تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أخي طارق: أنا متوقّف في المسألة لأجل ما ذكره ابن الجزريّ في كتابه النشر واستعماله للفظ الإظهار المحض وهذه العبارة توحي إلى الإظهار التام والحقيقي وهو الأدرى بالخلاف في القضيّة وقد قرأ بمضمون ما في كتابه النشر.

ما دام ابن الجزري أدرى بالخلاف فهاهو يؤكد أن الخلاف حقيقي فهو يقول:

وإذا سكنت وأتى بعدها باء فعن أهل الأداء فيها خلاف: منهم من يظهرها عندها ومنهم من يخفيها وإلى إخفائها ذهب جماعة وهو مذهب ابن مجاهد وابن بشر وغيرهما وبه قال الداني وإلى إدغامها ذهب ابن المنادى وغيره.

وقال أحمد بن يعقوب التائب: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيها باء في كل القرآن وبه قال مكي , وبالإخفاء أقول قياسا على مذهب أبي عمرو بن العلا.

قال شيخنا ابن الجندي رحمه الله: واختلف في الميم الساكنة إذا لقيت باء والصحيح إخفاؤها مطلقا أي سواء كانت أصلية السكون كـ (أم بظاهر) أو عارضته كـ (يعتصم بالله). (التمهيد ص 66 ,67).

فقوله:فعن أهل الأداء فيها خلاف.

أليس في نسبته الخلاف إلى أهل الأداء دليل على حقيقته وأنه خلاف في الأداء وليس في التسمية؟

وقوله: وبالإخفاء أقول قياسا على مذهب أبي عمرو بن العلا.

أليس اختياره الإخفاء دليل على حقيقة الخلاف , ولو كان الخلاف لفظيا فما الفرق بين اختياره الإخفاء أو الإظهار؟

أليس قياسه على إخفاء ميم أبي عمرو دليل على حقيقة الخلاف حيث لم يختلف في إخفائها كما تعلم؟

وقوله ناقلا عن شيخه: والصحيح إخفاؤها مطلقا.

هل هو يصحح الإخفاء على الإظهار لفظا أم حقيقة يا شيخ محمد؟

وفي المقابل نجد أقوالاً للقدامى صرّحوا بأنّ الخلاف هو في العبارة.

أبدأ بنصّ الداني وهو قوله: "فإن التقت الميم بالباء نحو {ٍءامنتم بهِ}، {وأن احكم بينهم}، {وكنتم به}، ٍومن يعتصم بالله}،و {أم بعيد}، وما أشبهه، فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها معها. فقال بعضهم هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما، كانطباقهما على إحداهما. وهذا مذهب ابن مجاهد، فيما حدّثنا به الحسين بن علي عن أحمد بن نصر عنه قال: والميم لا تُدغم في الباء لكنّها تُخفى، لأنّ لها صوتاً من الخياشيم، تواخي به النون الخفيفة. وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر رحمه الله. قال أبو العباس محمد بن يونس النحوي المقرئ: في أهل اللغة من يُسمّي الميم الساكنة عند الباء إخفاء. قال: وقال سيبويه: المُخفى بوزن المظهر.

وقال آخرون هي مبيّنة للغنّة التي فيها، قال أبو الحسن المنادي: أخذنا عن أهل الأداء بيان الميم الساكنة عند الواو والفاء والباء قس حُسن من غير إفحاش. وقال أحمد بن يعقوب التائب: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيتها باء في جميع القرءان. وكذلك الميم عند الفاء. وذهب إلى هذا جماعة من شيوخنا، وحكاه أحمد بن صالح عن ابن مجاهد، وبالأوّل أقول." (التحديد ص166، 167) هل تفهم من قوله: فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها معها.

أن هذه العبارة المختلفون فيها لها حقيقة واحدة؟ إذن فلماذا قال الداني في النهاية: وبالأوّل أقول. وتأمل كيف ذكَّر فقال: وبالأول فكلامه لا يرجع إلى العبارة لأنه لا يستقيم والعبارة مؤنث أن يقال: وبالعبارة الأول أقول. والداني من هو في اللغة والبلاغة لكن المعنى وبالوجه الأول أقول فظهر لك أن الخلاف حقيقي من نفس ما استدللت به ولكن لو تأملت.

قال عبد الوهاب القرطبي: " الميم: إذا سكنت وبعدها باء وجب إخفاء الميم معها كقوله تعالى: {وأن احكم بينهم}، {أنبئهم بأسمائهم}، {هم به يؤمنون} وذلك أنّ الباء قَرُبت من الميم في المخرج فامتنع الإظهار، واستوتا في أنّ كلّ واحدة منهما تنطبق بها الشفتان فتحقّق الاتصال والاستتار، وامتازت الميم عنها بمزيّة الغنّة فامتنع الإدغام فلم يبق إلاّ الإخفاء.

وقد اختلف القرّاء في العبارة عنها، فقال بعضهم: هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقهما على أحدهما، وهو مذهب ابن مجاهد، قال ابن مجاهد: والميم لا تُدغم في الباء لكنّها تُخفى لأنّ لها صوتاً من الخياشيم تواخي به النون الخفيّة. وقال آخرون: هي مبيّنة للغنّة التي في الميم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير