ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[04 Oct 2009, 09:45 م]ـ
أخي عبد الحكيم: ملكش دعوة في النقاش لأنّه حوار خاصّ بيني وبين أخي طاق،
اترك صاحبك يدافع عن نفسه إن كان قادراً، فهو واثق من علمه فاتركه إذن.
أخي عبد الحكيم ما لكش دعوة الآن دعني مع الأخ طارق وعندما أنتهي معه سأرجع أليك وحينها قل ما تشاء فلن تفلت منّي.
السلام عليكم
ماشي يا شيخ محمد انسحبت من الموضوع وسأكون قارئا فقط حتي (ولو الكلام مش راضي عنه.)
ولقد قلت لك: المصريون ملهمش حل، والشيخ طارق إن شاء الله (هيهدُّكم يا أهل الجزائر "بسمة")
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[05 Oct 2009, 12:00 ص]ـ
أخي عبد الحكيم
ما تزعلش أنت صاحبي،
والذي أغضبني قليلاً أنّ الأخ طارق ما اطّلع على كلّ الحوارات التي جرت بيننا، وقد تعرّضت إلى نصّ ابن الباذش عندما تناقشنا في موضوع مسألة الخلاف اللفظيّ في الميم الساكنة عند الباء.
فجُرأته وتحدّيه هو الذي حملني على أن أقول "ملكش دعوة" وإلاّ فالحوار معك سكّر.
يعني إيه "المصريون ملهمش حل"؟ أوصل الأمر إلى هذا الحدّ؟
نحن في الجزائر ما عندناش مشكلة في الفرجة والضاد، وليس همّنا إلزام الآخرين بشيء، ولكن أن نُلزَم بشيء من غير قناعة فما ينفعش.
ليس بين الجزائر ومصر أيّ مشكلة اللهمّ إلاّ في كرة القدم التي فرّقتنا، لذا فينبغي أن يجمعنا القرءان الكريم.
أقدّم تحياتي لك ولأخي الشيخ طارق.
ـ[أبو هاني]ــــــــ[05 Oct 2009, 12:26 ص]ـ
قراءة كتاب عن السباحة لا تجعل من المرء سبَّاحًا؛ ووصف الأعمال التي يجب عليه أداؤها ليكون سبّاحًا قد يُمهِّد لخوض غمار التجربة، ومشاهدة من يُحسِن السباحة تُعِين على إدراك الطريقة أو الطرائق التي تحقق السباحة الجيّدة والآمنة، وفي النهاية لا بدَّ من أن يضع جسمه في الماء ويدفعه ليتحرك إلى حيث يريد.
وكثير من النقاش في مسائل التجويد مما يدور في مثل هذا الملتقى من النوع الأول مما قدّمتُ في الأسطر السابقة؛ فهو تناول لفظي لعبارات لفظية يسعى المشارِك فيها لإظهار براعة لفظية في عرض فهم لعبارة لفظية، كما أن الرغبة في الانتصار لرأي يراه المشارك أقوى من الرغبة في الوصول إلى الحقيقة. وقد آن أن أدخل إلى القضية.
أشار علماء التجويد إلى أنّ للإخفاء مراتب، وأنّ إخفاء النون الساكنة والتنوين على قدْر قُرْب مخرجهما من مخرج الصوت التالى لهما؛ فأبعد مراتب الإخفاء مع القاف والكاف، وأقربها مع الطاء والدال والتاء، وما عدا ذلك ففي مرتبة متوسطة، مع ملاحظة أنّ الإخفاء مع بعض أصوات تلك المرتبة يكون أقرب منه مع غيرها.
وواضح من الإشارتَين الأخيرتَين أنّ موضع نطق النون المخفاة ينتقل إلى موضع نطق الصوت الذي يليها، بل إنّ الأمر يتجاوز الانتقال في موضع النطق (أي المخرَج) إلى أنْ يَصدر صوت النون المخفاة ـ وهو الغُنة ـ مكتسِبًا صفات الصوت التالى وخصائصه؛ وأهل الأداء يقولون إن الغُنة تتبع ما بعدها؛ فإذا تلا النونَ صوت من الأصوات المفخَّمة صار صوت النون المخفاة مفخَّمًا، وهي: ص، ض، ط، ظ، ق، ولا يدخل الخاء والغَين لأنّ النون معهما حكمه الإظهار (إلا عند أبي جعفر).
