تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

([76]) تاريخ بغداد (8/ 186).

ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:39 م]ـ

((ثالثاً: أقوال المُوَثِّقين: لا تخلو كتب التراجم وكتب الجرح والتعديل من أقوال في توثيق حفص بن سليمان القارئ، لكنها قليلة، غطَّت عليها أقاويل المجرحين، ولعل ما ذهب إليه العلماء من " أن تقديم الجرح على التعديل مُتَعَيِّنٌ" قد حجب ما ورد من أقوال في توثيقه. وما ورد من أقوال في توثيقه على قلتها تدل على أن حفصاً كان موضع ثقة من علماء عرفوه أو أخذوا عنه. ومن العلماء الذين وثقوه:)) اهـ.

قلت: هذا العنصر من البحث فيه مبالغة، وهو بيت القصيد في هذا البحث، وملحوظاتي عليه تأتي بالتفصيل ولكن هنا استوقفني العنوان، وهو قول الأستاذ: (أقوال الموثقين) .. وقوله عقبه: (لا تخلو كتب التراجم وكتب الجرح والتعديل من أقوال في توثيق

حفص بن سليمان القارئ) ..

فإن هذه العبارة فيها تجوز كبير لو عبر الأستاذ عن ذلك بقوله (ثناء العلماء عليه) أو (أقوال معدليه) ونحو ذلك لكان أسلم من الاعتراض؛ لأن التوثيق عبارة اصطلاحية لها دلالة محددة، وهي مشتقة من قولهم (ثقة) وهي من مراتب التعديل المقدَّمة عند المحدثين، وتعني الجمع بين العدالة الدينية والضبط للرواية، ولا يطلقونها إلا على من جمع بين هاتين الصفتين من الكبار .. من أمثلة ذلك:

عن عمرو بن على، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول: ثنا أبو خلدة، فقال له رجل: كان ثقة؟ قال: كان صدوقًا كان مأمونًا كان خيارًا الثقة شعبة وسفيان ([1]).

قال العراقي في الألفية ([2]):

................... = ................ ونُقلا

أن ابن مهدي أجاب من سأل= أثقة كان أبو خلدة؟ بل

كان صدوقًا خيرًا مأمونًا = الثقة الثوري لو تعونا

فهذا الثناء العاطر في أبي خلدة خالد بن دينار البصري لم يجعله يتبوء منزلة الثقة في نظر عبدالرحمن بن مهدي.

وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: أبو سفيان روى عنه الناس، قيل له: أبو الزبير أحب إليك أم أبو سفيان طلحة بن نافع؟ قال: أبو الزبير أشهر، فعاوده بعض من حضر فيه، فقال: تريد أن أقول هو ثقة، الثقة سفيان وشعبة ([3]).

قال أبو بكر المروذي: قال قلت لأبي عبد الله: عبد الوهاب ثقة؟ قال: تدري ما ثقة؟ إنما الثقة يحيى القطان ([4]).

فهذه أمثلة ثلاثة عن أئمة ثلاثة استكثروا لفظة الثقة في بعض المحدثين الذين ربما وثقهم غيرهم، والشاهد أن لفظة ثقة لا تطلق إلا على الأثبات .. وأين الثبت من حفص القارئ!.

وإذا تأملنا العبارات الواردة في تعديله لم نجدها ترقى إلى هذا التعميم .. فليس فيها من العبارات التي تتطابق مع العنوان سوى ما نقل عن وكيع أنه قال (وكان ثقة)، أما بقية الأقوال فهي لا تعطي هذا المعنى بل ولا تقاربه!. فإلى بيان حال هذه اللفظة في الوقفة التالية.

---الحواشي-----

([1]) تقدمة المعرفة (ص160).

([2]) الألفية / مراتب التعديل (ص47).

([3]) الجرح (4/ 475).

([4]) تاريخ بغداد (11/ 23).

ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:47 م]ـ

(1) وكيع بن الجراح، الكوفي (ت 196هـ):

نقلت مجموعة من كتب الجرح والتعديل عن أبي عمرو الداني الأندلسي (ت 444هـ) قوله في حفص القارئ:" مات قريباً من سنة تسعين ومئة، قال: وقال وكيع: كان ثقة ". وللداني كتاب في طبقات القراء، لعله ذكر قول وكيع فيه.

وقول وكيع هذا مهم جداً في توثيق حفص لسببين: الأول: كونه من الكوفة، وأهل الكوفة أعرف بعلمائهم، والثاني: كونه معاصراً لحفص، وما رَاءٍ كمَنْ سَمِعَ! اهـ)).

أنا لا أسلم بصحة هذا التوثيق في حفص القارئ؛ لأن الاحتمال كبير في أن المراد به غيره، فكما أن احتمال وقوع الخطأ في شأن تضعيف حفص باشتباهه بغيره، فالشأن في هذه اللفظة كذلك.

ولذا سأذكر الاحتمالات التي أراها مانعة من قبول هذا التعديل بالصورة التي أرادها الأستاذ، وهذه الاحتمالات أراها معتبرة و عليها براهينها:

أولها ـ أن وكيع بن الجراح الرؤاسي العلم الزاهد الورع الثقة الثبت، من النقاد الكبار، وهو من أجل أهل الكوفة في زمانه ([1]).

فلا أظن أنه يخالف كبار النقاد في جرحهم لحفص القارئ، وهو صاحب المعرفة بالحديث، فيأتي بقول يُطرح ولا يُعتبر، وهذا يدعونا للشك في هذا القول.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير