تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لكن هذه الرواية من نسخة علي بن الحسين بن حبان التي رواها عن أبيه وجادة، وهي مشهورة عندهم، وفيها مسائل وجوابات حسان لابن معين.

وقد ثبتت من وجه آخر في رواية ابن محرز، في قوله: سمعت يحيى يقول: قال لي أيوب بن المتوكل ـ وكان من القراء البصراء ـ قال: قراءة أبي عمر البزاز أثبت من قراءة أبي بكر بن عياش، وأبو بكر أصدق منه. قال يحيى: وأبو عمر هذا كذاب ([3]).

فالشاهد أن ابن معين اعتمدها في القراءة كما يدل سياقها، وتأكيد ابن معين بأن راويها من القراء البصراء،.يعطي قوله قوة، ولعل في قوله: (زعم) ما يخلي عهدته في هذه النقل!.

أما في رواية الحديث فلا علاقة لأيوب بن المتوكل بأقوال ابن معين في نظري القاصر، لأنا إذا تأملناها لم نجد لها تعلقاً مباشراً بقول أيوب اللهم إلا ما رواه ابن عدي في (الكامل) ([4]): ثنا أحمد بن علي بن الحسن المدائني، ثنا الليث بن عبيد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو عمر البزاز صاحب القراءة ليس بثقة، هو أصح قراءة من أبي بكر بن عياش وأبو بكر أوثق منه. اهـ.

ونسبته له صحيحة، وشطره الأخير ظاهر في اعتماده فيه على قول أيوب دون صدر الكلام الذي هو من قول ابن معين.

ويؤيد ما ذهبت إليه مسألة عثمان بن سعيد في (التاريخ) ([5]) قال: ((سألت يحيى بن معين عن حفص بن سليمان الأسدي الكوفي كيف حديثه؟ فقال: ليس بثقة، قلت: يروي عن كثير بن زاذان من هو؟ قال: لا أعرفه)).

ورواية العقيلي ([6]): عن الحضرمي: ليس بشيء.

ثم الرواية التي أوردها ابن الجوزي ([7]) وهي قوله: ضعيف إن صحت.

وأرى أن هذه الراوية تخص حماد بن واقد أوردها ابن عدي في ترجمة حفص بن سليمان القارئ، فقال: ثنا ابن حماد، ثنا عباس، عن يحيى، قال: أبو عمر الصفار ضعيف ([8]). وهذا وهم منه فقد ساقها المزي في ترجمة حماد بن واقد ([9])، وهو الصواب، أما الذهبي فأفرد ترجمته (الميزان) ([10])، فقال: أبو عمر الصفار. روى عباس عن ابن معين: ضعيف ([11]). اهـ. ولم ينبه أنه حماد بن واقد إذ لم يعرفه.

فلعل هذه الرواية هي التي نقل ابن الجوزي في (الضعفاء والمتروكين) ([12]).

قلت: ثبت بما قدمنا أن لابن معين رأيًا مستقلاً عن قول أيوب بن المتوكل، وليس مقلدًا له.

---الحواشي-----

([1]) تاريخ بغداد (8/ 186).

([2]) انظر تاريخ بغداد (2/ 265).

([3]) معرفة الرجال (1: 113/ برقم 546).

([4]) الكامل (2/ 380).

([5]) تاريخ الدارمي برقمي (269)، (270).

([6]) الضعفاء (1/ 270).

([7]) الضعفاء والمتروكين (1: 221/ برقم 933).

([8]) الكامل (2/ 380).

([9]) تهذيب الكمال (7/ 290).

([10]) الميزان (4/ 555).

([11]) وزاد على هذا قوله: (وقال الجوزجاني: أبو عمر حفص بن سليمان قد فرغ منه منذ دهر). وهذا لعله خطأ من النساخ. فهذا القول إنما هو في حفص بن سليمان المقرئ .. كما هو ظاهر ولا وجه لإلحاقه بترجمة هذا. انظر الميزان (4/ 555).

([12]) الضعفاء لابن الجوزي (1/ 221/ برقم 933).

ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:21 م]ـ

((وجاء في كتاب تاريخ ابن معين من رواية عثمان بن سعيد الدارمي (ت280هـ):" وسألته عن حفص بن سليمان الأسدي الكوفي: كيف حديثه؟ فقال: ليس بثقة ". وجاء في بعض الروايات عن يحيى بن معين أنه قال: ليس بشيء، وصارت العبارة في رواية أخرى:"كان حفص كذَّاباً"، فقد نقل ابن عدي في كتابه الكامل، عن الساجي، عن أحمد بن محمد البغدادي، قال سمعت يحيى بن معين يقول: كان حفص بن سليمان وأبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم، وكان حفص أقرأ من أبي بكر، وكان أبو بكر صدوقاً، وكان حفص كذَّاباً". وانتهى الأمر عند ابن الجوزي إلى القول:" قال يحيى: ضعيف، وقال مرة: ليس بثقة، وقال مرة: كذاب")) اهـ.

ينبغي أولاً تحرير القول في تكذيب ابن معين له الذي أبهمه الدكتور غانم في صدر كلامه .. ونص عليه في ثنايا البحث.

فقد رواه ابن عدي ([1]): أنا الساجي، ثنا أحمد بن محمد البغدادي، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: كان حفص بن سليمان وأبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم، وكان حفص أقرأ من أبي بكر، وكان أبو بكر صدوقًا، وكان حفص كذابًا.

وأحمد بن محمد البغدادي، كنت أظنه هو: أحمد بن محمد بن هانئ أبو بكر الطائي، ويقال: الكلبي الأثرم، وهو أحد أذكياء العالم .. قال ابن معين: كان أحد أبوي الأثرم جنيا‍!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير