كقوله تعالى، في سورة قريش: "من خوف"، فالواو ساكنة مسبوقة بخاء مفتوحة، وقوله تعالى: "إليه يصعد"، إن وقفت على "إليه"، فالياء ساكنة مسبوقة بلام مفتوحة)، والله أعلم.
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
ـ[احمد اليماني]ــــــــ[01 Mar 2006, 10:04 ص]ـ
جزاك ربي الجنة
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[01 Mar 2006, 09:54 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء ونفع بعلمك وجعله في ميزان حسناتك
ـ[مهاجر]ــــــــ[03 Mar 2006, 01:27 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
جزاكما الله خيرا أيها الكريمان، ونفعكما ونفع بكما
وعودة للمنظومة، حيث شرع الناظم، رحمه الله، فيما وضع له هذا النظم فقال:
للنون إن تسكن وللتنوين ******* أربع أحكام فخذ تبييني
فبدأ بأشهر أحكام التجويد، وهي أحكام النون الساكنة والتنوين:
فللنون الساكنة والتنوين، ولا يكون إلا ساكنا، لذا ألحق بالنون الساكنة، أربع أحكام:
والحكم لغة: هو المنع، ومنه قول جرير:
أبني حنيفة أحكموا سفهائكم ******* إني أخاف عليكم أن أغضبا
أي امنعوا سفهائكم من إلحاق الأذى بي، لأني أخاف غضبي عليكم، فهجائي كما عرفتم.
وقول حسان رضي الله عنه:
فنحكم بالقوافي من هجانا ******* ونضرب حين تختلط الدماء
أي نمنع ونقيد من هجانا، بالقوافي، فاستعار معنى القيد والمنع، من القيد الحسي، إلى القيد المعنوي، وهو التقييد بالقوافي التي تردع كل معتد.
وقول زهير:
القائد الخيل منكوبا دوابرها ******* قد أحكمت حكمات القد والأبقا
أي ألجمت ومنعت بحكمات صنعت من القد والأبق.
وأما الحكم اصطلاحا: فهو إثبات أمر لأمر أو نفيه عنه:
فهو إما إيجابي، يستفاد منه الإثبات، كما في مسألتنا هذه، لأننا نثبت، إيجابا، للنون الساكنة والتنوين 4 أحكام.
أو سلبي، يستفاد منه النفي، كقولك: زيد لم يقم، ففيه الحكم بعدم قيام زيد، فكأنك أثبت نفي القيام لزيد، فأثبت له بذلك حكما سلبيا، والله أعلم.
وقد نص الناظم، رحمه الله، على أن أحكام النون الساكنة والتنوين: 4 أحكام، وهي:
الإظهار، والإدغام بقسميه، بغنة، وغير غنة، كما سيأتي إن شاء الله، والإقلاب، والإخفاء، وقد خالف الجعبري، رحمه الله، المتوفى سنة 732هـ، فجعلها ثلاثة، بإسقاط الإقلاب، وإدخاله في الإخفاء، لأن الإقلاب، كما سيأتي إن شاء الله، يؤول في حقيقته إلى الإخفاء.
ثم شرع الناظم، رحمه الله، في بيان أول هذه الأحكام، وهو:
الإظهار، فقال:
فالأول الإظهار قبل أحرف ******* للحلق ست رتبت فلتعرف
همز فهاء ثم عين حاء ******* مهملتان ثم غين خاء
وبداية، مع تعريف الإظهار:
فالإظهار لغة: البيان، وقد يأتي بمعنى العلو والارتفاع، ومنه ظهر الدابة، أي أعلاها.
والظهور قد يكون:
حسيا: كعلو الراكب ظهر الدابة.
أو معنويا: وهو علو الشأن، ومنه قوله تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله)، أي ليعليه على الدين كله، إما بالسنان والطعان وإما بالحجة والبرهان، فالإسلام ظاهر، ولو غلب أهله، لأنه الدين الحق الذي أقام الله، عز وجل، الآيات والبراهين على صدقه وصدق من أرسله به، والله أعلم.
ومنه قوله تعالى: (فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين)، أي مرتفعين منتصرين، والله أعلم.
واصطلاحا: هو إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة في المظهر.
وعرفه ابن الجزري، رحمه الله، فقال: فصل الحرف الأول عن الثاني من غير سكت عليه، احترازا عما يتوهم من تحقيق الإظهار بالسكت.
فاستفدنا من التعريف الأول: أن الإظهار، كاسمه، إظهار للنون الساكنة، بحيث يخرجها المتلفظ من مخرجها الأصلي، وهو طرف اللسان، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، مع اجتناب إظهار الغنة، فلا غنة في الإظهار، رغم أن الغنة صفة ملازمة لجسم النون، ومع ذلك لا تظهر إذا أتى بعدها حرف من حروف الإظهار.
واستفدنا من التعريف الثاني: أن النون تفصل تماما عن حرف الإظهار في النطق، فلا تدغم فيه، كما هو الحال في الإدغام، ولا تقلب إلى ميم، كما في الإقلاب، ولا تذهب ذاتها مع بقاء صفتها، أي الغنة، كما في الإخفاء، وإنما تبقى بذاتها وصفتها مفصولة عن حروف الإظهار، مستقلة بالنطق، ظاهرة ظهورا بينا لا خفاء فيه.
¥