وقلت:"لا يعرف عند القراء توسط البدل مع الفتح في ذوات الياء في رواية ورش من طريق الأزرق"وهذا لم أر أحداً سبقك إليه،وكان الصواب أن تقول: لايقرأ لورش بذلك " وهذه هي عبارة المحررين عدم تجويزهم القراءة لا عدم معرفتهم،وإلا من أين جاء بها الشاطبي وغيره 0
وقلت:"ولا بالهمز والإدغام الكبير للسوسي عن أبي عمرو " وهذا كسابقه،فالوجه معروف والممنوع عند أهل التحريرات هو القراءة به لا المعرفة0
وقلت:"لم يرخص أحد من أهل الأداء الخلط بين الروايات والطرق 00الخ" هذا التعميم خطأ،بل ابن الجزري نفسه قال به ضمناً عندما قال "نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الروايات من وجه تساوي العلماء بالعوام لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام إذ كل من عند الله 00النشر:1/ 19
وقلت:"نافع وعاصم لم يقرآ بذلك " السبب ليس ما ذكرته،بل لأنهما ما قرآ على شيوخهما به،وليس لأن ذلك لم يتواتر عندهما، لأن التواتر لم يكن في ذلك الوقت معلوما ً بل هو مصطلح مستحدث بعدهما،ولأن القراءة عندهما وغيرهما سنة متبعة 0
2 - وقلت:" اتباعاً لمنهج السلف ":
أقول: هذا المصطلح (منهج السلف) ليس من مصطلحات القراءات ولا كتبها؛فإقحامها هنا لا وجه له البتة لما قد يوحي للقارىء أن الخلاف إنما هو بين السلف ومن هو ليس على منهج السلف،فهذا مصطلح (كلامي) (عقدي) له دلالات خطيرة من أهمها (تصنيف) الناس و (تحجير) الآراء،وفوق ذلك كله (تزكية) النفس،فليس في كتب القراءات قديمها وحديثها (منهج السلف) ولا (منهج أهل السنة والجماعة) ولا (منهج المخالفين) ولا غير ذلك،وإن وجدت فإنما هي دخيل ممن لا علاقة له بالقراءات وكتبها،فيا حبذا المحافظة على المصطلحات العلمية الخاصة بكل علم
ثم: من المراد بالسلف؟
الذي أعرفه ومتيقن منه أن السلف هو: النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته،ومن بعد ذلك فكل بحسب قربه وبعده عنهم،وعلى ذلك:إيت بنص واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من الصحابة أنه قال بالتحريرات،بمعنى أنه منع وجهاً لوجه أو بنى وجهاً لوجه، ثم نتنزل إلى القراء العشرة ونأخذ ورشاً كمثال ونقول: إيت بنص عن ورش أنه منع من تقليل ذات الياء على وجه قصر البدل، ثم نتنزل قليلاً أيضاً إلى علماء القراءات قبل ابن الجزري ونقول:إيت بنص عن ابن مجاهد أو الداني أو مكي أو غيرهم منع وجهاً لوجه 0
يا أخي الكلام في التحريرات يحتاج إلى نفس طويل وبحث قائم على الاستقراء لا على التقليد والتسليم المطلق (لاجتهاد) الشيوخ، ورحم الله من قال: "العلماء مصدقون فيما ينقلون،مبحوث معهم فيما قالوه باجتهادهم
3 - قلت:الخلاف في التحريرات يدور بين مذهبين 00الخ " ألا ترى أنكم حجرتم واسعاً عندما جعلتم الاعتماد إنما هو على رجل واحد وكتاب واحد، وهذا بسطه يحتاج إلى (تحرير)
4 - أما طلبك بنقل كلام الشيخ القاضي فيكفى الآن أن أحيلك على كتابه في التحريرات لعدم وجوده الآن عندي،وهو قد ألفه بعد البدور الزاهرة دون شك 0
هذا يا أخي ما أحببت قوله بعد أن فكرت أولاً بعدم الرد محافظة على الوقت،لأن ما أذهب إليه في المسألتين: الضاد والتحريرات وضحته جلياً،ولم تأت حفظك الله بدليل علمي ينقض ذلك،كما أني قد أكون لم آت بدليل علمي على رأيك ينقض ما تقول ولكن:
عباراتنا شتى وحسنك واحد وكل إلى ذاك الجمال يشير
والله من وراء القصد"
الجواب: ليس لي نفس طويل في هذه المسائل ولكنّي سأنقل لك أقوال من له نفس طويل في ذلك وهو الشيخ الذي استدلت به في مسألة الضاد.
قال الشيخ عبد الرازق إبراهيم موسى تحت عنوان " تعريف الاختيار ": الاختيار في القراءات هو اختيار بعض المرويّ دون بعض عند الإقراء والتلقي لأنّ كلّ قارئ من الأئمة وغيرهم، يأخذ الأحرف القرءانية من عدد من الشيوخ ويحاول قدر جهده أن يتلقى على أكبر عدد منهم، فصاروا يجوبون الأقطار بحثاً عن النقلة الضابطين لكتلب الله يأخذون عنهم، ويتلقّون منهم ولكن القارئ إذا أراد أن يقرئ غيره من الطلاب فإنّه لا يُقرئه بكلّ ما سمع، بل هو يختار من مسموعاته فيُقرئ به ويترك بعضاً آخر فلا يُقرئ به.
¥