تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن كان بعض الكبار في مصر يقولون بانطباق الشفتين هذا يعني أنّ مشايخ مصر مختلفون في القضيّة، إذن فالخلاف لم يعد مقتصراً بين مشايخ مصر ودمشق، أو بين من يقول بالفرجة من المصريين وبين الشيخ أيمن سويد وغيره.

.

هذا ليس بشيء يصلح لك أن تتمسح به فحتى أهل الشام أيضا مختلفون وليسوا مجمعين على الإطباق ومنهم من بدأ يعيد حساباته , ولا تنس أنك صرحت بأنك تلقيت عن بعضهم بالفرجة , ولا كل مرة تضطرني أعيد لك كلامك الذي تنساه أو تتناساه.

وأعلم جيّداً أنّكم تدافعون عن الفرجة انتصاراً للقطر والدليل على ذلك قولك بالمعنى: أهل مصر مالهمش خيار في القضيّة، أتذكر؟ أي لا يمكننا العودة إلى الوراء هي معزة ولو طارت.

هذه حمية جاهلية ونتن نهانا عنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فنحن نقبل الحق مع أهل مصر أو مع أهل الشام فهل أثبتم حقا لنقبله منكم أم أنكم تحيدون إلى مثل هذه الدعوى التي تحاولون تأجيجها؟ ولكن هيهات.

والآن بعض كبار مشايخكم لا يقرءون بالفرجة، فاتّفقوا أنتم يا مشايخ مصر في هذه القضيّة أوّلاً، وبعدها تهجّموا على المخالفين من الأقطار الأخرى كالشيخ أيمن وغيره حفظهم الله تعالى.

أتحسب أن كل الناس مثلك لا يحسنون إلا التهجم , نحن لا نتهجم على أحد , والشيخ أيمن حفظه الله تعالى قد تهجم على الجمزوري عندما ناقشه شيخنا أحمد حامد حفظه الله ومع ذلك فشيخنا من أدبه ما ذكر اسمه مع قوله , فمن الذي يتهجم؟

ليس لديكم إلاّ نصّ الجعبري وهو من علماء القرن الثامن أي من المتأخرين. لدينا الكثير الطيب ولكن من الذي يفهم ويعقل , وقد طلبت منك نصا واحدا فيه أن إخفاء الميم يكون بانطباق الشفتين فعجزت ولم تحر جوابا , وحدت ولم تقل صوابا , فنص واحد خير من لا نَصَّ ولا نُص نَصٍّ.

أمّا قضية اللغز كيف يكون الإظهار بالإطباق والإخفاء أيضا بالإطباق؟

فأنتم تريدون فهم الإخفاء كما تشتهون، مع أنّ الإخفاء لا يستلزم زوال ذات الحرف، والدليل على ذلك أنّ في إخفاء الحركة لا تزول حركة الحرف تماماً فيبقى بعضها ويبقى إعمال العضو،والميم المخفاة وصفت بعدم زوالها، ووُصفت بأنّها ليست فرعية، ولم تُدرج مع النون الخفية في مخرج الخيشوم، وفي إخفائها مظنّة في كون الخلاف فيه لفظيّ، والاحتمال فيه قويّ لورود نصوص صريحة للمتقدّمين في ذلك، وكلّ هذا يُضعف من شأن هذه الفرجة، والقرءان لا يثبت إلاّ بالقطع واليقين وبالنصوص المستفاضة الصريحة الثابتة عند القدامى من أهل الأداء المدوّنين وليس عند المتأخّرين عنهم بقرون. فالقراءة سنّة متّبعة، فالآخر متّبع للأوّل، فكيف تعتمد على كلام الجعبري وهو من علماء القرن الثامن على حساب أقوال أئمّة القدامى.

ألا ترى أن كلامك هذا ممجوج مكرر منذ بدأنا النقاش وأنت تجتره كلما ضاقت عليك الموارد , وهل تعتقد أنك بذلك قد أجبت؟ يا أخانا نكرر عليك - وليس عيبا أن تسأل مشايخك عما عجزت عنه -: كيف يكون إظهار الميم بالإطباق ويكون إخفاءالميم بالإطباق؟

إذا كنت لا تفهم السؤال فأعيده عليك بصيغة أخرى للتقريب:كيف يكون إظهار النون بإطباق طرف اللسان على الحنك الأعلى ويكون إخفاء النون بإطباق طرف اللسان على الحنك الأعلى؟ هل من عاقل يجيب؟

لقد كنت تدافع عن هذه الفرجة قبل أن تقف على كلام الجعبري، مش كده؟ إذن فالقضيّة ليست قضيّة نصّ الجعبري، إذ هو حاشية للتزيين فقط بالنسبة لك، ولو كنت وقّافاً على النصوص ومعتبراً ومعظماً لها، لوقفت على أقوال من تقدّم الجعبري وهي متوافرة وصريحة للغاية.

أخونا فضيلة الشيخ عبد الحكيم نحسبه أفضلنا علما وأحرصنا على اتباع الحق وأوقفنا عند الدليل والحجة , فلا تجعل التعصب يعمي عينيك ويلوي لسانك وقد طلبنا منك نصا واحدا وأنت تحيد يمينا وشمالا وتحوص شرقا وغربا ثم لا شيئ , عنز ولو طارت.

عجب عجاب هل تكلم عاقل = وبمثل لغزك أين أين القائل؟

إن رمت إظهارا فإنك مطبق = أو رمت إخفاء فذلك باطل

حكمان بينهما اختلاف شاسع= فهل التباعد عندكم متماثل

أم ذاك تجويد جديد محدث = هل من جواب يرتضيه العاقل

أسأل الله تعالى أن يهدينا جميعاً

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[07 Nov 2009, 03:18 م]ـ

أخي طارق لم أخاطبك أنت وإنّما خاطبت الشيخ عبد الحكيم، وأنا أخاطبه منذ سنوات وأعرفه أكثر منك بكثير، فلست بحاجّة أن تكلّف نفسك للدفاع عنه فأنت أهون عليّ منه بكثير، فدعني وشأني لا تخاطبني من اليوم جزاك الله خيرا ًما ستفدتّ منك علماً ولا أدباً ولا حلماً ولا حكمة فدعني بارك الله فيك.

والله أفستدكم هذه الفرجة حتّى مشايخكم الكبار ما سلموا منكم لأجل هذه الفرجة.

خذوا هذه الفرجة وكلوها ودعونا وشأننا.

أصحّح لك المعلومة وهو أنّي لم أقرأ بالفرجة إلاّ على علماء مصر في المدينة النبوية، وقرأت على الشيخ لا شين باطباق الشفتين وهو مصري ولم أقرأ على الشاميين إلاّ بانطباق الشفتين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير