تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بإدغامه في تاليه المتحرك، وإن بقي أثر الحرف، في حالة الإدغام بغنة، كما سيأتي إن شاء الله.

وحروف الإدغام 6: يجمعها لفظ: (يرملون)، من الرمل، وهو الإسراع في المشي، وهو سنة من سنن طواف القدوم، فقط، دون أي طواف آخر، كالإفاضة والوداع، ويكون في الأشواط الـ 3 الأولى فقط، ويسن للرجال دون النساء لئلا ينكشف شيء من أجسادهن، بسببه، والله أعلم.

ثم قسم الناظم، رحمه الله، حروف الإدغام إلى قسمين أولهما:

لكنها قسمان قسم يدغما ******* فيه بغنة (بينمو) علما

فالقسم الأول: هو حروف الإدغام بغنة، ويجمعها لفظ: (ينمو).

وسبق تعريف الغنة بأنها: (صوت لذيذ مركب في جسم النون والتنوين، فهو تبع لها في المخرج والصفات والأحكام، والميم الساكنة، ولا عمل للسان فيه، لأن مخرج الغنة هو الخيشوم).

والغنة، كما سبق، صفة ملازمة للنون والتنوين والميم إذا سكنت، وأقواها غنة النون، ويلحق بها بطبيعة الحال، غنة التنوين، لأن التنوين في حقيقة لفظه، نون ساكنة، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.

ومعنى الإدغام بغنة: أننا سوف ندغم النون الساكنة أو التنوين في حروف الإدغام بغنة، ولكن هذا الإدغام لن يكتمل، لأن جسم النون سوف يزول بلا إشكال، ولكن صفتها، وهي الغنة، لن تزول، فكأن جسم الحرف زائل وأثره باق، وهذا الأثر الباقي هو المانع من اكتمال الإدغام، وعليه اصطلح العلماء على تسمية هذا الإدغام بـ: (الإدغام الناقص)، وعلله الشيخ الضباع، رحمه الله، بقوله: (لأن دخول الغنة نقصه عن كمال التشديد)، فالحرف المشدد الناتج من عملية الإدغام لن يكون كامل التشديد، بل سيضعف تشديده ببقاء الغنة، والله أعلم.

ومسوغ الإدغام في حالة النون: التماثل، التقاء متماثلين، (أي نون مع نون، أو ميم مع ميم أو لام مع لام .......... )، فكأن هذا الإدغام يؤول في النهاية إلى إدغام، سيأتي بيانه إن شاء الله، يسمى: (إدغام المثلين، وبالتحديد الصغير في هذه الحالة لتسكين الأول وتحريك الثاني)، وعلى هذا فهو غير مختص بالنون الساكنة فقط، وإنما يشمل أي حرفين متماثلين، والله أعلم.

ومنه:

قوله تعالى: (من نور).

وقوله تعالى: (يومئذ ناعمة).

ومسوغ الإدغام في الميم: التجانس، لأنهما يشتركان في صفات كثيرة، لعل أبرزها: الغنة، فهي مما انفردا به دون بقية الحروف، وإن كانت غنة النون أظهر من غنة الميم، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، فضلا عن تقاربهما في المخرج، فالميم، مخرجها "الشفتان"، والنون مخرجها "طرف اللسان".

ومنه:

قوله تعالى: (ممن منع).

وقوله تعالى: (مثلا ما).

ومسوغ الإدغام مع الياء والواو: التقارب، فمخرج النون "طرف اللسان"، قريب من مخرج الواو "الشفتين"، ومخرج الياء "وسط اللسان"، فجوز هذا التقارب الإدغام، والله أعلم.

ومنه، في حالة الواو:

قوله تعالى: (من وال).

وقوله تعالى: (غشاوة ولهم).

وفي حالة الياء:

قوله تعالى: (من يقول).

وقوله تعالى: (وبرق يجعلون).

والملاحظ في الإدغام، إجمالا، أن سببه، عكس سبب الإظهار، ففي الإظهار، حسن الفصل بين النون الساكنة والتنوين من جهة، وحروف الإظهار من جهة أخرى، لتباعد مخرج كل منهما، وفي الإدغام حسن إدماجهما في حروف الإدغام، لتماثل المخرج في حالة الإدغام مع النون، وتقاربه في بقية حروف الإدغام، والله أعلم.

مسألة: الغنة المتبقية، صفة أي الحرفين المدغمين؟

إذا تقرر أن الإدغام في هذه الحالة لابد أن يكون بغنة، فإنه يحسن أن نتعرف على الحرف الذي يسبب هذه الغنة:

ففي حالة النون: الغنة غنة المدغم فيه، أي النون الثانية، والملاحظ هنا أن كلا حرفي الإدغام يحمل صفة الغنة، فهو إدغام حرف مغن في حرف مغن، غنتهما متماثلة تبعا لتماثلهما، والله أعلم.

وفي حالة الميم: الغنة غنة المدغم، أي النون، والملاحظ هنا أن كلا حرفي الإدغام يحمل صفة الغنة، فهو إدغام حرف مغن في حرف مغن، ولكن غنة المدغم، أي النون، أقوى من غنة المدغم فيه، أي الميم، وعليه ظهرت غنة الأول على غنة الثاني، وغلبت في اللفظ، والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير