تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[04 Mar 2006, 10:13 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم. لقد وضع الله القبول لهذا المتن على مستوى العالم، فهو متن يصلح للمبتدئين في هذا الفن. ولذا فقد اهتم العلماء رحمهم الله به وشرحوه، وفيما يلي بيان لأهم شروح التحفة:

1 - فتح الملك المتعال شرح تحفة الأطفال للميهي ابن شيخ الجمزوري. وهو أطول الشروح على الإطلاق.

2 - فتح الأقفال شرح تحفة الأطفال للشيخ الجمزوري نفسه. ويعتبر مختصراً لشرح ولد شيخه.

3 - منحة ذي الجلال شرح تحفة الأطفال للشيخ علي الضباع. ويعتبر من أجود الشروح.

4 - تقريب المنال شرح تحفة الأطفال للشيخ حسن دمشقية.

وأنصح طلاب العلم أن يحفظوا هذا المتن ويفهموا شرحه قبل أن ينتقلوا إلى الجزرية. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـ[مهاجر]ــــــــ[05 Mar 2006, 05:14 ص]ـ

بسم الله

كما قلت أخي أبا عمار، حفظك الله، فما أشبهه بمتن كمتن الورقات للجويني، رحمه الله، متن صغير وضع له القبول في الأرض، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ولعل أصحاب المتون المشتهرة قد أخلصوا النوايا فكتب لهم القبول في الدنيا والآخرة.

وعودة للمنظومة

فقد شرع الناظم، رحمه الله، في بيان الحكم الثالث من أحكام النون الساكنة والتنوين، وهو الإقلاب، فقال:

والثالث: الإقلاب عند (الباء) ******* (ميما) بغنة مع الإخفاء

وبداية مع تعريف الإقلاب:

لغة: فهو، كما يقول الشيخ الضباع رحمه الله: تحويل الشيء عن وجهه، يقال: قلبه أي: حوله عن وجهه، ومنه قوله تعالى: (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال)، أي نحولهم ذات اليمين وذات الشمال، ومنه دعاء: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، أي يا محول القلوب من الكفر للإيمان، ومن الإيمان للكفر، ومنه: (القلب) الجارحة المعروفة، سمي بذلك لسرعة تقلبه، فهو أشد غليانا من المراجل، كما ورد في الحديث، والغليان مظنة التقلب والاضطراب.

واصطلاحا: جعل حرف مكان آخر، ففيه تقلب النون الساكنة ميما، ولكن هذا التعريف ينقصه، الخطوة الثانية من خطوات الإقلاب وهي: إخفاء الميم الساكنة المنقلبة عن النون الساكنة أو التنوين، لإتيان الباء بعدها، وهو ما يعرف بالإخفاء الشفوي، كما سيأتي إن شاء الله، فكأن الإقلاب يشمل حكمين:

قلب النون الساكنة أو التنوين إلى ميم ساكنة.

ومن ثم إخفاء الميم الحاصلة، مع غنة، كما ذكر الناظم، رحمه الله، في تعريف الإقلاب.

وعليه يكون هذا التعريف، مقتصرا على نصف التعريف المختار.

وقيل: هو عبارة عن قلب مع خفاء لمراعاة الغنة.

أو: جعل حرف مكان آخر مع مراعاة الغنة.

والتعريف المصدر بـ "قيل"، هو أجود هذه التعاريف، لأنه شمل كل خطوات الإقلاب، فنبه على:

القلب، ثم الإخفاء، ثم الغنة، التي تنتج من إخفاء الميم الساكنة إذا أتى بعدها باء، فالغنة صفة ملازمة للميم الساكنة، وإن كانت أضعف من غنة النون، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.

ومنه قوله تعالى: (أن بورك)، فهنا نون ساكنة، أتى بعدها باء، فالحكم هو قلب النون الساكنة إلى ميم، ولذا رسم فوقها "ميم صغيرة"، في المصاحف المتداولة للتنبيه على هذا القلب، ومن ثم تخفى الميم الساكنة، مع الإتيان بالغنة، لأنه جاء بعدها باء، فانتقلنا من أحكام النون الساكنة إلى أحكام الميم الساكنة، فمن الإقلاب، وهو أحد أحكام النون الساكنة إلى الإخفاء الشفوي، وهو أحد أحكام الميم الساكنة.

ومنه قوله تعالى: (أنبئهم)، وهو كالمثال السابق تماما، ولكن هنا أتت النون الساكنة والباء في كلمة واحدة.

ومنه قوله تعالى: (سميع بصير)، وهو مثال لتنوين أتى بعده باء، فيكون حكمه كحكم النون الساكنة، تماما بتمام، وبطبيعة الحال لا يكون الإقلاب، في حالة التنوين، إلا من كلمتين، لأن التنوين لا يأتي إلا متطرفا، (أي في نهاية الكلمة)، فلا يأتي في وسط الكلمة أبدا، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.

وهناك عدة ملاحظات تجدر الإشارة إليها:

أولا: وجه قلب النون الساكنة، ميما، إذا أتى بعدها باء:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير