وقال ابن عدي: عامة حديثه عن من روى عنهم غير محفوظة ([46]). وقال مرة: روى عن علقمة أحاديث مناكير لا يرويها غيره ([47]). وقال مرة: لين ([48]). وقال الدارقطني: ضعيف ([49]). وقال البيهقي: ضعيف ([50]). ومرة قال: ضعيف الحديث ([51]). ومرة قال: كان ضعيفًا في الحديث عند أهل العلم به ([52]). ومرة قال: هو ضعيف في رواية الحديث ([53]). ومرة قال: متروك ([54]). ومرة قال: غيره أوثق منه ([55]). ومرة قال: ضعيف عند أهل لعلم بالحديث ([56]). وقال ابن حزم: هالك متروك ([57]). ومرة قال: ساقط ([58]).
وقال الذهبي في (السير) ([59]): كان ثبتًا في القراءة واهيًا في الحديث. وقال في (الميزان) ([60]): وكان ثبتًا في القراءة واهيًا في الحديث، لأنه كان لا يتقن الحديث ويتقن القرآن ويجوده وإلا فهو في نفسه صادق. وقال في موضع آخر: واهي الحديث ([61]). وقال في (الديوان) ([62]): إمام في القراءة، ليس بشيء في الحديث. وقال في (الكاشف) ([63]): ثبت في القراءة واهي الحديث. وقال في (العبر) ([64]): متروك الحديث حجة في القراءة.
وقال صلاح الدين الصفدي: كان حجة في القراءة واهيًا في الحديث ([65]).
وقال ابن حجر في (التقريب) ([66]): متروك الحديث مع إمامته في القراءة. وقال في (الأصابة): ضعيف ([67]). ومرة قال: واهي الحديث ([68]). ومرة قال: أحد الضعفاء في الحديث ([69]).
وقال السخاوي: ضعيف جدا بل اتهمه بعضهم بالوضع والكذب ([70]).
فيتلخص من جرحهم له أمور:
1 ـ نص غير واحد على تركه وبعضهم بصيغة الجمع مما يدل على أن هذا أمر متفق عليه عندهم.
ولفظة (متروك)، و (متروك الحديث) و (تركوه) ضمن المرتبة الخامسة من مراتب الجرح، وهي الثانية من حيث الرد وعدم الاعتبار.
2 ـ وقال بعضهم: (لا يكتب حديثه) .. وهذا يعني أنه في عداد من لا يعتبر به.
وهذه اللفظة تعني لا يكتب حديثه على وجه الاحتجاج والاستشهاد، وتدخل في المرتبة الرابعة من مراتب الجرح وهي الأولى من مراتب الرد وعدم الاعتبار.
3 ـ نص بعضهم على روايته للمناكير .. هذه يدخل فيها الأوهام والأفراد.
وهذه اللفظة وشبهها تدخل في المرتبة الرابعة من مراتب الجرح وهي الأولى من مراتب الرد.
4 ـ نص بعضهم على روايته للأباطيل .. وهذه يدخل فيها رواية ما لا أصل له والأفراد مما لا يحتمل.
ما ورد في هذه الفقرة وسابقتها لا يصدر عن النقاد إلا بعد النظر في حديث الرجل وسبره فهي من باب الجرح المفسر.
5 ـ وقال بعضهم: (ليس بشيء)، و (ساقط)، و (هالك)، و (واه) و (ذاهب الحديث) ونحو ذلك من العبارات الدالة على شدة الضعف التي لا يعتبر بمن قيلت فيه .. فتدخل جميعها في المرتبة الخامسة من مراتب الجرح وهي الثانية من مراتب الرد.
6 ـ واستخدم بعضهم عبارة جرح نادرة كما قال الجوزجاني (فرغ منه منذ دهر).
وهي من العبارت التي تفرد بها، وربما استخدمها في كتابه (أحوال الرجال) ([71])، وهي تدخل في المرتبة الخامسة من مراتب الجرح وهي الثانية من مراتب الرد.
7 ـ اتهام البعض له بالكذب .. تم توجيه هذه اللفظة فيما سبق بأنها من أجل كثرة روايته للمناكير والأباطيل.
8 ـ اتهام البعض له بالوضع .. هذه العبارة (كذلك) تنصرف لما ذكرنا.
وهذه اللفظة وسابقتها تدخلان في المرتبة السادسة، من مراتب الجرح وهي أردأها، وهي الثالثة من مراتب الرد.
9 ـ وردت بعض العبارات في تضعيفه دلت على أنه يمكن أن يدخل في درجة الاعتبار .. كقول أبي زرعة: (ضعيف الحديث)، وقول الترمذي: يضعف في الحديث، وقول البزار: لين الحديث، وقول الدارقطني: ضعيف.
فأما قول أبي زرعة فيفهم في سياق قوله الآخر: (لو جوزنا حفص بن سليمان لكان الأمر (كذا) حفص بن سليمان ذاك الضعيف). فهو لم يقبل المذاكرة بحديثه ناهيك عن روايته.
وأما قول الترمذي والبزار والدارقطني فهم من المتساهلين في الجرح والتعديل، وعباراتهم يعوزها الدقة، فربما كانت في كثير من الأحيان مجملة تحتاج إلى تفسير.
ومجمل القول في حاله أنه ممن ترك حديثه لكثرة تفرده بالمنكر والباطل من الحديث .. الذي لا يحتمل من مثله أن يتفرد به لقلة عنايته بالطلب .. وأنه ليس ممن يعتبر بحديثه.
هذا فيما يتعلق بالرواية .. أما فيما يتعلق بالقراءة:
¥