ـ[مهاجر]ــــــــ[15 Apr 2006, 03:10 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ومن الإجمال إلى التفصيل حيث يقول الناظم رحمه الله:
كلاهما مثقل إن أدغما ******* مخفف كل إذا لم يدغما
فاللازم الكلمي، كما تقدم، ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: الكلمي مخفف:
وصورته أن يأتي في الكلمة بعد حرف المد، حرف غير مشدد، بشرط أن يكون ساكنا، وقد ورد في موضعين في سورة يونس في:
قوله تعالى: (ءآلآن)، فألف المد الساكنة متبوعة بلام ساكنة غير مشددة، فيمد القارئ 6 حركات، لاجتناب التقاء الساكنين، كما تقدم، دون تشديد، لأن الحرف التالي لحرف المد غير مشدد، فلا يتكلف القارئ تشديدا لا سبب له، وفي الآية دلالة على ما تقدم في مسألة: إعمال أقوى السببين، فقد اجتمع في هذه الكلمة سببان للمد:
أحدهما: المد اللازم، وسبق تفصيله.
والآخر: مد البدل حيث تقدمت همزة الاستفهام، سبب المد، على حرف المد، الألف الساكنة، ومقداره حركتان.
وبطبيعة الحال يعمل هنا بأقوى السببين وهو المد اللازم، فهو أقوى أنواع المد على الإطلاق، والله أعلم.
ومن ذلك أيضا:
قوله تعالى: (محياي)، عند من أسكن الياء سكونا أصليا، لا عارضا، فاجتمع ساكنان أصليان: ألف المد والياء الساكنة غير المشددة، فيكون المد: مدا لازما مخففا، مقداره: 6 حركات، وأما من وقف اضطرارا فإنه يمد أيضا 6 حركات أو 2 أو 4، لأن سبب المد في هذه الحالة، وهو السكون، غير أصلي، فسكونه لأجل الوقف، كما تقدم في المد العارض للسكون، والله أعلم.
وأما القسم الثاني: فهو الكلمي المثقل:
وصورته أن يأتي بعد حرف المد، حرف مشدد، وهو كما سبق مكون من حرفين مدغمين أولهما ساكن وثانيهما متحرك، فالتقى ساكنان أصليان، كما في المد الكلمي المخفف، فيمد القارئ، أيضا، 6 حركات، ولكنه يراعي التشديد في الحرف التالي لحرف المد، وهذا هو الفرق بين النوعين: المثقل والمخفف، فمن ذلك:
قوله تعالى: (الحاقة)، فألف المد الساكنة متبوعة بقاف مشددة.
وقوله تعالى: (الصاخة)، فألف المد الساكنة متبوعة بخاء مشددة، وسبقت الإشارة إلى هذه الأمثلة تفصيلا، والله أعلم.
وأما الحرفي، فهو لا يقع إلا في أوائل السور، في الحروف المقطعة، وهو ينقسم أيضا إلى قسمين:
القسم الأول: الحرفي المخفف، وصورته أن يأتي حرف مد هجاءه 3 أحرف أوسطها حرف مد، ولا يأتي بعده ما يوجب إدغامه فيه، لئلا يتولد من هذا الإدغام حرف مشدد ينقل الصورة من المد الحرفي المخفف إلى المد الحرفي المثقل، كما سيأتي إن شاء الله، فمن ذلك:
قوله تعالى: (ص * والقرآن ذي الذكر)، فـ "ص" هجاءه: صاد، بتسكين الدال، فتحققت صورة المد اللازم: حرف مد متبوع بسكون أصلي، ولم يأت بعد الدال في: صاد ما يوجب إدغامها فيه، فالقارئ إن وقف عليها فلا شيء بعدها أصلا، وإن وصل فلا إدغام للدال في الواو في "والقرآن"، وعليه فلا حرف مشدد هنا يعقب حرف المد، بل يعقبه حرف ساكن
مخفف، وهذه هي صورة المد اللازم الحرفي المخفف.
