ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[10 Jun 2006, 01:09 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
أخي الشيخ عمار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النصّ الذي ذكرهم وهو " لولا الإطباق لكانت الطاء دالاً "
أتسائل: هل يمكن ردّ جميع ما هو عليه القراء اليوم في النطق بحرف الطاء ووصفها بالهمس والقطع بأنّ الطاء ماهي إلاّ الضاد الجديدة النطعية على أساس النصّ المذكور؟
أقول لا يمكن أن نقطع بذلك على أساس نصّ قد يحتمل من جهة ويعارض نصوصاً من جهة وهو لا يوافق الملموس من الناحية التطبقية للنطق بحرف الطاء الحالي.
أولاً: الطاء المنطوق بها اليوم ليست مهموسة لعدّة أسباب:
1 – لا يجري معها النفس كما هو الحال في حروف الهمس الأخرى.
2 – قوّة الاعتماد على المخرج عند النطق بها وهو ينافي الهمس.
3 – صوتها انفجاري أي يخرج بعد انحباس الصوت والنفس فتخرج بنبرة قوية وهذا ينافي الهمس.
4 – الهمس معناه الخفاء كما قال تعالى {فلا تسمع إلاّ همساً} أي فلا تسمع إلاّ صوتا خفيا، فهل هو كذلك في الطاء الحالية.
5 – لم يوافق على هذا القول واحد من العلماء الكبار الذين يشار إليهم بالبنان من إهل الإقراء.
ثانياً: لا بدّ من نص صريح يثبت التشابه بين الطاء والدال كما هو الحال بين الصاد والسين وبين الظاء والذال فالفرق بين حرفي الجنسين هو الإطباق زيادة على ذلك التشابه الملموس والمنصوص عليه، بخلاف بين الطاء والدال فلم أجد فيما اطلعت عليه ما يدلّ صراحة على التشابه بين الحرفين بل كلام صاحب الرعاية صريح في افتراقهما سمعاً.
ثالثاً: التقارب بين الحرفين في المخرج والصفات لا يستلزم التشابه بينهما. فلولا الهمس في الخاء لكانت غيناً ولم يشتبها في السمع ولولا المخرج لاتفقت الحاء والثاء والفاء في السمع، وعلى هذا فاتقارب لا يستلزم المشابهة، إذن فالنصّ الذي يستدل به علماء الأصوات لا يدل على التشابه بين الطاء والدال وليس هناك نص يقوي تلك النظرية. إذن فالنص ظنّي وليس قطعي لأنّه يحتمل. فبالله عليه كيف تردّ ما هوعليه القراء اليوم من غير خلاف وتردّ النصوص التي تثبت التشابه بين الطاء والتاء بنصّ ظنّي يحتمل؟
قد قلتم: " فانظر رعاكَ الله كم يلزمنا أن نلغيَ من الصفاتِ لنجعل الطاء تاءً أو التاء طاءً؟ وكم يلزمنا أن نلغي من الصفات لنجعل الطاء دالا أو الدال طاءً؟ وانظر بعد الإجابة وفقك الله أيهما أقرب إلى الطاء .. الدال أم التاء؟ "
الجواب: " هذا كلام نظريّ نحن نريد نصاً يثبت التشابه بين الطاء والدال وقد ذكرتُ أنّ التقارب لا يستلزم التشابه ثمّ ماذا تفعل بالنصوص التي صرحت على التشابه بين الطاء والتاء أليس الأولى الجمع بين كلّ هذه النصوص ونأخذ بالصريح منها وما لا احتمال فيه والمؤيّد لما عليه القراء اليوم.
وقولكم:" كل النصوص التي نقلتها عن أئمة هذا الفن بخصوص الطاء والتاء المتجاورتين تدخل تحت ما يسمّى بـ: تخليص الحروف، ولم يقصدوا بتنبيهاتهم تلك ما فهمتَه أنتَ بارك الله فيك. والدليل هو ما ذكرته لك أعلاه. "
الجواب: ألا يدلّ لفظ التخليص على التشابه كما قال بن الجزري " وخلّص انفتاح محذوراً عسى ...... خوف اجتباهه بمحظوراً عصى " أو كما قال رحمه الله تعالى. ألم يستعمل القدامى لفظ التخليص في كل ما هو مشوب ومشتبه؟ ألا يدل هذا على التشابه بين الطاء والتاء وبالتالي إثبات صحة الطاء المنطوق بها اليوم.
أكتفى بما ذكرت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[11 Jun 2006, 09:05 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم / محمد يحيى شريف، حياكم الله وشكرا لكم على ردكم المبارك.
قلتم: " هل يمكن ردّ جميع ما هو عليه القراء اليوم في النطق بحرف الطاء ووصفها بالهمس والقطع بأنّ الطاء ماهي إلاّ الضاد الجديدة النطعية على أساس النصّ المذكور؟ " اهـ
أخي الكريم .. نقاشي معكم بارك الله فيكم لا يعني أنني أتفق مع نظرية علماء الأصوات في جميع جزئياتها، وجوابا عن سؤالك أقول: الهمس (كما وصفه علماء العربية والتجويد) لا ينطبق على الطاء المقروء بها اليوم كما تفضلتم، وبهذا قرأتُ على مشايخي وما زلتُ أقرأ.
¥