تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ستقولُ لي: التقارب لا يدل على التشابه في السمع ووو .. ! وكان مما قلتَ:"فلولا الهمس في الخاء لكانت غيناً ولم يشتبها في السمع "

من أين لكم هذا؟ قال الإمام مكي: " فإذا لم تبيّن الغين بيانا متمكّنا صارت خاءً أو قربت من ذلك .. "اهـ (1) ألا يدل هذا على تشابه الصوتين؟! دعك الآن من الغين والخاء.

يا أخي الفاضل .. نحن نتكلم عن حرفين اتحدا في المخرج واتفقا كذلك في صفات كثيرة، إذا لم يكن هذا تشابها في السمع فماذا يكون؟

ماذا يعنون بقولهم " الدال هي الأقرب"يعني أنّ الدال بصفاتها أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء، أليس كذلك؟ بلى.

هل هو قرب حسيّ؟!! لا، لأن المخرج واحد.

هل هو قربٌ في الشّكل (الرسم)؟!!

القرب هنا بمعنى:"قرب اللفظ" أي: تشابه الصوتين يا أخي الفاضل. بمعنى أنهم لم ينكروا التشابه بين الطاء والتاء لكنهم أثبتوا أن الدال أشد شبها بها.

ولن أقول لك ما قلتَ لي - غفر الله لك - " هل فهمت؟!! " بل أقول: "هل زال الإشكال عندكم؟ "

ثالثا: لا أدري لماذا قلتَ في بداية حديثك: "أقول لولا إطباق الطاء في {بسطت}

و {أحطت} ونحوهما لكانت تاءاً في السمع "اهـ؟!

لماذا لم تقل:ولولا الإطباق والجهر اللذان في الطاء لكانت تاءً في السّمع؟!! ولعله سبق قلم.

رابعا: سألخص لكم أدلتكم التي تتمسكون بها ثم أرد عليها واحدا تلو الآخر:

أ) النصوص التي تؤكد على إظهار لفظ التاء على حقها من اللفظ وإلا قرب لفظها من لفظ الطاء.

الجواب: لا تعارض بين هذه النصوص وما نقلتُه لكم من نصوص أخرى إلا عندكم - بارك الله فيكم -! كيف نجمع بين هذه النصوص؟

نجمعها بقول الإمام مكي " فالدال أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء ".

فأين التّعارض؟

يا أخي أنت تحاول إثبات أمر لا ينكره أحد .. فلماذا تتعبون أنفسكم؟ أنت تحاول إثبات التشابه بين الطاء والتاء وكأن علماء التجويد قد فاتهم ما تقول! التاء والطاء متشابهتان في اللفظ لكن الدال هي الأقرب (لفظا) وهذا ليس كلامي بل كلام العلماء الأوائل.

ولذا فالنّصوص التي تنقلها لا تأتي بجديد في هذه القضية.

ب) تقول:"إن أصل الطاء تاء" وكذلك "وما ذنبي أن قال العلماء أنّ التاء هي أصل الطاء وألحّوا على التمييز بينهما في السمع"اهـ.

أقول: هذا عجيب! عندما نقلتُ لك قول الإمام مكي في تعقيبي رقم {3} في النقطة الرابعة، قلتَ لي: "بالله عليك إن كانت الطاء الصحيحة ما هي إلاّ الضاد الجديدة فما العلاقة بين الطاء القديمة أي الضاد الجديدة وبين ما نقلتَه من كلام مكيّ ابن أبي طالب القيسي رحمه الله تعالى؟ هل هناك تناسب؟ أريد جواباً."اهـ

لم أنقل هذا الكلام لأبرهن لك أنّ الطاء العربية القديمة ما هي إلا الضاد الجديدة! يا أخي - غفر الله لك -لماذا تقولني ما لا أقول؟!!

نقلتُ هذا الكلام لأن فيه جوابا لما اختلط عليك! ألم تقل أنتَ في بداية حديثك:" قال مكي بن أبي طالب القيسي (ت437) في كتابه الرعاية ص 198،199 طبعة دار عمان:" ويجب أن يبيّن الطاء إذا وقعت بعد صادٍ أو ضادٍ لأنّها لا تكون إلاّ مبدلة من تاء زائدة، وليس بأصلٍ فيُخافُ عليها أن يميل اللسان إلى أصلها وهو التاء. فبيانها هناك لازمٌ وذلك نحو {فمن اضطرّ}، أصله {اضترّ} من الضرر على وزن افتعلّ ثمّ أبدلوا من التاء طاءاً لمؤاخاتها للضاد في الإطباق والاستعلاء والجهر ولبعد التاء من الضاد وضعفها، لأنّ التاء حرف مهموس فيه ضعف فقُرِنَ بالضاد حرفٌ قويّ مثلها وهو الطاء،

فأبدلت من التاء. وكذلك: أصطفى أصله اصتفى من الصفوة على وزن افتعل ثمّ فُعِلَ بالتاء مع الصاد مثلُ ما فُعِلَ بها مع الضاد لأنّ الصاد أيضاً من حروف الإطباق والاستعلاء فيجب أن يبيّن الطاءُ في هذا كلّه إذ هي بدلٌ من التاء ويظهر الإطباق لئلاً يذهب اللفظ نحو التاء التي هي الأصل."

أقول -أي محمد يحيى-: هذا يدلّ على تشابه الطاء بالتاء وتقاربهما. "اهـ

أنت تتمسك بهذا لأنك تظن أنه يصلح لأن يكون دليلا على أن التاء هي الأقرب (لفظا) إلى الطاء من الدال!

ثم أنت الذي أصدرتَ -بارك الله فيك- قاعدة لغوية جديدة تقول "إن التاء هي أصل الطاء"

هكذا من غير تقييد ولا توضيح!!

يا أخي الفاضل .. الإبدال هو:جعل حرف مكان حرف آخر في الكلمة.

والإبدال له أنواع كثيرة، والنص الذي نقلتَه عن الإمام مكي يتعلّق بما يسمّى بـ"الإبدال الصّرفي"ويقع هذا النوع من الإبدال في حروف معينة يجمعها قولك:"طال يوم أنجدته".ونحن هنا نتحدّث عن إبدال تاء الافتعال طاءً، بمعنى:

أنه إذا وقعت فاء الفعل الثلاثيّ حرفا من حروف الإطباق وهي:"الصاد، والضاد، والطاء، والظاء"تبدل العربُ تاء "افتعل"طاءً.

مثال:اضطر =أصلها: اضترّ (افْتَعَلَ) = (واضتر) أصلها: ضرّ =فَعَل .. فالضاد هي فاء الفعل ولذلك انطبقت عليها القاعدة وقلبتْ تاء "افتعل"طاءً.

هل تعلم أنّ أصل "ازدجر"=ازتجر؟! هل ستأتي بقاعدة جديدة تقول "إن التاء هي أصل الدال"!!

أرجو أن تراجعوا كتب الصّرف بارك الله فيكم.

خامسا:هل تعرف لماذا ناقشتك من البداية يا أخي الشيخ؟ لأني أردتُ أن أوضح لك أنّ النصوص التي تستدلّ بها لا تصلح ولن تصلح أن تكون دليلا على أن التاء هي الأقربُ (صوتا) إلى الطاء، ولم يكن غرضي الانتصار لنظرية علماء الصوت أو الدّفاع عنهم.


(1) الرعاية:ص170
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير