تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[04 Dec 2005, 12:02 ص]ـ

هذه الوقفة حول اعتماد النقاد بعضهم على بعض في نقد الرواة .. ومدى تصرفهم في عبارات بعضهم البعض.

((أما أقوال علماء الجرح والتعديل الذين جاءوا بعد الجيل الأول من طبقة شعبة ويحيى بن معين والإمام أحمد والبخاري، فإنهم كانوا ينقلون ما قاله هؤلاء الأعلام، على ما فيه من أوهام وخلط، وقد يتصرفون في العبارة بما يزيد من شدة النقد والتجريح لحفص بن سليمان القارئ، وغَطَّتْ أقاويل التجريح أقوال التوثيق حتى نُسِيَتْ تقريباً، على نحو ما لاحظنا في النص الذي نقلناه عن ابن الجوزي من قبل)).

لا أسلم ببعض ما ذكر الأستاذ في هذه القطعة من كلامه:

فتقسيمه النقاد إلى أجيال وطبقات كلام صحيح، ولكن فيه خلط بين طبقاتهم .. فسأرتب كل من تعرض لحفص بن سليمان على طبقاتهم لنتبين علاقة كل طبقة بسابقتها وأثرها عليها، مع توثيق كل ناقد من كتاب الذهبي (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل) بتحقيق الشيخ عبدالفتاح أبو غدة (رحمه الله تعالى).

الطبقة الأولى ـ شعبة بن الحجاج (160هـ) ([1]) وهو الذي مهد هذا العلم لأهل العراق.

الطبقة الثانية ـ أبو بكر بن عياش (193هـ) ([2])، وكيع (197هـ) ([3])، ويحيى القطان (198هـ) ([4]).

الطبقة الثالثة ـ على رأس هذه الطبقة عبدالرحمن بن مهدي (198هـ)، ولا يوجد فيها أحد ممن تكلم في حفص.

الطبقة الرابعة ـ ابن معين (233هـ) ([5])، وابن المديني (234هـ) ([6])، و أبو الربيع الزهراني (234هـ) ([7])، وأحمد (241هـ) ([8]).

الطبقة الخامسة ـ البخاري (256هـ) ([9])، وأبو إسحاق الجوزجاني ([10])، ومسلم (261هـ) ([11])، وأبو زرعة (264هـ) ([12])، وأبو حاتم (277هـ) ([13]) الرازيان.

الطبقة السادسة ـ الترمذي (279هـ) ([14])، وعبدالرحمن بن يوسف بن خراش (283هـ) ([15])، وعلي بن الجنيد (291هـ) ([16])، وأبو بكر البزار (292هـ) ([17])، صالح جزرة (293) ([18])، والنسائي (303هـ) ([19]).

الطبقة السابعة ـ زكريا الساجي (307هـ) ([20]).

الطبقة الثامنة ـ أبو جعفر العقيلي ([21]).

الطبقة التاسعة ـ أبو حاتم ابن حبان (354هـ) ([22])، وأبو أحمد بن عدي الجرجاني (365هـ) ([23])، وأبو أحمد الحاكم (378هـ) ([24]).

الطبقة العاشرة ـ أبو عمر الدارقطني (385هـ) ([25]).

الطبقة الحادية والثانية عشرة ـ لا يوجد فيهما أحمد.

الطبقة الثالثة عشرة ـ أبو علي ابن حزم (456هـ) ([26])، وأبو بكر البيهقي (458هـ).

وبهذه الطبقة ختم المتكلمون في حفص القارئ ولم يبق إلا من له اختيار من أقوال النقاد وهما الذهبي (748هـ)، وابن حجر (852هـ) وغيرهما.

وجميع الطبقات متصلة السماع والأخذ كل أهل طبقة عمن فوقهم وبهذا اتصلت سلاسل هذا العلم ونقل المتأخر عن المتقدم .. ولا شك أن الطبقات الست الأول عليه مدار الجرح والتعديل ومعرفة أحوال الرواة، ونخص منها بالذكر الطبقتين الرابعة والخامسة، وأهلها أكثر من تكلم في الرواة وجرح وعدل ولحفص نصيب كبير من كلامهم فيه.

