تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بين الرخوة والشديدة ... ".

والميم صوت يتذبذب معه الوتران الصوتيان في داخل الحنجرة , وهو صوت مجهور بحبس جريان هواء النفس معه , وصوت بينيّ أي بين الشدة والرخاوة , يجري معه الصوت جريانا جزئيا لا كليا , وصوت مستفل تنخفض مؤخرة اللسان به إلى قاع الفم , وصوت مرقق أي نحولٌ يدخُلُ على صوت الحرفِ فلا يملتىء الفمُ بصداه. وصوت منفتح لأنَّ اللسان ينفتحُ ما بينه وبين الحنك الأعلى ليخرج هواء الصوت عند التلفظ به , وصوت أغنُّ يعمل معه المجرى الخيشومي في جميع حالاته من حيث الحركة والسكون.

وصوت الميم من حيث الحركات والسكون له أربع حالات: أولا يجب المباعدة بين الشفتين والفكين العلوي والسفلي حال حركتها بالفتح. ثانيا: يجب ضم ومط الشفتين للأمام حال حركتها بالضم. ثالثا: يجب خفض الفك السفلي عند التلفظ بها وهو مكسور الحركة. رابعا: في حال سكونها تخرج من مخرجها الأصلي بانطباق الشفتين والحذر من مطهما للأمام حال سكونها فيما لو سبقت بحرف مضموم الحركة , والخلل بهذه الشروط الأربعة السابقة فيه نقصان لكمال الصوت بالميم.

وهذا الحرف يظلم في وقتنا المعاصر بترك فرجة عند التلفظ به وهو ساكن عند ملاقاته حرف الباء ولم يثبت هذا عمن لهم قصب السبق في علوم التجويد أمثال أبو عمرو الداني والشاطبي وبن الجزري رحمهم الله تعالى فاحذر من ترك فرجة عند الميم الساكنة وحذٍّرْ منه غيرك مع مطالبة نفسك بكمال الإخلاص لله تعالى.

{شروط النطق بصوت ميم خالصة كاملة}

يشرط لتحقيق صوت الميم في حاسة السمع أن يتم تصادم وانطباق للشفة العليا على أختها السفلي , وهذا هو الشرط في نطق صوت ميم خالصة ساكنة , وهو نفس الشرط في نطق صوت باءٍ خالصةٍ , فمثلا , حاول أخي القارئ أن تنطق بصوت الباء الساكنة من غير تصادم للشفتين واستمع للصوت الناتج عن ذلك لا يمثل في حقيقته نطق باء أبدا , بل فيه فناء لصوتها بالكلية, ونفس الملاحظة أفعلها مع صوت الميم الساكنة , ليثبت لديك من خلال التجربة الصوتية أن من شروط النطق بميم خالصةٍ لابد من تصادم الشفتين وانطباقهما أما صوت الغنة فمَقَرُّه المجرى الخيشومي.

قال أبو عمر الداني في كتابه النادر الإدغام الكبير:" ... والباء والميم والواو من مخرج واحد وهو ما بين الشفتين , وهن مجهورات ... " فأشار رحمه الله إلى كيفية التلفظ بميم تامة وغيرها من الأصوات الشفوية.

{التعريف بالقلب والإخفاء الشفوي}

التعريف بالقلب:

القلب لغة: تَحْوِيلُ الشَّيْءِ عَنْ وَجْهِهِ , أو جَعْلُ حَرْفٍ مَكَانَ آخَر. والقلب أفصح من المنتشر بين كتب المعاصرين بتسميته الإقلاب. واصطلاحاً: إبدالُ النُّون السَّاكنة أو التنوين ميمًا خالصة عند الباء مع الْغُنَّة وهو حكم مجمع عليه عند القراء. وعندما تبدل النون الساكنة ميما يتحول الحكم من القلب إلى الإخفاء الشفوي , فعندما نتكلم على الإخفاء الشفوي فالقلب داخل تحته كما قرر ذلك الحافظ بن الجزري في النشر من قوله: " (فلا فرق حينئذ بين (أَنْ بُورِكَ) و (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ) ... " شرح التعريف: إذا جاء بعد النُّون الساكنة أو التنوين حَرْفُ الباء فتُقْلّبُ النون الساكنة أو التنوين ميماً خالصةً مخفاةً مع إطباق الشفتين ليتحقق صوت الميم مصاحبا ذلك غنة الإخفاء من الخيشوم. مثل: (لَيُنْبَذَنَّ) , (عَلِيمٌ بِذَاتِ) فيصير النطق هكذا: [لَيُمْبَذَنَّ , عليمُمْبِذَات]. قال ابن الجزريّ:

والقّلْبُ عِنْدَ الْبَا بِغُنَّةٍ كَذَا الاخْفَا لَدَى بَاقِي الحُرُوفِ أُخِذَا

التعريف بالإخفاء الشفوي:

وذلك إذا وقع بعد الميم الساكنة حرف الباء مثل: (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَة) , فتُخْفى الميمُ عندَ الباء مع إطباق الشفتينِ ومَعَ بَقاء غُنَّة الإخفاء من الخيشوم.

قال ابن الجزريّ:

........................ ...................... وَأَخْفِيَنْ

الْمِيمَ إِنْ تَسْكُنْ بِغُنَّةٍ لَدَى بَاءِ عَلَى المُخْتَارِ مِنْ أَهْلِ الأدَا

الفصل الثاني: وفيه عدة مباحث:

{القائلون بإظهار الميم الساكنة وإخفائها قديما}

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير