ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[17 Dec 2005, 06:06 ص]ـ
بارك الله فيكم ....... كنتُ أظنّ أن تاريخ تأليف الجزرية مذكورٌ عندكم في النسخة المحققة
وهذا ما فهمته من كلامكم في تعقيبكم الأول، لكن ما أفهمه منك الآن أنك لم تقف على
مصدر يذكر تاريخ تأليف الجزرية.
أما قولكم " وطيبة النشر انتهى منها عام 799 وكذلك المقدمة فهي مقتبسة منها
على ما يظهر بل والبيت المشار إليه موجود في مقدمة طيبة النشر بلفظه المزبور"
أقولُ: نعم ... البيت المشار إليه موجود في الجزرية وطيبة النشر، بل وتشاركا أيضا
في أبيات أخرى. لكن هذا لا يكفي لأن يكون دليلا على أن ابن الجزري - رحمه الله -
قد ألف الجزرية في نفس العام الذي ألف فيه طيبة النشر والنشر.
وإذا كان ابن الجزري - رحمه الله - قد ألف الجزرية وطيبة النشر والنّشر في عام واحد
(799) فيكون المعنى الصحيح - والله أعلم - لقوله "وحاذرن تخفيم لفظ الألف" أي الحذر
من المبالغة في تفخيم الألف حتى تصير كالواو كما اشتهر عن بعض الأعاجم ..... ، لأنه قد صرّح بهذا في "النشر" والتي ألفها أيضا في نفس العام 799. وبالتالي لن أستطيعَ دفع القصور عن بيته!
أما إذا كان تاريخ تأليف الجزرية في نفس العام الذي ألف فيه التمهيد أو قريب منه
(قبل أو بعد)، هنا أستطيع نفي القصور عن بيته والذي قال به بعض الشراح ...
لأن معنى البيت يكون أن الألف لا تفخم بأي حال من الأحوال (وإن سبقها مفخم)
وبالتالي يكون المعنى الذي أراده قد أتى موافقا لرأيه في "التمهيد".
وحتى لو كان الأول هو الصحيح فهذا لا يبطل القول بأن ابن الجزريّ
رحمه الله تعالى كان يرى ترقيق الألف مطلقا كما صرّح بذلك في "التهميد"
ثم عَدَلَ عن رأيه في " النشر " كما بيّنا ذلك سابقا.
والله أعلم.
(أرجو من فضيلة الشيخ إبراهيم الدوسري أن يتفضل علينا بذكر تاريخ تأليف الجزرية إن كان قد وقف على ذلك، وأن يشرفني بالتعليق على ما ذكرنا إن سمح له وقته)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[22 Dec 2005, 12:31 م]ـ
طالما تأريخ الطيبة هو 799 هجرية، وفيه البيت بلفظه فلماذا البحث عن تأريخ المقدمة؟؟
عموما توجد إشارة وإن كانت ليست صريحة بتأريخ تأليف المقدمة
أو على الأقل أنها آخر رأييه إن صحت نسبة كونهما رأيين له، أو أنها لا يرى حرجا في عدم تعديل لفظ البيت بغيره، ما وجد بخطه في آخر النسخة الخطية التي حققها الشيخ أيمن سويد. ففيها إجازة الإمام قال ابن الإمام ابن الجزري رحمه الله:
وصح ذلك يوم السبت سادس عشري المحرم سنة 800 وأجزت للجماعة المذكورين ولعلي باشا روايتها عني وجميع ما يجوز لي وعني روايته وتلفظت له بذلك
قاله وكتبه الفقير محمد بن محمد بن محمد بن الجزري حامدا ومصليا ومسلما، عفا الله تعالى عنهم بمنه وكرمه.
اهـ
وذكر جماعة من العلماء والأفاضل
ومن طريق العقبى وصلتنا المنظومة وبهذا السند أجازني الشيخ أيمن سويد عن الشيخ عبد العزيز عيون السود عن الشيخ الضباع بإسناده المشهور للقراءات العشر الكبرى
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[22 Dec 2005, 11:01 م]ـ
قلتَ – حفظك الله -: "طالما تأريخ الطيبة هو 799 هجرية، وفيه البيت بلفظه فلماذا البحث عن تأريخ المقدمة؟؟ "
* أظن أننا متفقون على أن معنى البيت في "الطيبة" هو ما ذكره في "النشر" في نصه الصريح حين قال: " وأما الألف فالصحيح أنها لا توصف بترقيق ولا تفخيم بل بحسب ما يتقدمها فإنها تتبعه ترقيقاً وتفخيما ..... "
أولا: لاحظ قوله "فالصحيح"
ثانيا: بما أنه قد صرّح في "النشر" أن بعض الأئمة أرادوا بإطلاق ترقيق الألف التحذير من المبالغة في لفظها حتى لا تصير كالواو كما اشتهر عن بعض الأعاجم.
أقول: هل نفهم من لفظ هذا البيت "وحاذرن تفخيم لفظ الألف" في الطيبة أن المعنى المراد هو (الحذر من المبالغة في تفخيمها ... ) من غير النّص المشار إليه في النشر؟!! الجواب: لا!
ثالثا: يبقى القصور في البيت قائما كما بينتُ ذلك سابقا .... ومعاذ الله أن يكون غرضي هو التقليل من شأن هذا البيت، بل الدفاع عنه وذلك بمحاولة نفي القصور عنه، وهذا سبب بحثي عن تاريخ تأليف المقدمة (كما وضّحتُ في تعقيبي السابق).
رابعا: لو سلمنا جَدَلا أنّ معنى البيت في الجزريّة قد أتى موافقا لرأيه في التمهيد والذي عدل عنه لاحقا في النشر (رأيه في التمهيد أن الألف ترقق دائما) فلعل سائل يسأل: إذا كان هذا هو الصحيح فلماذا لم يصحح البيت بل تَرَكَه في الطيبة على حاله.
أقول – والله أعلم-: ربما لأنه بين المعنى الذي أراده في الطيبة في نصه الصريح في النشر.
خامسا: وهو الأهم هل توافقني في أن ابن الجزري - رحمه الله - كان يرى في "التمهيد" أن الألف لا تفخم بأي حال من الأحوال، ثم رَجَعَ عن رأيه وصرّحَ في النشر أن الصحيح أنها تتبع ما قبلها فإن كان مفخما فخمت وإن كان مرققا رققتْ.
فإن كنتَ توافقني فالحمد لله ... ، وبالتالي ينحصر النقاش في مسألة "تاريخ تأليف الجزرية والمعنى الذي أراده ببيته في المقدمة".
وإن كنتَ ترى أنه لم يكن له إلا رأيٌ واحد (وهو ترقيق الألف إن سبقها مرقق وتفخيمها إن سبقها مفخم) فكيف تردّ على ما ورد من النصوص الصريحة في التمهيد؟!
والغرض من النقاش هو الفائدة.
جزاكم الله خيرا
¥