تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الجكني]ــــــــ[07 Jun 2006, 07:13 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى وسلام على عبده المصطفى وبعد:

فهذه وقفات – ولا أقول ردود – مع ما ذكره أخي الشيخ محمد الجزائري، فأقول مخاطبا له ولغيره ممن يرى رأيه الخطير في جواز القراءة بحرف (الضاد شبيهة بالظاء) في كتاب الله تعالى:

أولا: أثبتوا لنا أن العرب وأئمة اللغة القدماء عندهم حرف سموه (ضاد شبيه بالظاء) خاصة إذا علمنا أنهم ذكروا حروفاً هي خليط بين حرفين كإشمام الصاد الزاي وكالتسهيل في الهمزة، أما هذا الذي (ابتكره غير العرب في حروف العرب فلا يلزم العرب أصلا ً) والقضية لو أنها متعلقة بالتقول على العرب لكان منكراً فما بالك وأنها متعلقة بكتاب الله تعالى الذي به تصحح الألسنة لا العكس 0

ثانياً: قولكم "ألا تعلم أن الأعاجم قد حملوا العلم على أكتافهم 000ا" الخ، فجوابه:

لا أحد يستطيع إنكار فضل ومكانة علماء الإسلام من غير العرب،وما قدموه للإسلام والمسلمين في ذلك، هذه ليست هي القضية المبحوثة هنا، وذكرها هنا أعتبره خروجاً عن السياق الذي ذكرت أنا فيه ذلك:يا أخي ذكر غير العرب جاء في سياق للدلالة على أن القضية التي نتكلم فيها – وهي كيفية نطق حرف عربي لا يوجد على الأغلب إلا في لسان العرب – لا يحكم فيها على وجه الصواب إلا من لم يختلط لسانه بعجمة، وهذا معناه العربي القح الذي اختلط لسانه بعجمة، فما بالك إذا كان الشخص أصلاً غير عربي المشأ والولادة، فإذا كان العلماء يقفون من العربي المختلط لسانه بغير العربية موقف الحزم فكيف سيكون موقفهم من غيرهم ‘ هذا يا أخي هو السياق الذي جئت فيه بذكر غير العرب،وليس ذلك بضائر غير العرب شيئاً ‘فرجاء لا تجير الكلام عن مقاصده 0

ثالثاً: قولك "لماذا لا أرد على الشيوخ عامر والسمنودي والشاعر " فقبل أن أجيبك أقول لك كلمة أرجو أن تكون واضحة، وهي:

إن الرجل الوحيد الذي أمرني الله تعالى با تباعه ووعدني الجنة إن أطعته ونهاني عن مخالفته وتوعدني بالنار إن عصيته وخالفته هو سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم لا غيره مهما ومن كان ‘ فالله تعالى لم يأمرني باتباع غيره ولم ينهني عن معصية غيره، هذا ما أدين الله تعالى به، وليس معنى هذا التقليل من العلماء وإنكار فضلهم وحاجتنا إليهم فو الله لولا الله ثم العلماء ما تعلمنا،ولكن تعلمنا لنرضي الله عز وجل لا لنرضيهم،وتعجبني في هذا المقام عبارة الإمام ابن حزم رحمه الله في كتابه الإحكام:"وليس فضلهم – العلماء – بموجب قبول آرائهم ولا بمانع أن يهموا فيما قالوه بظنهم،لكن فضلهم معفّ على كل خطأ كان منهم وراجح به، وموجب تعظيمهم وحبهم 0انتهى

وأعود فأقول:يا أخي لم أرد على هؤلاء العلماء لسببين:

الأول: من أنا حتى أرد على هؤلاء، وأحمد الله تعالى الذي شغلني عن الرد على العلماء وتتبع عوراتهم العلمية، فرحم الله امرءا عرف قدر نفسه 0

الثاني:لأني لم أجد لهم عبارات خطيرة مثل عباراتك ومنهجاً لا يسكت عليه مثل هذا المنهج الذي تدعو إليه أنت ومن وافقك على جواز القراءة بالضاد الشبيهة بالظاء، فخذ عباراتك واتئد في النظر فيها واحكم بعد ذلك بما شئت:

1 - "فنطقها برخاوة شبيهة بالظاء أولى من نطقها دالا00الخ"

وأقول: من الذي جعل ذلك أولى؟ وما سبب الأولية هنا؟

وأيضاً: إذا كانت القضية هي مجرد (إبدال) فلماذا لا تبدلونه صاداً كما فعلت العرب،أو تبدلونه لاماً كما فعلت العرب أيضاً ولاتصاله به أيضاً،ولماذا لا تبدلونه ياء أو جيماً أو شيناً لاشتراكها معه في الحيز،وعندما أبدلتموه (ظاء) لماذا لم تبدلوه (ذالاً)،ولماذا لا تبدلونه (طاء) لمشاركته له في الإطباق؟؟؟

وأقول: إن كلام العلماء في المخارج إنما هو على حسب الطبع لا التكلف (إبراز المعاني:4/ 303)

2 - قلت:"وعلى هذا الأساس لا يمكن أن نعتمد على المشافهة مائة بالمائة فكان لزاما علينا أن نعرض ما تلقيناه عن مشايخنا على نصوص أئمتنا ولأجل هذا كان النص مقدماً على المشافهة "وقلت ناقلا كلام المرعشي رحمه الله تعالى ومؤيداً له لاستدلالك به:"فوجب علينا ألا يعتمد على أداء شيوخنا (تأمل) كل الاعتماد،بل نتأمل فيما أودعه العلماء في كتبهم من بيان المسائل ونقيس (كذا) ما سمعناه على ما أودع في الكتب " والرد بعد قليل 0

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير