أوّلاً: أنّه استعمل عبارة تقليل الاعتماد في الميم الساكنة ولم يستعملها في النون الساكنة. ولو أراد بذلك الانفراج بين الشفتين لاستعمل ذلك في النون لانفراج طرف اللسان عن الحنك.
ثانياً: أنّه وصف النون بزوال ذاتها خلافاً للميم فإنّ ذاتها لا يزول أبداً وهذا ضدّ الانفراج بين الشفتين. ولو أراد الفرجة لوصف الميم بالزوال.
ثالثاً: وصف صوت النون المخفاة بأنّه يخرج من الخيشوم مجرّداً كما في {عنك} ولم يقل ذلك في الميم المخفاة لعدم زوالها فتبقى الشفتان في حالة انطباق. ويؤكّد ذلك أنّ القدامى ما جعلوا للخيشوم مخرجاً إلاّ النون الخفية أي المخفاة ولم يدرجوا معها الميم الساكنة لأنّ مخرجها لا يزول.
رابعاً: الأتراك لا يعرفون هذه الفرجة وما نُقلت عنهم بالنص ولا بالأداء.
خامساً: الإمام المرعشيّ معروف بدقّته ولو أراد الفرجة لصرّح بها.
سادساً: كلّ ما قلتموه هو مجرّد استنباط من نصّ غير صريح الدلالة لما سبق من البيان، وهو مجرّد ظنّ لا يحصل القطع واليقين به.
أتعجّب كيف تُبنى الفرجة على هذا النصّ.
أخي طارق لقد أتعبت نفسك في نقل أقوال مع أنّ الحوار محدود في نصّ المرعشيّ رحمه الله تعالى إذ واجبنا فهم مقصوده هو بالذات، ولا يتأتّى ذلك إلاّ بالرجوع إلى أقواله التي لها علاقة بالباب لتفسير المعنى الذي أراده هو لا بما تريده أنت وغيرك. فتتبّع الألفاظ قد يؤدّي إلى مجانبة الصواب فقد تطلق العرب عبارة وتريد بها الضدّ أو المجاورة، فاليقين قد يراد به الظنّ، والغائط أكرمك الله هو المكان المنخفض فكانوا قديماً يتغوّطون في المكان المنخفض فسمّي ما يخرج من الإنسان غائطاً لأجل ذلك، وقد وصف أئمّتنا الظاء والذال والثاء بأنّها لثوية مع أنّها لا تخرج من اللثة وإنّما هو من باب المجاورة، وقد يراد باللفظ معنىً آخر لما ورد في الباب من الشواهد الحاملة على ذلك المعنى، وقد يكون استعمال اللفظ مجازاً لا حقيقة.
أقول: فإن كان الصريح من الكلام قد يحتمل في بعض الحالات فكيف بغيره؟
لأجل هذا لا ينبغي الاعتماد على نصّ واحد والاستدلال به على ما قد يتضمّنه، لذا فإنّ نصّ الجعبري لا يكفي وحده فضلاً عن كلام المرعشيّ الذي ليس صريحاً في الدلالة، بينما نجد الكثير من النصوص الصريحة تدلّ على وجوب انطباق الشفتين في الميم المخفاة، وهذا يزيدنا يقيناً واطمئنانا.
لذا فإخواننا من أصحاب الفرجة متمسّكون بنصّين فقط ويعضّون عليهما بالنواجد فما بقي لهم في الجعبة شيء.
وأمّا قولك:
هو مضحك بالفعل فهذه الابتسامة هي ما أصبت فيه يا صاحبي , وذلك لأن مثالك في واد آخر غير الذي تحدث فيه الأئمة ونتحدث نحن فيه لأننا نتحدث عن اعتماد الشفتين على بعضهما كل شفة تعتمد على الأخرى في الإظهار أو يقل اعتمادها على الأخرى في الإخفاء أما مثال العصا فهي لا تبادل يدك الاعتماد كما يحدث بين الشفتين فيدك هي التي تعتمد وحدها على العصا والعصا لا تعتمد على يدك وبالتالي يمكنك أن تقلل اعتمادك على العصا دون أن يشعر أحد غيرك بهذا أما الشفتان فكلتاهما تقلل الاعتماد على الأخرى فتكون بينهما الفرجة القليلة التي تمنع من الإطباق؟
أرءيت يا صاحبي , لم لم تسمع كلام الشيخ عبد الحكيم؟ ما لهم حل.
هنيئا لك العصا.
الأمر متعلّق بكل طرفين اعتمد الواحد على الآخر فالشفتان تحتويان على طرفين وهما الشفة العليا والشفة السفلى، وأمّا العصا واليد فكلّ واحد منهما طرف للآخر يعتمد الواحد على الثاني. فالعبرة في الاعتماد لا في الأجناس.
قد أجبتك على كل ما سألت عنه فأجبني عن سؤال واحد فقط مما سألتك.واختر أي سؤال شئت فهي كثيرة مباركة إن شاء الله تعالى , والسلام عليكم , ولا تنس ترد علي السلام.
يبدو أنّك لا تعرفني جيّدا، سل الشيخ عبد الحكيم وسيخبرك، لحدّ الآن ما زلنا في المرحلة الأولى من النقاش وهو الدفاع والردّ على الشبهات، وفي المرحلة الثانية الهجوم وسترى النصوص الصريحة الدالة على انطباق الشفتين وسيقارن المطلع بينهما وبين الفتات الذي أتيت به.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[13 Oct 2009, 01:54 م]ـ
¥