تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قولكم "9 - أما مسألة (المحاكمة) التي أنكرتها أنت، فقصدي منها أنك تبطل وتخطىء أهل القرآن في نطقهم بالضاد التي تلقوها شيخاً عن شيخ تبعا لشيخك وهو حفظه الله تعالى تبعاً لشيوخه –وهم كلهم غير عرب -،ولو وقفت هنا لكان الأمر سهلاً،ولكنك أنكرت تواتره وادعيت أن هذا التواتر أيضاً خطأ،وطلبت الرجوع إلى الكتب التي اعتمدها شيخك واتبعته وجعلتها هي الفصل ولا عبرة بما خالفها، وقبل الجواب أستشهد بقول القائل:

من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة يك من الزيغ والتصحيف في حرم ومن يكن آخذا للعلم عن صحف فعلمه عند أهل العلم كالعدم وأقول هنا:

أنا أعذر شيخك وشيوخه في ما ذهبوا إليه من أن من لم يستطع نطق الضاد فلينطقه ظاء ‘لكن ليس على العموم لكل الناس ‘فهذا الكلام إنما هو لغير العرب،يعني للبيئة التي نشأ فيها هؤلاء الشيوخ وأمثالها من البيئات غير العربية، أما تعميمه والحكم به على كل المسلمين وادعاء أن القراء العرب الذين لم يتأثر لسانهم بعجمية ينطقون الضاد نطقاً غير صحيح فهذا شطط أيما شطط،0

وهنا أستفسر: لنفرض أن رجلاً بلغ من العمر أربعين عاماً في تعلم قراءة القرآن الكريم وتعليمه في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عربي ولسانه عربي لم يتعلم لغة أخرى بعد أن قرأه على الشيوخ مسنداً وأجازوه بالإقراء،وفي المقابل رجل مثله لكنه غير عربي ولسانه الأصلي غير عربي، ثم جاء هذا الأخير وقال للأول إن نطقك لهذا الحرف – والذي هو أصلاً ليس في لغته – خطأ غير صحيح، فما هو رأيك إن كنت متجرداً للحق؟

يا أخي: القضية هي أنك جئت تبعاً لشيوخك وألزمت سيبويه وغيره من علماء اللغة بما لا يلزمهم،وأدخلتم كلامهم في غير مقصده،ثم طعنتم في رواية الملايين من قراء المسلمين على مر العصور وادعيتم عليهم بأنهم لا ينطقون الضاد نطقاً صحيحاً فيجب عليهم في المقابل اتباعكم في نطقكم الذي هو والله عندي تحريف لكلام الله تعالى،وكأنكم حضرتم مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذتم عنه هذا النطق، وحاشا لرسول الله عليه الصلاة والسلام من ذلك 0ولم تكتف بذلك بل جعلت المرجع هو إلى الكتب أو إلى الشيوخ (غير العرب)؟؟؟

الجواب: التحاكم يكون إلى نصوص أئمّنتا الذين نقلوا لنا هذا العلم والنصّ لا يتغيّر مهما طال الزمن فالعلم فطنة ودراية أكثر منه سماعاً ورواية، وتدري جيّداً من قال هذا الكلام، فالحقّ ما وافق النصّ لأنّ النصّ يعبّر عن الكيفية التي تلقاها القدامى بأسانيدهم والذين كانوا أقرب الناس بالقرون المشهود لها بالخيرية، فالعبرة بالنصّ بعض النظر عن القائل في كونه عربيّ أم أعجميّ. أمّا قول القائل:

من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة يك من الزيغ والتصحيف في حرم ومن يكن آخذا للعلم عن صحف فعلمه عند أهل العلم كالعدم. قالجواب: كيف تلقّى القدامى الضاد؟ فإن تلقوها رخوة تشبه الظاء كما وصفوها فيكون قول الشاعر تأكيداً لذلك. وأمّا إن تلقوها كما نسمعها الآن فلماذا نصّوا على خلاف ما تلقوه؟


قولك: "10 - موضوع التحريرات:
قلت يا أخي هنا كلاماً كثيراً جزم أنك (تسرعت) فيه ولم تراجعه ‘ولكن سأركز على ما أري أن الخلاف معك فيه جوهري وليس لفظياً:
1 - قلت:" كيف تخالف جميع القراء " أولا أثبت لي صحة هذا الإدعاء وهو أن (جميع القراء) قالوا بالتحريرات 0
يا أخي هذا الكلام يقال لمن ليس له اطلاع على كتب القراءات ولم يسبر غورها ويسبح في بحرها بل في أعماق محيطها، هذا هو الذي يمكن أن يلبس عليه بمثل هذا الكلام – سهواً أو خطأً- فكل من له أدنى معرفة بلغة العرب يفهم من كلمة (جميع) كل من يصلح عليه إطلاق ذلك الوصف في كل زمان وكل مكان،فهل هذا كذلك؟؟
وأيضاً أثبت لنا أن علماء القراءات قبل أن يضع ابن الجزري كتابه (النشر)
وقلت:"العمل بالتحريرات هو الذي كان عليه العمل منذ القديم " وهنا أسأل: ما تحديد هذا القدم؟ فإنه يصدق على 1427 سنة كما يصدق على50 سنة وما بينهما وما تحتهما 0
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير