ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[06 Oct 2009, 11:49 ص]ـ
السلام عليكم
قلتم يا شيخ محمد في جوابكم: مذهب الداني هو الإخفاء في الميم الساكنة وهذا معروف عنه خلافاً لمكي القيسي الذي مذهبه الإظهار مع أنّهما يتّفقان في الإسناد عن الشيخ عبد المنعم بن غلبون، حيث قرأ الداني عن أبي الحسن طاهر ابن غلبون عن عبد المنعم، وقرأ مكي القيسي عن عبد المنعم مباشرة. أقول: لو كان الخلاف حقيقياً فكيف يقرأ مكي القيسي خلاف ما قرأ الداني مع العلم أنّه لم ينقل الوجهان عن الداني ومكّي القيسي في المسألة؟
واستمررتم في تقرير ذلك جوابا عن نص الداني في جامع البيان., ومعنى جوابك هذا أن حقيقة الإظهار هي حقيقة الإخفاء أليس كذلك؟
فلماذا الإصرار على لفظة الإخفاء ما دام أن حقيقتها هي الإظهار؟ اتركوا لفظة الإخفاء ولن نناقشكم بل سنؤيدكم وينتهي هذا النقاش وما سبقه وما يتبعه.
ثم أنت لم تجب عن وصفه الإخفاء بأنه أخف من الإظهار , فكيف يكون الخلاف لفظيا وحقيقة أحدهما أخف من حقيقة الآخر ووصف الإخفاء بالخفة يقتضي الفرجة لا غير.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[06 Oct 2009, 03:01 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الشيخ طارق لو اطلعت على ما كتب في هذا الموضوع في هذا المنتدى لأدركت الجواب.
إنّ أوّل من قال بالإخفاء في الميم الساكنة هو ابن مجاهد وتبعه في ذلك الداني خلافاً لبعض أهل الأداء الذين ما وافقوا ابن مجاهد على هذه التسمية كمكي القيسي وابن الباذش وغيرهما ومن هنا نشأ الخلاف. مع أنّ الداني ومكي القيسي قد أسندا القرءان إلى ابن مجاهد ولم يختلفا في الكيفية لعدم ورود الخلاف عن ابن مجاهد في الميم الساكنة، وهذا ما يدلّ على أنّ الخلاف لفظيّ.
أمّا القضية الأخرى: فكيفية الإخفاء تختلف من حالة إلى حالة ففي النون الساكنة يكون الإخفاء أضعف من إخفاء الحركة وهو أضعف من إخفاء الميم الساكنة وهذا الأخير قد يكون أضعف من الإظهار التام لجريان صوت الغنّة من خيشوم لكونه مخرجاً مقدّراً إذ هو أضعف من المخرج المحقق.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[06 Oct 2009, 05:53 م]ـ
أخي الشيخ طارق لو اطلعت على ما كتب في هذا الموضوع في هذا المنتدى لأدركت الجواب.
اطلعت بارك الله فيك وإلى الآن لا أجد لكم جوابا مقنعا بدليل أنك متذبذب في الجواب فمرة متوقف فيه ومرة على استحياء تشير إلى ترجيح كونه لفظيا.
إنّ أوّل من قال بالإخفاء في الميم الساكنة هو ابن مجاهد وتبعه في ذلك الداني خلافاً لبعض أهل الأداء الذين ما وافقوا ابن مجاهد على هذه التسمية كمكي القيسي وابن الباذش وغيرهما ومن هنا نشأ الخلاف. مع أنّ الداني ومكي القيسي قد أسندا القرءان إلى ابن مجاهد ولم يختلفا في الكيفية لعدم ورود الخلاف عن ابن مجاهد في الميم الساكنة، وهذا ما يدلّ على أنّ الخلاف لفظيّ.