فالإخفاء هو نطق النون أنفيّة مع اتخاذ أعضاء النطق الوضع الملائم لإصدار الصوت التالى لها بشكل متزامن.
ولْيلاحظ المهتمُّ بالأمر كيف ينطق القارئ الْمُجِيد النونات في كل واحدة من هذه الكلمات: الأَنْف، الأُنْثَى، أَنْذِرْ، اُنْظُرْ، ولْيتنبَّهْ في نُطقه الشخصي إلى ما يحدث في أثناء صدور الغنَّة، وسيدرك أن الإخفاء لا يصلح أن يُعرَّف بأنه ” حال بين الإظهار والإدغام “، ولا أنه ” النطق بالنون والتنوين بصفة بين الإظهار والإدغام، بلا تشديد، مع بقاء الغُنَّة “، ولا أنه ” إخفاء الحرف الأول في الحرف الثاني مع بقاء صفة الغنة “؛ مع أن المتداول هو الإخفاء عند الحرف التالى، هذه العبارات لا تكشف بوضوح طبيعةَ أداء الصوت الْمُخفَى.
ومن قَبِيل الإخفاء بهذا المفهوم يكون القَلب (أو الإقلاب) قبل الباء؛ فنجد أنه يتحقق فيه ما يتحقق مع الأصوات الخمسة عشر وهي أصوات الفم واللسان: ت، ث، ج، د، ذ، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ق، ك، ثم الصوت الذي تشترك فيه الشفة السفلى مع الثنايا العليا وهو الفاء؛ فالقَلب يتمثّل في أن يلي النونَ (والتنوينَ) باءٌ، فتُقلَب النون حينئذ ميمًا خالصة بلا إدغام، ولا بدّ من إظهار الغُنَّة مع ذلك، فيصير في الحقيقة إخفاءً للميم المقلوبة. وهذا يتضمَّن عدّة خطوات:
الأولى: عدم نطق النون من موضعها: طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا.
الثانية: إغلاق الشفتَين إغلاقًا تامًّا مع هبوط سقف الحنك اللين، ومرور تيار الهواء من تجويف الأنف، وهذا يُنتِج الميم بما يميزها من غُنَّة.
الثالثة: استمرار إغلاق الشفتَين مع ارتفاع سقف الحنك اللين، استعدادًا لإنتاج صوت الباء فور إزالة إغلاق الشفتَين واندفاع تيار الهواء من تجويف الفم إلى الخارج.
والخطوتان الثانية والثالثة تمثلان اتصالا مستمرًّا لإنتاج صوتَي الميم والباء، وهذا يشمل القلب والإخفاء، والمقصود بالإخفاء عدم الفصل بين مرحلتي إنتاج الميم والباء بإغلاق الشفتَين، ففي هاتَين المرحلتَين يستمرّ إغلاقهما تمامًا؛ فإن عدم إغلاقهما عند نطق الميم قبل الباء لا ينتُج عنه قلبُ النون ميمًا، ولا وجود الميم، ولا كونها مخفاة، أي إنّ إبقاء الشفتَين متباعدتَين يُفوِّت كلّ ذلك، فلا يتحقَّق ما تناوله علماء العربية والتجويد باسم القلب.
والإدغام بابه يسيرٌ كذلك؛ فالنون تفقد مخرجها وتبقى غنتها إذا تلاها: م، و، ي، وهذا هو الإدغام الناقص، وتفقد مخرجها وغنتها إذا تلاها: ر، ل، وهذا هو الإدغام التام، وإذا تلاها مثلها فالأمر أيسر؛ يُدغم المتماثلان بتطويل مدّة النطق.
هذا توضيح أقرب إلى كتب تيسير العلوم، وأحسب أن التجويد يتحتَّم أن يكون كذلك، لا أن يكون صعب العبارة وصعب الأداء؛ إنه تجويد أي تحسين وتزيين وليس بتعسير.
¥