تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مهاجر]ــــــــ[12 Mar 2006, 03:38 ص]ـ

بسم الله

السلام عليكم

ثم بدأ الناظم، رحمه الله، الكلام على الحكم الرابع من أحكام النون الساكنة والتنوين فقال:

والرابع: الإخفاء عن الفاضل ******* من الحروف واجب للفاضل

والإخفاء لغة: الستر، يقال: اختفى الرجل عن أعين الناس بمعنى: استتر عنهم.

واصطلاحا: النطق بحرف ساكن عار، أي خال، من التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة في الحرف الأول، وهو النون الساكنة والتنوين.

ففي هذا الحكم، نجد أن حروف الإخفاء، وهي بقية حروف الهجاء، ما عدا حروف الإظهار والإدغام والإقلاب، وقد جمعها الناظم، رحمه الله، بفوله:

في خمسة من بعد عشر رمزها ******* في كلم هذا البيت قد ضمنتها

صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما ******* دم طيبا زد في تقى ضع ظالما

فحروف الإخفاء: هي الحروف التي صدرت بها كلمات البيت الثاني.

في هذا الحكم، نجد أن حروف الإخفاء، تأتي في مرتبة وسط بين حروف الإدغام من جهة، وحروف الإظهار من جهة أخرى، فلا هي بالقريبة مخرجا من النون الساكنة والتنوين، حتى يسوغ إدغامها، ولا هي بالبعيدة عنهما، كحروف الإظهار الحلقية، حتى يسوغ إظهارها، فوجب إخفاء النون الساكنة والتنوين عندها، لأن الإخفاء وسط بين الإدغام التام والإظهار، فالأول: إذهاب كامل للحرف وصفته، والثاني: والثاني إبقاء لهما معا، بينما الإخفاء: إذهاب للحرف دون صفته، فيذهب جسم النون الساكنة والتنوين، ويبقى أثرهما، وهو الغنة، التي تصدر من الخيشوم، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.

نلاحظ أن الشيخ الضباع، رحمه الله، قد قيد الإدغام هنا بـ: "التام"، وهو الذي يكون مع اللام والراء، لأن الغنة تذهب فيه تماما، خلاف الإدغام الناقص مع حروف: "ينمو"، إذ ذهب جسم النون وبقيت صفتها، فنقصت الغنة من كمال تشديد الإدغام، فعد بذلك ناقصا، كما سبقت الإشارة إلى ذلك تفصيلا، وعليه فإن الإخفاء، لا ينفرد بالغنة، دون بقية الأحكام، وإنما يشاركه في ذلك الإدغام الناقص، فالإدغام الناقص بذلك يشبه الإدغام الكامل من وجه: وهو إذهاب الحرف بعد إدغامه، ويشبه الإخفاء من وجه: بقاء صفة الحرف وهي الغنة.

ويمكن القول بأن الغنة صفة لازمة للإخفاء، فلا إخفاء إلا بغنة، سواء كان حقيقيا، كما في النون الساكنة والتنوين، أو شفويا، كما في الميم الساكنة، خلاف الإدغام، فالغنة غير ملازمة له، فقد يأتي بغنة، فيكون ناقصا، كما في الإدغام مع حروف "ينمو" وقد يأتي بغير غنة، فيكون كاملا، كما في الإدغام مع حروف "رل"، والله أعلم.

والإخفاء كالإظهار له ثلاث مراتب، تبعا لقرب المخرج أو بعده عن مخرج النون الساكنة والتنوين:

فأدناه: عند الطاء والدال المهملتين والتاء المثناة من فوق، لقرب مخارج هذه الحروف من مخرج النون.

ومن ذلك:

قوله تعالى: (أنداد).

وقوله تعالى: (من دابة).

وقوله تعالى: (قنوان دانية).

وقوله تعالى: (ينطقون).

وقوله تعالى: (من طين).

وقوله تعالى: (صعيدا طيبا).

وقوله تعالى: (ينتهوا).

وقوله تعالى: (من تحتها).

وقوله تعالى: (جنات تجري).

وأقصاه: عند القاف والكاف، لبعد مخرجهما عن مخرج النون الساكنة، فهي تخرج من طرف اللسان، وهما يخرجان من أصل اللسان، من المنطقة التالية مباشرة لأدنى الحلق من جهة تجويف الفم، وسبقت الإشارة إلى أن هذا المخرج قريب جدا من مخرج الغين والخاء، وهما من حروف الإظهار الأدنى، نظرا لقرب مخرجهما، وهو أدنى الحلق من جهة تجويف الفم، من مخرج القاف والكاف، فالتداخل حاصل بين هذين المخرجين، وكما قد يقع الخطأ في الإخفاء عند الغين والخاء، قد يقع أيضا بالإظهار عند القاف والكاف، فوجب التنبيه على ذلك، والله أعلم.

ومن ذلك:

قوله تعالى: (ينقلبون).

وقوله تعالى: (ولئن قلت).

وقوله تعالى: (سميع قريب).

وقوله تعالى: (ينكثون).

وقوله تعالى: (من كل).

وقوله تعالى: (عادا كفروا).

وأوسطه عند بقية الحروف.

وهي "الصاد" المهملة، ومن ذلك:

قوله تعالى: (ينصركم).

وقوله تعالى: (أن صدوكم).

وقوله تعالى: (ريحا صرصرا).

و "الذال" المعجمة، ومن ذلك:

قوله تعالى: (منذر).

وقوله تعالى: (من ذكر).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير