وقال أيضا ابو عمرو الداني في كتبه النادر المطبوع قريبا المسمى " الأرجوزة المنبهة على أسماء القراء والرواة وأصول القراءات وعقد الديانات بالتجويد والقراءات " – باب القول في قلبهما أي النونين الساكنة والتنوين
القول في قلبهما
والنون والتنوين عند الباء ... حكمهما في النحو والأداء
أن يُقلبا ميما بلا إدغام ... في اللفظ في القرآن والكلام
من أجل صوت الميم والنداوه ... وشركها للباء في التلاوة
انقلبا ميما بلا خلاف ... فلا تكن في لفظها بالجاف
فأين الدليل من في هذه الأبيات للداني لترك الفرجة بل حذر من جفاء صوتها , وهذا الكتاب للداني عبارة عن منظومة كبيرة جمع فيها جميع علوم القراءات والتجويد وعدد أبياتها 1311 بيتا شملت جميع أبحاث التجويد والقراءات جملة وتفصيلا.
{الحافظ عبد الوهاب القرطبي معاصر للداني قال بالإطباق}
قال عبد الوهاب القرطبي (ت 461 هـ) في كتابه النادر الموضح في التجويد عند كلامه على الميم الساكنة عند ملاقاتها صوت الباء ما نصه:
الميم: إذا سكنت وبعدها باء وجب إخفاء الميم كقوله تعالى (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ) (أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ) (هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ) وذلك أن الباء قربت من الميم في المخرج فامتنع الإظهار , واستوتا في أن كل واحدة منهما تنطبق بها الشفتان فتحقق الاتصال والاستتار , وامتازت الميم عنها بمزية الغنة فامتنع الإدغام فلم يبق إلا 0
وقد اختلف القراء في العبارة عنها , فقال بعضهم: هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقهما على أحدهما , وهو مذهب ابن مجاهد , قال ابن مجاهد: والميم لا تدغم في الباء لكنها تخفى لأن لها صوتا من الخياشم تؤاخي به النون الخفية ... وهذا نص صريح أيضا بإطباق الشفتين وتسميته بالإخفاء , ولم يسم أحد من الرعيل الأول هذا العمل بالإظهار بغنة , بل قالوا الشفتين تنطبقان وسموا ذلك إخفاءً.
{الحافظ الشاطبي الأندلسي شيخ السخاوي قال بالإطباق}
الإمام الشاطبي رحمه الله نظم لاميته المسماه " حرز الأماني ووجه التهاني " في القراءات السبع وهذه اللامية أصلها كتاب التيسير وقد سبق وذكرت نص كتاب التيسير والتصريح بالإطباق بين وواضح فيه , وجميع شراح الشاطبية القدماء ينصون بالإطباق عند الحديث على الإدغام الكبير لأبي عمرو البصري. ومن أخذ عن الشاطبي مشافهة ينصون على الإطباق فعُلم أن الشاطبي من أهل الإطباق.
{الحافظ علم الدين السخاوي تلميذ الشاطبي قال بالإطباق}
قال الإمام القسطلاني في كتابه فتح المواهبي في مناقب الإمام الشاطبي أن أول من شرح الشاطبية علم الدين الدين السخاوي بقوله: " اعلم أنه قد اتفق الجمهور على أن أول شارح لها علم الدين السخاوي وسمى شرح اللامية " فتح الوصيد " قال الشيخ أبو إسحاق الجعبري: وكلُ كَلٌ على فتح وصيدها ومانح نضيدها الشيخ العلامة تاج القراء , وسراج الأدباء علم الدين السخاوي لأنه قرأها على مؤلفها غير مرة وهو أعلم بها من غيره من الشارحين وقال ابن الجزري: بل هو والله السبب في شهرتها في الآفاق وإليه أشار الشاطبي بقوله: يقيض الله لها فتى يشرحها.
قال الحافظ علم الدين السخاوي تلميذ الشاطبي , في كتابه فتح الوصيد في شرح القصيد عند قول الناظم وأشمم ورم في غير باء وميمها" .... يعني أن لك أن تروم وتُشم في ما أدغمه مما ذكره في الباب كله إلا في باء أو ميم جاءت كل واحدة منهما ملاقيةً باء أو الميم؛ لأن مذهب أبي عمرو ... الإشارة إلى حركة الحرف المدغم في حل إدغامه تنبيها عليها ما لم تكن الحركة فتحة؛ لأنه لو رامها , لظهر المدغم لخفة الفتحة وسرعة ظهورها , ولمَّا تعذرت الإشارة بانطباق الشفتين في الباء مع الباء والميم , وفي الميم مع الميم والباء ... "
فقول الشارح تعذرت الإشارة بسبب انطباق الشفتين فيه دلالة واضحة أن ملاقاة الميم الساكنة للباء مخفاة والشفتان ايضا ينطبقان , ولم يصرح بترك الفرجة في كتابه جمال القراء أو منظومته الرائعة في التجويد.
{الحافظ أبو جعفر بن الباذش في كتابه الإقناع قال بالإطباق}
¥