتوثيقه، بل ذكره ابن حبان في الثقات

1 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للإمام الهيثمي:

وعن عبد الملك بن مليل السليحي قال كنت جالساً قريباً من المنبر يوم الجمعة فخرج محمد بن أبي حذيفة فاستوى على المنبر فخطب ثم قرأ عليهم سورة من القرآن وكان من أقرأ الناس فقال عقبة ابن عامر صدق الله ورسوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول ليقرأن القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. رواه أحمد والطبراني باختصار ورجالهما ثقات. أهـ

2 - الاكمال في ذكر من له رواية في مسند الامام احمد من الرجال سوى من ذكر في تهذيب الكمال، للإمام محمد بن على بن الحسن بن حمزة الحسينى الشافعي 715 - 765هـ:

546 عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل البلوي السليحي القضاعي عن أبيه وعبد الرحمن بن أبي أمية المكي وعنه حيوة بن شريح وحرملة بن عمران وابن لهيعة وسعيد بن أبي أيوب وغيرهم ذكره بن حبان في الثقات. أهـ

3 - الثقات لابن حبان، (باب العين):

9242 - عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل السليحى وسليح من قضاعة يروى عن أبيه روى عنه سعيد بن أبى أيوب. أهـ

4 - التاريخ الكبير، للإمام البخاري:

1546 - عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل، عن عبد الرحمن بن ابى امية، روى عنه حيوة، وقال حرملة: هو السليحى، وهم إلى قضاعة، سمع أباه، وروى سعيد بن ابى ايوب عن عبد العزيز بن عبد الملك: عن نبيه بن صؤاب، في المصريين. أهـ

* * *

و عليه فالقول بجهالته وهمٌ أو جهلٌ به، و تضعيف الحديث بتلك الجهالة جهالة؛ لنص الأئمة على توثيقه، و توثيق رجاله

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Nov 2009, 03:49 م]ـ

منذ طرح هذا الموضوع ونحن نستفيد من الاطلاع عليه جزى الله المشاركين فيه خيراً وتقبل منهم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير