فلا شك عندى أن كلام الشيخ - تحسينأ للظن به - أنه كلام يخالف ما عند أهل هذا الفن،فمثلاً: قوله رحمه الله:فهذه يكتفى فيها بالنقل الثابت وإن لم يكن متواترأ000الخ لايمكن أخذه هكذا على إطلاقه وإلا أدخلنا فى القراءات ماليس قرآنأ باتفاق،وذلك مثل القراءات التى نقلها أئمة الحديث كالبخاري فى صحيحه وغيره من المحدثين فهي مع صحة ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم لاتعتبر قرآنأ ومن اعتبر قرآنيتها يخاف عليه الكفر، فبان من هذا المثال أن قول شيخ الإسلام رحمه الله تحته معاني لاينتبه إليها إلا أهل التخصص الذين درسوا جزئياته،
وأما عبارة (وأين مثل شيخ الإسلام) فكأنى أفهم أن د/ الصالح حفظنى الله وإياه يجعل مكانة الشيخ هى الدليل ‘فإن كان ذلك كذلك وأظنه كذلك فهذا يذكرنى برد الإمام أبى حيان على الإمام الزمخشري عندما طعن فى قراءة ابن عامر،فكان مما رد به "أن ابن عامر عربي قح " وهذا ليس بدليل فإن كان الزمخشري أخطأ فى رده القراءة المتواترة فأبو حيان أخطأ في جعله عروبة ابن عامر دليلأ على عدم خطئه،لأن اللحن قد ثبت فى زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن عمر رضي الله عنه 0
وأما عبارة "تواتر المصحف " لو قال (القرآن) بدل المصحف لكان الصواب فشتان ما هما 0
وأما جعله ما ذهب إليه مكي وابن الجزري هو الصواب وما خالفه هو قول المتساهلين فى ادعاء التواتر ‘فقول غريب من قائله ‘وكأنى بالدكتور الفاضل اعتمد على مكانة الإمامين فظن أن كلامهما هو الصواب مع أنه عند المحققين من أهل هذا الفن قول حادث لاينظر إليه ولايعول عليه،وختامأ أقول: المسائل العلمية يحكم عليها بالدليل وليس بمكانة قائلها 0والله من وراء القصد
سامحني يا أخي ... بارك الله فيك.
كيف تحكم على الصواب والصلاح بما تدعي أنه "قول أهل التخصص":
لاشك عندى أن كلام الشيخ محمود هو الصواب فى المسألة عند أهل التخصص،وما رد به أخى الدكتور الصالح ليس بصالح
ثم تقول:
فالمسائل العلمية ترد بالدليل العلمي وليس بمكانة الشيوخ
فأين دليلك يا أخي ... ؟
فيا ليتك تنظر إلى أدلة مكي وابن تيمية وابن الجزري وسائر الأئمة "المتخصصين" وتحللها واحدة واحدة بدلا من هذا الرد السريع ...
ألا ترى أن (مكي) عبارة عن (الفحص والترجيح) ... ؟
ألا ترى أن (ابن تيمية) عبارة عن (البحوث الدقيقة) ... ؟
ألا ترى أن (ابن الجزري) عبارة عن (عشرات الأدلة) ... ؟
ألا ترى أن هذه الثلاثة عبارة عن (أهل الاختصاص) ... ؟
فليس الاعتماد على "مكانة". إنما الاعتماد على أنهم أساطين الأدلة.
والله وحده المستعان.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[09 Jun 2006, 04:23 م]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن السديس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أرجو ألا نخلط بين المواضيع وتنعدم الفائدة في النقاش, فقبل الخوض في التواتر وصحة دعواه , أنا أريد منك تبيينا لما كتبته مُكَبَّراً باللون الأحمر وهو قول شيخ الإسلام بعد ذكره لكيفيات الأداء من تليين وإدغام وغيره (بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته) وهو يعني كما هو ظاهر من كلامه أن الصحابة اجتهدوا في أداء تلك الكيفيات كما يسوغ لهم بلغاتهم , وأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجب أن يكون علمهم أداء تلك الوجوه كلها ..
هذا الكلام يستحيل التسليم به لشيخ الإسلام رحمه الله وهو القائل في الفتاوى13/ 393 - 394 (ولم ينكر أحد من العلماء القراءات العشرولكن من لم يكن عالما بها أو لم تثبت عنده كمن يكون في بلد من بلاد الإسلام بالمغرب أو غيره, ولم يتصل به بعض هذه القراءات فليس له أن يقرأ بما لا يعلمه ,فإن القراءة كما قال زيد بن ثابت: سنة يأخذها الآخر عن الأول , كما أن ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنواع الاستفتاحات في الصلاة ومن أنواع صفة الأذان والإقامة وصفة صلاة الخوف وغير ذلك كله حسن يشرع العمل به لمن علمه , ...... الخ)
فكيف نجمع بين قوله الأول بالقطع بنفي الكيفيات , وبين قوله عن زيد إن القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول؟؟
وما الذي جعل الاجتهاد سائغا للصحابة فحسب وممنوعا على غيرهم ما دام الأمر كذلك؟؟
ولم لا يجب أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم بين تلك الكيفيات كما وصلتنا؟ إذ الأصلُ يقتضي بيانه لها كما أنزلها الله عليه , وما فهِم من كلامه رحمه الله متناقض - في نظري - مع قوله في مقدمة التفسير (أما معرفة القراءة وحفظها فسنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول , فمعرفة القراءة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ بها , أو يقرهم على القراءة بها ,أو يأذن لهم وقدقرأوا بها, سنةٌ)
فهذا النص يشعر أنه رحمه الله ربما قصد أنهم قرأوها بقراءة صحيحة فأقرهم صلى الله عليه وسلم على ذلك ولا شك أن هذا تبيين منه صلى الله عليه وسلم وإن لم يكن نطق بكيفيته ابتداءاً , ولو كان رحمه الله يقصد ما فهمه الإخوان لأضاف لما سبق (أو اجتهدوا في أدائه من غير تببنه لهم) وهذا يستحيل والله تعالى أعلم
¥