أما دعوى أنهم ينقلون ما قاله أئمة النقد على ما فيه من أوهام وخلط، هذا غير صحيح، لأن الوهم المذكور لا أثر له كما قدمنا، وجر هذا الخطأ الذي وقع فيه بعضهم على جميع ما نقلوه مجانب للصواب.

أما تصرفهم في العبارات فكل ناقد له أسلوبه الخاص كما قدمنا، فمن كان منهم متشددًا متعنتًا أعدنا قوله للمتوسط المعتدل .. وحفص تكلم فيه جميع طوائف النقاد متشددين ومعتدلين ومتساهلين.

فعلى رأس المتشددين ابن معين وأبو حاتم وابن خراش.

وعلى رأس المعتدلين ابن المديني وأحمد وأبو زرعة.

وعلى رأس المتساهلين الترمذي والدارقطني.

والخلاصة أن هؤلاء النقاد جميعًا لكل منهم منهجه الخاص وطريقته في البحث عن أحوال الرواة وتمحيص أخبارهم بما فيهم متأخريهم كالعقيلي وابن حبان وابن عدي فمنهجهم قائم على سبر أحوال الرواة بالنظر في كلام النقاد المتقدمين، ثم البحث في أحاديث الرواة عما يؤيد كلامهم فصنيعهم من باب تفسير جرح المتقدمين بجمع مناكير وأباطيل الرواة، لذا لا غنى عن أقوالهم في الجرح والتعديل.

وابن حبان متشدد سليط اللسان، وابن عدي والعقيلي من المتوسطين فتصويرهم على أنهما مجرد مقلدين لا يستقيم مع رحلاتهم الواسعة في تتبع الرواة وجمع مناكيرهم وأباطيلهم،

وتصنيف ذلك في كتبهم (الضعفاء)، (المجروحين)، و (الكامل) .. وهذه الكتب الثلاثة هي ينبوع معرفة الضعفاء، فوقوعهم في بعض الأوهام لا يسقط جهدهم الكبير، فمن ذا الذي لا يهم ولا يخطئ؟!. وقديمًا قال ابن معين: ((لست أعجب ممن يحدث فيخطىء، إنما العجب ممن يحدث فيصيب)) ([27]).

--- الحواشي----

([1]) ذكر من يعتمد قوله برقم (5).

([2]) ذكر من يعتمد قوله برقم (75).

([3]) ذكر من يعتمد قوله برقم (49).

([4]) ذكر من يعتمد قوله برقم (87).

([5]) ذكر من يعتمد قوله برقم (167).

([6]) ذكر من يعتمد قوله برقم (172).

([7]) ذكر من يعتمد قوله برقم (204).

([8]) ذكر من يعتمد قوله برقم (168).

([9]) ذكر من يعتمد قوله برقم (270).

([10]) ذكر من يعتمد قوله برقم (282).

([11]) ذكر من يعتمد قوله برقم (289).

([12]) ذكر من يعتمد قوله برقم (279).

([13]) ذكر من يعتمد قوله برقم (280).

([14]) ذكر من يعتمد قوله برقم (362).

([15]) ذكر من يعتمد قوله برقم (364).

([16]) ذكر من يعتمد قوله برقم (381).

([17]) ذكر من يعتمد قوله برقم (376).

([18]) ذكر من يعتمد قوله برقم (369).

([19]) ذكر من يعتمد قوله برقم (363).

([20]) ذكر من يعتمد قوله برقم (419).

([21]) ذكر من يعتمد قوله برقم (450).

([22]) ذكر من يعتمد قوله برقم (487).

([23]) ذكر من يعتمد قوله برقم (490).

([24]) ذكر من يعتمد قوله برقم (500).

([25]) ذكر من يعتمد قوله برقم (501).

([26]) ذكر من يعتمد قوله برقم (565).

([27]) تاريخ الدوري (3: 13/ برقم 52).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير