تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومؤلفه الشيخ أبو بكر بن أبي محمد عبد الغني الشهير باللبيب ()، وهو "من أبناء تونس وبها قرأ على جماعة، منهم الحاج يوسف القادسي الأندلسي، والشيخ أبو محمد اللقي، وبرع في العربية وعلوم القرآن".

قال مؤلف كتاب العمر بعد أن ذكر ما تقدم: "لم نقف على ترجمته، وإنما استفدنا شيئا من أخباره في نفس تأليفه الآتي ـ يعني الدرة الصقيلة ـ نعلم أنه سافر إلى مصر والشام، وتعرف بأعيان من العلماء، حكى عن نفسه قال: دخلت في جامع بني امية بدمشق موضعا يقال له "مسجد علي بن أبي طالب فرأيت فيه مصحفا بخط كوفي يقال إنه بخط يد علي رضي الله عنه، والذي يظهر لي أنه كان يعيش في آخر القرن الثامن إلى أوائل التاسع" ().

قلت: ما ذكره كاتب الترجمة كله مستفاد من كتابه "الدرة الصقيلة"، وقد رأيته اغفل إشارة مهمة فيه ذكرها اللبيب تساعد على تحديد زمن حياته، فقد قال في معرض الحديث عن حذف بعض الألفات من الرسم عند ذكر حذف "وله المنشآت": "ورأيت في تلمسان عند شيخي أبي عبد الله بن خميس ـ رحمه الله ـ كتاب الدر النظيم في رسم حروف القرآن العظيم ... وذكر رسم "يحيى من حيي عن بينة" الخ.

فهذا القول يفيدنا أنه درس غالبا أيضا بتلمسان، كما يفيدنا انه قرأ على هذا الشيخ، ونستفيد مما جاء في ترجمة الشيخ المذكور وهو أبو عبد الله محمد بن عمر بن محمد الحجري الرعيني التلمساني (625ـ708) () ومن قوله عنه ـ"رحمه الله"ـ انه كتب شرحه بعد وفاة هذا الشيخ، ولما كان قد كتبه وهو ـ كما سيأتي ـ شيخ كبير، فالراجح أنه كتبه حول سنة 720 أو بعدها، ونستفيد أيضا من اعتماد أبي محمد بن أجطا عليه في بعض النقول ـ أعني في بيان عدد كتب أبي عمرو الداني فيما نقلناه عنه آنفا في ترجمته ـ على أنه عند فراغ ابن أجطا من كتابه سنة 744 كان كتابه من الشهرة بحيث وصل إليه وكان من مصادره ().

ويزكي هذا كما يزيد في بيان المدة التي يمكن أن يكون قد فرغ فيها من تأليفه ما جاء في إحدى نسخه الخطية المحفوظة بدار الكتب الوطنية بتونس" () وفي ديباجتها ما يلي "الدرة الصقيلة في شرح أبيات العقيلة تأليف الأستاذ المقرئ المقدس المرحوم أبي بكر بن أبي محمد عبد الغني"، وتاريخ نسخها السابع من شوال المبارك عام 736 ().

فقوله في الديباجة "المقدس المرحوم" وتاريخ نسخه المذكور يدلان على ان مؤلفه كان في هذا التاريخ قد مات رحمه الله.

ولعل شرحه هذا هو ثاني شرح كتب على العقيلة بعد شرح السخاوي عليها ـ كما سيذكره ـ وهذا تعريف موجز به حسب إحدى نسخه الخطية التي وفقت عليها في خزانة خاصة () وقد كتب عليها العنوان هكذا: "الدرة الصقيلة في إثبات شرح العقيلة" تأليف الشيخ المقرئ الضابط المتقن أبي بكر بن الشيخ المرحوم أبي محمد عبد الغني المشتهر باللبيب ـ رحمة الله عليه ـ ورضوانه لديه:

"الحمد لله العظيم السلطان، العميم الإحسان، الواسع الغفران ... أما بعد فإن جملة من الطلبة نبضت إلى حفظ العقيلة عروقهم، واومضت إلى تفهم معانيها بروقهم، سألوني شرح مشكلها، وفتح مقفلها، فاعتذرت لهم بقصر باعي، وجمود طباعي، فأرهقوني من أمري عسرا، ولم يوسعوني في شرحها عذرا فأنشدتهم بيتي أبي الحسن القابسي ـ رحمه الله ـ ():

لعمر أبيك ما نسب المعلى

ولكن البلاد إذا اقشعرت إلى كرم وفي الدنيا كريم

وصوح نبتها رعي الهشيم

ثم قلت لهم ـ: "قد شرحها الفقيه علم الدين السخاوي ـ رحمه الله ـ وكان قد قرأها على ناظمها الشيخ أبي القاسم الشاطبي، وسمعها منه مرارا، وليس الخبر كالعيان، مع أن السخاوي ـ رحمه الله ـ كان حافظا، فأين أنا منه؟:

وابن اللبون إذا ما لز في قرن لم يستطع صولة البزل القناعيس ().

ثم إني ضربت صفحا عن رغبتهم، وأعرضت دهرا عن طلبتهم، مخافة مما قال بعض الحكماء: "من ألف فقد استهدف ... ثم انتقل إلى ذكر مصادره فقال:

"واعلم أني طالعت على هذا الشرح ثلاثين تأليفا، منها عشرة في الرسم: المقنع والمحكم والتحبير لأبي عمرو الداني، والتبيين لأبي داود، والمحبر لابن أشته وكتاب علم المصاحف له وبعض هجاء السنة للغازي بن قيس الأندلسي، والدر المنظوم في معرفة المرسوم لعطاء بن يسار الأندلسي () ودرة اللاقط لحكم الناقط ()، وسبل المعارف في رسم المصاحف لأبي محمد عبد الله بن سهل ().

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير