ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[14 Oct 2009, 12:05 ص]ـ
أخي الشيخ عبد الحكيم
لقد كنت قاسياً معك أيضاً فلا داعي للاعتذار فليس في نفسي شيء والله بل العكس فإنّك طيّب وقلبك زيّ الفُل.
وعندما قرأت ما نقله عنكم الشيخ طارق ضحكت وتذكّرت تلك الأيّام التي أعتبرها حلوة
للغاية.
أسأل الله تعالى أن يرفعني وإيّاك وأخي طارق بهذا القرءان يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Oct 2009, 11:47 م]ـ
اللهم أمين وجزاكما الله خير الجزاء وألف بين قلوبنا جميعا على الحق المبين , وهذا كلام قيم للإمام الحصري لا بأس من نقله هنا وإن كان مذكورا في موضوع دفع الفرية عن الشيخ عامر رحمه الله , ولكنه مفيد هنا أيضا:
قال الشيخ الحصري رحمه الله أيضا:
المخرج الخامس: الخيشوم وهو أقصى الأنف وفيه مخرج واحد ويخرج منه أحرف الغنة وهي النون الساكنة والتنوين حال إدغامهما بغنة وإخفائهما والنون والميم المشددتان والميم الساكنة المدغمة في مثلها , والمخفاة عند الباء , وعلل بعض العلماء خروج النون والميم في الأحوال السابقة من الخيشوم بأن النون والميم ينتقلان من مخرجهما الأصلي إلى الخيشوم حيث إن كل حرف إذا أدغم في الثاني صار مركبا من حرفين مدغم ومدغم فيه , فالمدغم هو الحرف الأول والمدغم فيه هو الحرف الثاني فإذا كان الإدغام بغنة فإن الحرف الأول يكون مخرجه الخيشوم والحرف الثاني يكون باقيا في مخرجه , وإذا كان الإدغام بغير غنة فإن الأول يدخل في الثاني وينطق بهما حرفا واحدا مشددا مع بقاء الحرف الثاني وهو المدغم فيه في مخرجه.
قال في النشر: فإن هذين الحرفين يتحولان عن مخرجهما الأصلي إلى الخيشوم كما تتحول حروف المد عن مخرجها الأصلي إلى الجوف , وأما قولهم: إن النون تخرج من طرف اللسان والميم من الشفتين فالمراد بهما النون والميم المتحركتان أو الساكنتان في حالة الإظهار والمراد بهما هنا الساكنتان في حالتي الإخفاء والإدغام بغنة. (أحكام قراءة القرءان الكريم ص 42 – 43)
تأملوا أيها المنصفون كيف نص هذان الإمامان وغيرهما على تحول الميم الساكنة حالة إخفائها من الشفتين إلى الخيشوم؟ وهل هناك تعبير أوضح من ذلك دلالة على الفرجة وعدم الإطباق؟ وهل يتوب من افترى على الشيخ عامر بأنه أكره الحصري وغيره على القراءة بالفرجة؟
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[20 Oct 2009, 12:04 ص]ـ
تأملوا أيها المنصفون كيف نص هذان الإمامان وغيرهما على تحول الميم الساكنة حالة إخفائها من الشفتين إلى الخيشوم؟ وهل هناك تعبير أوضح من ذلك دلالة على الفرجة وعدم الإطباق؟ وهل يتوب من افترى على الشيخ عامر بأنه أكره الحصري وغيره على القراءة بالفرجة؟
إنّ تحوّل الميم الساكنة من الشفتين إلى الخيشوم حال الإخفاء متحقّق بانطباق الشفتين، فالصوت يخرج من الخيشوم مع انطباق الشفتين بل بانطباقهما يكون الصوت من الخيشوم مجرّداً لأنّ الشفتين تنطبقان تماماً فلا يبق للصوت منفذٌ إلاّّ الخيشوم.
لأنّ صوت الميم المخفاة يُشبع ويمتدّ نوعاً ما في الخيشوم بغضّ النظر عن حالة الشفتين. وقد جعل المرعشيّ مخرج الخيشوم من المخارج المقدّرة لأنّ الصوت يمتدّ فيها ولا علاقة ذلك بانطباق الشفتين أو انفراجهما. بالإضافة إلى ذلك أنّ الغنّة صفة لازمة للحرفين وإشباع الغنّة فيهما يكون من الخيشوم آكداً بغضّ النظر عن حالة الشفتين في الميم.
وقد فرّق أئمّتنا بين الحرفين حال الإخفاء:
- أنّ النون يزول مخرجها خلافاً للميم.
- أنّه لا عمل للسان في النون المخفاة خلافاً للميم حيث لم يصرّحوا بأنّه لا عمل للشفتين حال إخفاء الميم.
- قد صرّح القدامى بأنّ مخرج الخيشوم يكون للنون المخفاة دون الميم والقصد من ذلك إبطال عمل العضو والاكتفاء بصوت الخيشوم مجرّداً وذلك غير متحقق في الميم لأنّ الميم لا يزول مخرجها مطلقاً فلا إبطال لعمل الشفتين فيها البتّه وهذا الذي حملهم على تخصيص مخرج الخيشوم بالنون دون الميم.
أمّا إن كان المراد من تحوّل الميم المخفاة من الشفة إلى الخيشوم إبطال عمل الشفتين فهذا غير مسلّم به فقد قال الداني في التحديد:" والمخرج السادس عشر مخرج التنوين وهو يخرج من الخياشيم خالصاً وكذا مخرج النون الساكنة المخفاة عند حروف الفم ........ " ص104.
وقال القرطبي في كتابه الموضح (ت461): "ومن الخياشيم مخرج النون الخفيفة ويقال الخفية أي الساكنة " ص79.
أقول: لم يشيرا إلى الميم لا من قريب ولا من بعيد، دلّ ذلك على أنّ عمل الشفتين في الميم لا يُبطل فلا يزول ذاتها، وانطباق الشفتين لازم لها في جميع الحالات. قال القرطبيّ: "أمّا حروف الغنّة فالنون ساكنة ومتحرّكة، والميم، إلاّ أنّ الميم أقوى من النون، لأنّ لفظها لا يزول ولفظ النون قد يزول، فلا يبقى منها إلاّ الغنّة."الموضح ص97.
إذن فتحوّل المخرج من الشفة إلى الخيشوم مراده جريان الصوت من الخيشوم وليس من الفم إذ هو المنفذ الوحيد الذي منه يجري الصوت لأجل انطباق الشفتين، ولا يعني ذلك زوال مخرج الميم وإبطال عمل العضو كما هو الحال في النون المخفاة. والنصوص واضحة ومحكمة في التفريق بين إخفاء النون والميم.
والعلم عند الله تعالى.
¥