تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وحدث بحديث عوف بن مالك: "أن الله إذا تكلم تكلم بثلاثمائة لسان" فقال يحيى: هذا الحديث أُنكر على نعيم الفارض! من أين سمع هذا من الوليد بن مسلم؟ فجاء رجل خراساني فقال: أنا دفعته إلى إبراهيم بن أبي الليث في رقعة تلك الجمعة، فقال يحيى: (لا يُسقط حديث رجل برجل واحد)، فلما كان بعد قليل حدث بأحاديث حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عدس، عن عمه أبي رزين: "أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض"، "وضحك ربنا من قنوط عباده" حدث بها عن هشيم بن بشير، عن يعلى بن عطاء.

فقال يحيى بن معين: (إبراهيم بن أبي الليث كذاب لا حفظه الله! سرق الحديث) اذهبوا فقولوا له: يخرجها من أصل عتيق، فهذه أحاديث حماد بن سلمة لم يشركه فيها أحد، ولو حدث بها عن هشيم، عن يعلى بن عطاء ليس فيها خير، قلنا لعل هشيمًا أن يكون دلسها كما يدلس، فقال: (هشيم أخبرنا يعلى بن عطاء علمنا أنه كذاب) ([10]).

وقال أبو علي صالح بن محمد الأسدي: إبراهيم بن أبي الليث كان يكذب عشرين سنة وقد أشكل أمره على يحيى وأحمد وعلي بن المديني حتى ظهر بعد بالكذب فتركوا حديثه ([11]).

وهذا المنهج ليس منهج ابن معين لوحده فالنقاد يتثبتون من أمر الراوي حتى إذا لم يجدوا بدًا من تركه تركوه وتكلموا فيه .. فإن الأمر دين لا يسعهم الكلام في أعراض الناس دون تثبت.

---الحواشي -----

([1]) تاريخ بغداد (14/ 183 ـ 184)، تاريخ دمشق (65/ 28).

([2]) تاريخ بغداد (14/ 184)، وفيات الأعيان (6/ 141).

([3]) السؤالات (2: 313/ برقم 1968)

([4]) تاريخ بغداد (9/ 41).

([5]) تاريخ الدوري (4: 271/ برقم4330).

([6]) كذا في النسختين الخطيتين المعتمدتين في طبعة محمود زايد كما نص هو على ذلك (1/ 32) ولكنه رجح تبعًا للطبعة الهندية أن الصواب (وهم) وأثبت ذلك في الأصل، أما في طبعة حمدي السلفي (1/ 34) فأثبت (درهم) وكذا قرأها أستاذنا أحمد نور سيف في كتابه عن ابن معين (1/ 55) والسياق يقتضي هذا.

([7]) المجروحين (1/ 32) وانظر تقدمة المعرفة (ص315) والنص فيه باختصار.

([8]) الكامل (2/ 161).

([9]) يحيى بن معين وكتابه التاريخ (1/ 119 ـ 120).

([10]) تاريخ بغداد (6/ 194).

([11]) تاريخ بغداد (6/ 195).

ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:17 م]ـ

((واعتمد يحيى في الحكم على حفص القارئ على قول أيوب بن المتوكل البصري القارئ (ت200هـ) فيه، فقد نقل الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد:" قال ابو زكريا، يعني يحيى بن معين: زعم أيوب بن المتوكل قال: أبو عمر البزاز أصح قراءة من أبي بكر بن عياش، وأبو بكر أوثق من أبي عمر. قال أبو زكريا: وكان أيوب بن المتوكل بصرياً من القراء، سمعته يقول ذلك")).

ونقل بعض المؤلفين في الجرح والتعديل قول أيوب بن المتوكل السابق الذي رواه عنه يحيى بن معين منسوباً إلى ابن معين نفسه مع تغيير فيه أدى إلى وصف حفص بأنه ليس ثقة، فقد نقل ابن عدي في كتابه الكامل عن الليث بن عبيد أنه قال:" سمعت يحيى بن معين يقول: أبو عمر البزاز صاحب القراءة ليس بثقة، هو أصح قراءة من أبي بكر بن عياش، وأبو بكر أوثق منه")) اهـ.

يرى أ. د. غانم القدوري .. أن ابن معين اعتمد في الحكم على حفص القارئ على أيوب بن المتوكل في قوله: (زعم أيوب بن متوكل قال أبو عمر البزاز أصح قراءة من أبي بكر بن عياش وأبو بكر أوثق من أبي عمر قال أبو زكريا وكان أيوب بن متوكل بصري من القراء سمعته يقول هذا).

وهذه الرواية يرويها الخطيب (تاريخ بغداد) ([1]): أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أنبأنا محمد بن حميد المخرمي، حدثنا علي بن الحسين بن حبان، قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده، قال أبو زكريا (يعني يحيى بن معين): (فذكره).

وربما ظن البعض ضعفها؛ فإن محمد بن حميد المخرمي فيه ضعف.

قال أبو الحسن بن الفرات: كان عنده أحاديث غرائب كتب مع الحفاظ القدماء إلا أنه كان منه تخليط في أشياء قبل أن يموت ولا أحسبه تعمَّد ذلك؛ لأنه كان جميل الأمر إلا أن الإنسان تلحقه الغفلة.

وقال أبو بكر البرقاني: ضعيف، وقال: كان أبو منصور بن الكرجي قد سمع منه فلم يخرج عنه شيئًا.

وقال محمد بن أبى الفوارس: كان فيه تساهل شديد وكان سمع حديثًا كثيرًا إلا أنه كان فيه شرة .. ووثقه أبو نعيم الحافظ. مات سنة (361هـ) ([2]).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير