ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[07 Oct 2009, 05:04 م]ـ
أخي طارق لقد طلبت منّي النصوص وأتيتك بها
وقد رجعنا إلى كلام ابن الجزري أي إلى نقطة الصفر. .
أمّا تفيسرك لكلام الداني فغير مسلّم لأنّه ذكر الخلاف ثمّ قال وبالأوّل أقول. السؤال؟ إن لم يكن الإخفاء هو القول الأوّل فماذا يقصد إذن وأيّ خلاف يقصد؟ أرجو الجواب؟ لا شكّ أنّ الخلاف هو في العبارة لا غير. أذ لا يوجد في النصّ خلافٌ آخر تطرّق إليه إلاّ الخلاف في العبارة. فذكر القول الأوّل وهو الإخفاء ثمّ القول الثاني وهو الإظهار ثمّ رجّح القول الأوّل وهو الإخفاء فقال وبه أقول. والحمد لله أنّ القول الأوّل يتناسب مع ما رجّحه وهو الإخفاء. فقوله وبالأوّل أقول أي وبالقول الأوّل أقول.
أمّا تعليقكم على نصّ القرطبيّ فأقول وبالله التوفيق: ذكر القرطبيّ أنّ الخلاف هو في العبارة فذكر المذهب الأوّل وهو الإخفاء لابن مجاهد. الكلام واضح يا أخي الكريم فبعد أن ذكر الخلاف في العبارة أشار إلى المذهب الأوّل وهو الإخفاء الذي هو مذهب ابن مجاهد. فالخلاف صريح بأنّه متعلّق بالعبارة دون الأداء. أهناك صراحة أكثر من ذلك. تأمّل جيّداً في كلام الإمام القرطبي: فأمّا عبارة بعضهم عن ذلك بالبيان فالذي عندي أنّهم لم يريدوا البيان الذي هو التفكيك والقطع .............
أي المراد من الإظهار في الميم الساكنة ليس التفكيك والقطع كما هو الحال في الإظهار التام. أقول: إنّ الإمام القرطبي رحمه الله تعالى أوضح وصرّح أنّ الخلاف هو العبارة فقط ونسب الإخفاء إلى ابن مجاهد ورجّحه ثمّ انتقد اصطلاح الإظهار بأنّه تجوّز في العبارة وأنّ حقيقته هو عدم تفكيك الحرف. فهذا صريح في كون أنّ المشكلة تكمل في اللفظ فقط وليس في الأداء.
قولكم:
قد قدمت أنت أنه انتقد الإخفاء فلو كانت حقيقته حقيقة الإظهار فما العيب في الاصطلاح إذا قال به أئمة عدول وهو لا يغير حقيقة الحكم؟ أليس من المسلمات أنه لا مشاحاة في الاصطلاح؟ فلم كل هذه المشاحات قديما وحديثا إذا كان الأمر مجرد خلاف في اللفظ دون الحقيقة؟
إنّك بهذا الكلام تردّ على نفسك إذ لا مشاحاة في الاصطلاح ما دام الأداء واحد، فبعضهم عبّر عنه بالإخفاء وبعضهم بالإظهار والأداء واحد.
قولكم:
هذه النصوص فيها ثلاثة أقوال: الإخفاء و الإظهار والإدغام , فإذا كان الخلاف لفظيا كما تقول فهو لفظي فيها جميعا وإذا كان الخلاف حقيقيا فهو حقيقي فيها جميعا , فماذا تقول؟
لا يا أخي الإدغام ما قال به أحد وإنّما الخلاف يدور بين الإخفاء والإظهار في اللفظ دون الأداء كما هو ظاهر من أقول المتقدّمين.
أمّا قضيّة الإجماع فلم أفهم مقصودك فآمل أن تبيّن لي المقصود مع أنّ كلام القرطبيّ واضح عند قوله: وقال بعضهم: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة في جميع القرءان إذا لقيت باءً. ومن القائلين بالإجماع الإمام ابن الباذش الذي أسند قراءته إلى الداني ومكي القيسي وهما يختلفان في المسألة. فكيف يقول ابن الباذش بالإجماع وقد أسند القرءان إلى من اختلفا واشتهرا بهذا الاختلاف في المسألة. ألا يدلّ هذا أنّهما لم يختلفا في الأداء وإنّما اختلفا في اللفظ فقط. والدليل على ذلك أننا لو قرأنا بالإخفاء مع انطباق الشفتين وإشباع الغنّة لدخل في مقتضى الإجماع لأنّ الميم مبيّنة من غير تفكيك كما ذكر القرطبيّ عليه رحمه الله تعالى.
قولكم:
اترك الجواب لك بعد تأمل ما سبق فأنت ترى ابن الجزري والداني والقرطبي يصححون الإخفاء ويأخذون به ويخطئون الإظهار , وفي المقابل ترى ابن الباذش ومكي وغيرهما يصححون الإظهار ويأخذون به ويخطئون الإخفاء , فهل تجيب نفسك بإنصاف؟
هذا ردّ على نفسك. كيف يختلف الأئمّة في المسألة الواحدة بهذا الشكل ويخطّأ بعضهم البعض والأسانيد متصلة بينهم في مسألة أدائية؟ هذا غير معقول ومقبول. لا شكّ أنّ هذا الخلاف لا يفسّر إلا بأنّه خلاف في التسمية واللفظ.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[07 Oct 2009, 10:08 م]ـ
أقول بارك الله فيك كما قال الأول:
وليس يصح في الأذهان شيء=إذا احتاج النهار إلى دليل
وإليك هذا الكلام للحصري رحمه الله علك تقتنع أن الخلاف حقيقي قال رحمه الله:
¥