يا أخي هذا لا يدل على أنه لفظي وإلا فأنا وأنت وكل المختلفين في هذه المسألة يمر إسنادهم بابن الجزري ثم الشاطبي ثم الداني ثم ابن مجاهد فلماذا اختلفوا؟ وهل تظن أن الخلاف بيننا لفظي أيضا؟ هل لأننا نلتقي في شيخ أو أكثر من الإسناد يكون الخلاف لفظيا؟
وإليك كلام الإمام السخاوي رحمه الله وهو يؤكد بلا شك أن الخلاف حقيقي:
54 - والميم عند الواو والفا مظهر=هم في وعند الواو في ولدان
55 - لكن مع البا في إبانتها وفي=إخفائها رأيان مختلفان
السخاوي يقول: رأيان مختلفان وأنتم تقولون رأيان لفظيان فهل تقتنع بكلام السخاوي؟
أمّا القضية الأخرى: فكيفية الإخفاء تختلف من حالة إلى حالة ففي النون الساكنة يكون الإخفاء أضعف من إخفاء الحركة وهو أضعف من إخفاء الميم الساكنة وهذا الأخير قد يكون أضعف من الإظهار التام لجريان صوت الغنّة من خيشوم لكونه مخرجاً مقدّراً إذ هو أضعف من المخرج المحقق.
أما هذا المقدر والمحقق فهو من الأدلة الجديدة على صحة الفرجة وخطأ القول بالإطباق ولن نخوض فيه إلا بعد الانتهاء مما سبق.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[06 Oct 2009, 11:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي طارق لقد أدخلتني في هذا النقاش رغم أنفي وإنّي والله لا أرغب فيه البتّه.
ولست متذبذباً يا أخي الكريم، أنا أضع لك بعض الأدلّة لتدرك أنّ المسألة ليست سهلة كما تظنّ وأنّه لا ينبغي التّسرّع في الحكم على الشيء إلا بالاستقراء والتتبع. فالذي حملني على القول بأنّها ليست سهلة هو ما يلي:
أوّلاً: صرّح أئمّتنا أنّ الخلاف في المسألة خلاف في العبارة والنصوص منقولة فلا داعي لنقلها.
ثانياً: الإخفاء مذهب ابن مجاهد من غير خلاف عنه وأسند له مكي القيسي والداني. السؤال كيف يختلفان في الأداء والمصدر واحد ومعلوم؟ لو قرأ كلّ واحد منهما بوجه لنقل الخلاف عن ابن مجاهد وهو إمام الصنعة. وهذا يقال في قراءة الداني ومكي القيسي عن عبد المنعم بن غلبون، وقراءة ابن الباذش من طريق الداني ومكي القيسي.
لو كان الخلاف حقيقياً أيخفى ذلك على مكي القيسي وابن الباذش وابن مجاهد الذي أسند له الكثير ممن دوّن في علم القراءة حيث لم يُنقل عنهم الخلاف اللهمّ إلاّ الداني الذي صرّح بالخلاف في العبارة دون الأداء.
لو كان الخلاف حقيقياً كيف ينقل بعض الأئمّة الإجماع على الإظهار وقد قرأ بخلافه ابن مجاهد والداني وغيرهما.
لو كان الخلاف حقيقياً أيخفى ذلك على ابن الباذش حيث انتقد وجه الإخفاء وهو من المتأخرين العالمين بخلاف المتقدمين عنه لا سيما بين مكي القيسي والداني، وقد قرأ القراءات السبع من طرقهما.
أمّا نصّ السخاوي فالذي يظهر لي أنّه استعمل لفظ "رأيان" أي هو إخفاء على رأي البعض وإظهار على رأي البعض الآخر، وما استعمل عبارة "وجهان". مع اتفاق اللفظين في الوزن. وإن فسّره بعض المعاصرين بخلاف ما ذكرت لأنّ الكثير من أهل العلم المحققين المعاصرين ما أدركوا أن في المسألة نظر.
أخي طارق أرجو ألاّ تستعمل ألفاظاً مؤذية بعد أن استقرّ الاحترام.
والعلم عند الله تعالى.
¥