وقوله تعالى: (ق * والقرآن المجيد)، فـ "ق" هجاءه: قاف، بتسكين الفاء، فتحققت صورة المد اللازم: حرف مد متبوع بسكون أصلي، ولم يأت بعد الفاء في: قاف ما يوجب إدغامها فيه، فالقارئ إن وقف عليها فلا شيء بعدها أصلا، وإن وصل فلا إدغام للفاء في الواو في "والقرآن"، وعليه فلا حرف مشدد هنا يعقب حرف المد، بل يعقبه حرف ساكن مخفف، وهذه هي صورة المد اللازم الحرفي، كما تقدم، والله أعلم.
وقوله تعالى: (ن * والقلم وما يسطرون)، عند من يقف على "ن"، ولا يصلها بما بعدها، لأنه إن وصلها انقلبت الصورة إلى مد لازم حرفي مثقل، كما سيأتي تفصيلا إن شاء الله، فإن وقف على "نون"، تحققت صورة المد اللازم الحرفي المخفف: واو مد ساكنة في "نون" بعدها نون ساكنة سكونا أصليا، فيمد القارئ 6 حركات دون تشديد.
وقوله تعالى: (يس * والقرآن الحكيم)، عند من يقف على "يس"، ولا يصلها بما بعدها، لأنه إن وصلها انقلبت الصورة إلى مد لازم حرفي مثقل، كما سيأتي تفصيلا إن شاء الله، فإن وقف على "يس"، تحققت صورة المد اللازم الحرفي المخفف: ياء مد ساكنة في "سين" بعدها نون ساكنة سكونا أصليا، فيمد القارئ 6 حركات دون تشديد.
وأما القسم الثاني فهو: الحرفي المثقل، وصورته أن يأتي بعد حرف هجاءه 3 أحرف أوسطها حرف مد كاللام فهجائها: (لام)، أن يأتي بعده حرف أول حرف في هجائه يدغم في آخر حرف من هجاء الحرف الأول، كالميم فإن هجائها: (ميم)، فيدغم القارئ ميم آخر لفظ: لام في ميم أول لفظ: ميم، وهو إدغام مثلين صغير كما تقدم، فيتولد من هذا الإدغام ميم مشددة، فتتحقق صورة المد اللازم المثقل، لأن حرف المد، وهو الألف الساكنة في: لام، يكون في هذه الصورة متبوعا بميم مشددة، نتجت من الإدغام السابق، فمن ذلك:
قوله تعالى: (الم)، فاللام تمد مدا لازما حرفيا مثقلا على التفصيل السابق.
وقوله تعالى: (طسم)، فالسين هجاؤها: (سين)، والميم بعدها هجاؤها: (ميم)، فيدغم القارئ النون الساكنة في آخر: سين في الميم في أول: ميم، كما سبق في أحكام النون الساكنة، فيتولد من ذلك ميم مشددة، فتتحقق صورة المد اللازم المثقل، بوقوع حرف مشدد بعد حرف المد، الياء الساكنة في "سين"، على التفصيل السابق.
وقوله تعالى: (يس * والقرآن الحكيم)، عند من يصل "يس" بـ "والقرآن الحكيم"، فلفظ: سين، متبوع بواو، فيكون الحكم عند الوصل: إدغام النون الساكنة في الواو كما تقدم في أحكام النون الساكنة، فيتولد من ذلك واو مشددة، فتتحقق صورة المد اللازم المثقل، بوقوع حرف مشدد بعد حرف المد، الياء الساكنة في "سين"، على التفصيل السابق.
وقوله تعالى: (ن * والقلم وما يسطرون)، عند من يصل "ن" بـ "والقلم وما يسطرون"، كالمثال السابق تماما.
بتصرف من منحة ذي الجلال ص112_113.
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
¥