تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولكن يا أخي الحبيب تغيّرت الأمور في هذا الوقت، فأصبح المخطوط يُطبع، وقد تنبّه بعض المشايخ الكرام إلى هذه القضيّة على أساس ما هو مدوّن في الكتب المعتبرة والتي هي المصادر التي نقلت منها المسائل التجويدية والقراءات والتي تعبّر عن الكيفيّة التي قرأ بها القدامى بأسانيدهم إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام. وفي هذه المصادر نجد التصريح بأنّ الخلاف هو خلاف عبارة واصطلاح، وهؤلاء أئمّة جهابذة متقدّمون على ابن الجزري والحصري والمرعشي وغيرهم. , وأسانيد المتأخرين تنصبّ على هؤلاء الأفذاذ. يستحيل أن يختلف هؤلاء اختلاف تضآدّ في أداء وكيفية مع إسناد قراءة كلّ واحد إلى الآخر. فابن الباذش أسند القراءات السبع إلى مكي والداني وهما يختلفان في المسألة وقد أسندا القراءة إلى عبد المنعم وإلى ابن مجاهد وهكذا مع اختلافهما. فكيفّ يخطّئ الواحد الآخر، والبعض ينقل الإجماع ويقرّره مع أنّ بعض مشايخه خرقه. كيف يحصل هذا؟. هذا لا يفسّر إلاّ إذا كان الخلاف نظريّاً لفظيّاً.

وقد أستدرك المحررون على ابن الجزريّ في بعض المسائل التحريريّة برجوعهم إلى المصادر كما فعل الأزميري والمتولّي والضباع وأنت تقرأ الآن بما استدركه هؤلاء الجهابذة. وليس هناك من اعترض على ذلك مع تغيّر الأداء بتلك الاستدراكات. ونحن في مسألتنا نريد معرفة هل الخلاف لفظيّ أم لا، مع أنّه لا يترتّب عليه في تغيير في الأداء إذ كلّنا نقرأ بالإخفاء مع الاختلاف في الكيفيّة. فلماذا هذا الاعتراض؟ أتخشي على الفرجة؟ أعلم أنّ المشكلّة كووووووووووووولّها في الفرجة.

هذا يدلّ على ماذا؟ يدلّ على ابن الجزريّ بشر يخطئ ويصيب. ولكن إثباته للوجهين أداءً لا سيما إن قرأ بهما جعلني أتوقّف في القضيّة وما زلت.

أخي طارق لو اطلعت على البحوث التي أثيرت في هذا المنتدى المبارك ستجد أنّ الكثير من المسائل التي كنّا نظنّ أنّها من المقطوع بها فإذا بها تخضع للنقد والاستدراك لا سيما المسائل المختلف فيها والتي أعمل فيها الرأي والاجتهاد.

أمّا استدلالك بكلام المرعشيّ على صحّة الفرجة فغير مسلّم به وقد قمت بالردّ على ما فهمته أنت وغيرك منه غير مرّة. والردّ من جهتين:

الأولي: أنّه قال بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان. والاعتماد يدلّ على التصاق الشفا العليا بالسفلى إذ أحدى الشفتين تعتمد على الأخرى مع تقليل قوّة الاعتماد. والاعتماد في حدّ ذلك بغضّ النظر عن قوّته ينفي الفرجة وانفراج الشفتين. لأنّ الشفتين إذا انفرجتا انتفى الاعتماد بالكليّة.

الثانية: مثَّل المرعشيّ هذا الاعتماد بإخفاء حركة النون الثانية في {تأمنّا} ولا شكّ أنّ النطق بالنون التي أُخفيت حركتها يستلزم قرع طرف اللسان واحتكاكه بالحنك الأعلى مع تضعيف وتقليل الاعتماد. إذن فاحتكاك واعتماد طرف اللسان بالحنك الأعلى عند إخفاء نون {تأمنّا} لازم. والفرجة تنفي الاحتكاك والاعتماد بالكليّة.

هذا النصّ يدلّ على لزوم اعتماد الشفة العليا بالسفلى وبالتالي على بطلان الفرجة.

والعلم عند الله تعالى.

ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 Oct 2009, 12:42 ص]ـ

أخي الكريم لم تقرئ عليّ السلام منذ مدّة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

لا يشكّ أحدنا في علم العالم الكبير المقرئ المجمع عليه الشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله تعالى ورفعه في الدرجات العلا وأسكنه الفردوس الأعلى آمين آمين آمين.

وليس فقط الشيخ الحصري الذي يقول بأنّ الخلاف حقيقي بل هو مذهب معظم إن أقل كلّ العلماء المعاصرين، هذا لا شكّ ولا ريب فيه وسبب ذلك ما نقله ابن جزري في كتابه النشر مما يوحي إلى أنّ الخلاف حقيقيّ، وكلّ من جاء بعده إلاّ اتّبعه في ذلك إذ هو إمام الفنّ الذي تُسند إليه القراءات التي يقرَأ بها اليوم. وأنا مدرك لهذه الأمور وما كنت أتصوّر قبل أشهر معدودة أنّ الخلاف في الميم الساكنة قد يكون لفظياً.

فلماذا أتعبتني يا أخي كل هذا التعب , وهل هكذا يكون النقاش للوصول إلى الحقيقة؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير