تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول: ما يدعي فيه الرجل الإجماع فهو كذب , من ادعى الإجماع فهو كاذب لعل الناس اختلفوا ما يدريه , ولم ينته إليه فليقل لا نعلم الناس اختلفوا , هذه دعوى بشر المريسى والأصم ولكنه يقول لا نعلم الناس اختلفوا أو لم يبلغني ذلك. هذا لفظه.

ونصوص رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل عند الإمام أحمد وسائر أئمة الحديث من أن يقدموا عليها توهم إجماع مضمونه عدم العلم بالمخالف , ولو ساغ لتعطلت النصوص وساغ لكل من لم يعلم مخالفا في حكم مسألة أن يقدم جهله بالمخالف على النصوص فهذا هو الذي أنكره الإمام أحمد والشافعي من دعوى الإجماع لا ما يظنه بعض الناس أنه استبعاد لوجوده. [إعلام الموقعين 1/ 30].

لو كان الخلاف حقيقياً أيخفى ذلك على ابن الباذش حيث انتقد وجه الإخفاء وهو من المتأخرين العالمين بخلاف المتقدمين عنه لا سيما بين مكي القيسي والداني، وقد قرأ القراءات السبع من طرقهما.

لم يخف على ابن الباذش أن الخلاف حقيقي بدليل انتقاده له , ولو كان لفظيا ما انتقده, وتأمل في كلامه تقف على ذلك إن شاء الله.

أمّا نصّ السخاوي فالذي يظهر لي أنّه استعمل لفظ "رأيان" أي هو إخفاء على رأي البعض وإظهار على رأي البعض الآخر، وما استعمل عبارة "وجهان". مع اتفاق اللفظين في الوزن.

إذا كانت الحقيقة واحدة ومتفقة فلم قال مختلفان؟ لماذا لم يستعمل عبارة "متفقان" بدلا من " مختلفان ". مع اتفاق اللفظين في الوزن.

وإن فسّره بعض المعاصرين بخلاف ما ذكرت لأنّ الكثير من أهل العلم المحققين المعاصرين ما أدركوا أن في المسألة نظر.

المعاصرون أقروا بأن الخلاف حقيقي حتى شيوخ المطبقين , فالشيخ أيمن سويد أقر بذلك ,ولك أن تسأله وتتأكد منه , فلما ناقشه شيخنا أحمد حامد حول هذه النقطة قال: لو كنت في زمانهم لسميته إظهارا ولما سميته إخفاء , فاقبل ما أقر به شيخك وشيخ المطبقين حفظك الله وحفظه , وإلا أحوجتني إلى أن أنقل لك المزيد والمزيد من أقوال الأئمة التي تؤكد بلا ريب أن الخلاف حقيقي وأن الإخفاء لا يكون إلا بالفرجة ولا بد. أخي طارق أرجو ألاّ تستعمل ألفاظاً مؤذية بعد أن استقرّ الاحترام.

اللهم لا تذقنا طعم أنفسنا وهون علينا أنفسنا في الحق واجعل الحق أعظم في أنفسنا من أنفسنا ومن أنفس مشايخنا.

والعلم عند الله تعالى.

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[07 Oct 2009, 11:55 ص]ـ

أخي طارق: أنا متوقّف في المسألة لأجل ما ذكره ابن الجزريّ في كتابه النشر واستعماله للفظ الإظهار المحض وهذه العبارة توحي إلى الإظهار التام والحقيقي وهو الأدرى بالخلاف في القضيّة وقد قرأ بمضمون ما في كتابه النشر. وفي المقابل نجد أقوالاً للقدامى صرّحوا بأنّ الخلاف هو في العبارة.

أبدأ بنصّ الداني وهو قوله: "فإن التقت الميم بالباء نحو {ٍءامنتم بهِ}، {وأن احكم بينهم}، {وكنتم به}، ٍومن يعتصم بالله}،و {أم بعيد}، وما أشبهه، فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها معها. فقال بعضهم هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما، كانطباقهما على إحداهما. وهذا مذهب ابن مجاهد، فيما حدّثنا به الحسين بن علي عن أحمد بن نصر عنه قال: والميم لا تُدغم في الباء لكنّها تُخفى، لأنّ لها صوتاً من الخياشيم، تواخي به النون الخفيفة. وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر رحمه الله. قال أبو العباس محمد بن يونس النحوي المقرئ: في أهل اللغة من يُسمّي الميم الساكنة عند الباء إخفاء. قال: وقال سيبويه: المُخفى بوزن المظهر.

وقال آخرون هي مبيّنة للغنّة التي فيها، قال أبو الحسن المنادي: أخذنا عن أهل الأداء بيان الميم الساكنة عند الواو والفاء والباء قس حُسن من غير إفحاش. وقال أحمد بن يعقوب التائب: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيتها باء في جميع القرءان. وكذلك الميم عند الفاء. وذهب إلى هذا جماعة من شيوخنا، وحكاه أحمد بن صالح عن ابن مجاهد، وبالأوّل أقول." (التحديد ص166، 167)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير