فظهر بهذين التعقيبين أن المنهج الأسد الاكتفاء بمن يُسامي المُميَّز في الطبقة وترك ما عدا ذلك؛ لأن استيفاء مثل ذلك أمر فيه طول وفائدته قليلة ومحله كتب (المُتفق والمُفترق) ونحوها .. إلا في حالات نادرة يقع فيها الاشتباه من وجه غير الاتفاق كما في حال حفص المنقري والمقرئ.
وبعد هذه المقدمة المقتضبة التي فصلتها في كتابي (زوائد رجال صحيح ابن حبان) ([7]) .. نشرع في فحص أحوال هؤلاء الرواة ونرى من منهم يشتبه بحفص بن سليمان القارئ.
فأولهم ـ حفص بن سليمان المنقري التميمي البصري. أبو الحسن.
يقال: مولى بني منقر ([8]).
روى عن: الحسن البصري، وعطاء بن أبي ميمونة ([9])، وأبي بردة بن أبي موسى ([10])، وأبي العالية ([11])، وحفصة بنت سيرين ([12]).
روى عنه: بسطام بن حريث، وحماد بن زيد ([13])، وسعيد بن عامر ([14])، والربيع بن عبد الله بن خطاف ([15])، وروح بن عطاء بن أبي ميمونة ([16])، وعبيدالله بن الوليد الوصافي ([17])، ومعمربن راشد ([18])، وهارون الأعور ([19])، وهشام بن حسان البصري ([20]).
قال ابن سعد: كان أعلمهم بقول الحسن ([21]).
وقال ابن معين: ثقة ([22]). وقال أحمد: صالح ([23]).
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: لا بأس به هو من قدماء أصحاب الحسن ([24]).
وقال البخاري: ثقة قديم الموت ([25]).
وقال ابن حبان في (الثقات) ([26]): ثبت.
وقال في (مشاهير علماء الأمصار) ([27]): من المتقنين.
ووثقه النسائي ([28]). واختاره ابن حجر ([29]).
قال يحيى مات حفص بن سليمان المنقري قبل الطاعون بقليل ([30]) يعني سنة (130) كما نص عليه ابن حبان ([31]).
هذا الراوي يشتبه بحفص بن سليمان القارئ من حيث الاتفاق في الاسم واسم الأب، ويشتبه معه في النسبة فـ (المقرئ) و (المنقري) مما يتشابه في الرسم وعلى هذا النوع بنى الحافظ الخطيب كتابه الشهير (تلخيص متشابه الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم) ([32]).
وهذا السبب الذي جعل البخاري وغيره يهمون في نسبة قول شعبة في المنقري إلى المقرئ .. والسبب الذي من أجله وقع الخطيب في نسبة أقوال أحمد في المنقري إلى المقرئ .. وبسببه وهم الهيثمي ([33]) فضعف حفص المنقري .. وبسببه وقع البعض في الخلط بين وفاتيهما.
ولأجل هذا ذكره الذهبي في (الميزان) ([34])، وسبط ابن العجمي في (الكشف الحثيث) ([35]) تمييزًا للقارئ.
وقد سبقهما ابن حبان بالتنبيه على الفرق بينهما في (الثقات) ([36]).
ولو بقي الأمر عند حدود الاتفاق لكان الأمر يسيرًا لأن حفص المنقري قديم يعد في طبقة شيوخ المقرئ، ولكن التشابه في النسبه هو الذي سبب هذا الإشكال.
وثانيهم ـ حفص بن سليمان الأزدي.
حديثه مرسل. روى عنه: خليد بن حسان. ذكره ابن حبان في (الثقات) ([37]).
وثالثهم ـ حفص بن سليمان. ويقال: سليمان بن حفص.
يعد في البصريين ([38]). روى عن: معاوية بن قرة ([39]). روى عنه: عيسى بن يونس ([40]).
ورابعهم ـ هو حفص بن سليمان الأسدي ([41]) أبو عمر ([42]) البزاز ([43]) الكوفي القارئ ([44])، ويقال له الغاضري ([45])، ويعرف بحفيص، وهو حفص بن أبي داود ([46]) صاحب عاصم بن أبي النجود في القراءة، وابن امرأته وكان معه في دار واحدة ([47]).
وقيل في نسبه: حفص بن سليمان بن المغيرة ([48]).
روى عن: أبان بن أبي عياش ([49])، إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، وأيوب السختياني ([50])، وثابت البناني ([51])، ثور بن عبدالله الهمداني ([52])، وحماد بن أبي سليمان، وحميد الخصاف، وخالد بن سلمة ([53])، وزيد بن أسلم ([54])، وسالم الأفطس، وسماك بن حرب ([55])، وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ([56])، وعاصم بن أبي النجود ([57]) (عس)، وعاصم الأحول، وعامر بن كليب ([58])، وعبد الله بن يزيد النخعي ([59])، وعبدالعزيز بن رفيع ([60])، عبد الملك عمير ([61])، وأبي حَصين عثمان بن عاصم ([62])، وعلقمة بن مرثد ([63])، وعمر بن ذر ([64])، وعمرو بن مرة الكوفي الأعمى ([65])، وغيلان (هو ابن جامع) ([66])، وقيس بن مسلم ([67])، وكثير بن زاذان (ت ([68]) ق)، وكثير بن شنظير (ق) ([69])، والكميت بن زيد الأسدي ([70])، وليث بن أبي سليم ([71])، ومحارب بن دثار ([72])، ومحمد بن جحادة ([73])، ومحمد بن سوقة ([74])، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ([75])، ومنصور بن حيان ([76])، وموسى بن أبي كثير يعرف بموسى الكبير ([77])، وموسى
¥