وفي رواية الحديث النبوي شاهد على ذلك، فهناك ما يسمى بالوجادة، ويعني بها المحدثون: ما أُخذ من العلم من صحيفة، من غير سماع، ولا إجازة، ولا مناولة، ولهم في قبول مثل هذه الرواية كلام طويل، والذي عليه الجمهور من المحدثين والفقهاء هو عدم قبول مثل هذه الرواية.
هذا في قبول الحديث، انظر كيف كان حرصهم، فما بالك بكتاب الله تعالى، فإنهم لم يكونوا يعتمدون أبداً على المكتوب، وإنما عمدتهم هو الرواية والمشافهة وحفظ الصدور.
ـ[الباجي]ــــــــ[17 Jul 2005, 11:52 م]ـ
أنا شخصيا , كما سبقت الاشارة الى ذلك , لا أجد دليلا قاطعا على هذا الرأي الذي أحترمه , بل أجد غيره ما لا يفوتك عند قراءتك في الروايات حول (جمع القرآن) , وهي كثيرة. فمن هنا لسنا في حاجة الى اعادتها.
كما لسنا في حاجة , كما أرى , أن ندخل في هذا الحوار العلمي حول المصاحف القديمة (وهذا هو الموضوع) أمورا من ميادين السياسة وما يتعلق بها من قريب أو بعيد.
دكتور موراني: اعلم يقينا أني كلما أصبح أو أمسي ألعن السياسة والسياسيين وبتُ أكره - كما قال الشيخ محمد عبده - فعل ساس يسوس سوسا وسياسة، وكل ما يشتق منه، و ليس عن هذا نتحدث دكتور، وما ذكرته لك إنما هو مثل، فاطمئن ولا تجزع، وإن كان اليوم لو تحدثتَ عن رغيف الخبز لكنت خائضا في لب السياسة.
================
وإنما حديثنا عن (نسخ القرآن) وتوثيق ذلك، وما يجر إليه من الكلام حول تحقيق القرآن وروايته وألفاظه، واختلاف النسخ المدونة، والحديث عن الخط العربي، وعن بحوث المؤمنين بسلامة القرآن، وعن بحوث غير المصدقين بسلامته المعتقدين لوجود تحريف أو نقص فيه ... وهلم جرا.
فهل إذا فتح هذا الباب د: تستمر مع الإخوة الدكاترة هنا في المناقشة، بناءا على المنهج الشامل لدراسة النصوص، أو غير ذلك مما تراه من منهجية في البحث، أم ستقول كلماتك مثل ما هنا وتترك النقاش إذا حمي الوطيس، ودعيت نزال؟
وأبدأك بهذا النص عن نولدكه العظيم!! أو عن فريدرش شفالي - فلا أدري لمن أنسب الكلام بعد ما رأيته في واجهة الجزء الثاني من [تاريخ القرآن] < عدله تعديلا تاما فريدريش شفالي > -.
قال 2/ 241: ( ... هكذا يبقى أن نعرف بطبية الحال، ما إذا كان كل من قد حفظ نصوص الوحي أو أجزاء كبيرة منه في ذهنه، كما سوف نرى لاحقا، فإن حفظ النصوص المقدسة غيبا كان في كل الأزمنة؛ الأمر الأساسي، في حين أن التناقل المكتوب لنصوص الوحي كان ينظر إليه دائما بكونه واسطة لبلوغ الغاية).
فما رأيك في هذا الإقرار من عالمكم العظيم نولدكه أو شفالي حول اعتماد الرواية الشفوية مصدرا أوليا لحفظ القرآن؟
دكتور موراني قبل أن أنهي مشاركتي: من أيام وفي نفسي سؤال لك: أريدك أن تدلني - لو سمحت - على كتاب في هذه الدنيا حُقق أو درس من قِبل المؤمنين به، أو غير المؤمنين بأنه من عند الله، مثلما درس القرآن على مر ثلاثة عشر قرنا من الزمان.
أرني دكتور - لو تفضلت - كتابا مخطوطا أو مطبوعا، من عند الله أو كتبه بشر ... حقق الناس حروفه حرفا حرفا، وآياته - جمله - آية آية، كتبوا في معارضته .. وكتبوا في نقده، وكتبوا في تحريفه ونقصه ... كتبوا في ناسخه ومنسوخه ... كتبوا في بيان ما نزل منه بليل أو نزل بنهار، في مدنيه وفي مكيه، في حضرييه وفي سفرييه، كتبوا في خطه، وشكله ونقطه، في قراءاته ... في تفسيره وتفاسيره ... في شواذه ومتواتره ... في قصصه، موافقين ومنكرين، ومدعين أخذها من التورية - على خط المصحف - أو الإنجيل ... وغير ذلك كثير مما لا أطيل عليك بذكره، هل تجد في ما قرأت دكتور كتابا حقق ودرس مثلما درس هذا القرآن، الذي يقول عنه المسلمون: إنه (كلام الله)؟ ثم بقي إلى لحظتنا هذا يقرأه الصغير والكبير، الذكر والأنثى، المسلم والكافر، الأسيوي والأوربي، العربي والأعجمي ... من في الشرق ومن في الغرب، مثل من في الشمال ومن في الجنوب = يقراؤنه سواء، و يحفظونه عن ظهر قلب بنفس اللفظ والمعنى لا اختلاف بينهم ... عند كل عاقل عرف المعاني والألفاظ الدالة عليها ... هل تجد كتابا بمثل هذه المواصفات، وكتابا حقق ودرس مثل هذه الدراسة، ولا زالت دراساتهم تتوالى، وما يزيد هذا الكتاب إلا رسوخا في الصدور، وصحة في دعوى كونه من عند الله، وأنه ليس كلام بشر، وأنه لم يطله - ولن
¥