تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[13 Jun 2006, 02:18 ص]ـ

ولعلي أضيف سابعا:

قلتم: "قولكم -أي العبد الفقير عمار الخطيب-: " خامسا: كنتُ أتمنّى لو لم تقل هذا الكلام "كيف تجتمع الأمّة على خطأ وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه من التغيير ويدخل في ذلك تغيير النطق؟ "اهـ

أخي الكريم .. لماذا ندخل حفظ الله لكتابه في مثل هذه المسائل؟! هل تريد أن تفتح أبوابا لمن يريد أن يطعن في كتاب الله؟!

الجواب: "هذه حيدة عن الجواب."اهـ

أخي الفاضل .. هذا ليس جوابا بل نصيحة أحببتُ أن أسديها لأخي، ولماذا تسألني وأنا العبد الفقير لستُ ممن يقولون بأن الطاء المقروء بها اليوم حرف مهموس!

الأحرى بك أن تتوجه بهذا السؤال -إن كنتَ تعتبره دليلا-لمن يقول بهمس الطاء، ولن أجيبَ عليه فليس هذا ما أناقشكم فيه. وأرجو أن تراجع ما قلتُه في النقطة الخامسة.

أرجو أن ينحصر النقاش في الأدلة التي تتمسّكون بها، وفي قول سيبويه ومن حذا حذوه، ثم بعد ذلك ننتقل لنقاط أخرى إن شاء الله.

وشكرا لكم.

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[13 Jun 2006, 02:28 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم

أخي الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

لا أريد أن أخوض أكثر مما خضنا فيه لأننا ندور في حلقة لا مخرج منها.

تلقيت القرءان الكريم عن المشايخ بالسند المتصل إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام وتلقيت حرف الطاء كما تلقاها مشايخنا وجميع القراء في كلّ الأقطار من غير نكيرٍ منهم ولا شكّ أنهم لا يجتمعون على خطأ فأهل الحق لا ينعدمون وإن كانوا قلّة قليلة لقوله عليه الصلاة والسلام " لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحق لا يضرّهم من خذلهم " وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه حيث قال جلّ في علاه {إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظن} ولا شكّ أنّ القرءان يحفظه الله تعالى بأهله – أي بأهل القرءان - الذين حفظوه تلقوه دراية ورواية كما كان وكما هو الحال وكما سيكون إن شاء الله تعالى، فأهل الحديث هم الذين حفظوا لنا الحديث بفضل الله تعالى وهذا يقال في جميع العلوم الشرعية. فصيانة الشيء لا تكون إلاّ بأهل ذلك الشيء لأنّهم أعلم به من غيرهم لطول ممارستهم له رواية ودراية.

ويكفي في هذا أنّ ما قاله علماء الأصوات لم يقله واحدٌ من علماء الإقراء قاطبة الذين يعتقدون جميعاً أنّ الطاء المنطوق بها اليوم ليست مهموسة لأنّ شروط الهمس لم تتوفّر فيها. وما ذكره علماء الأصوات في كون أنّ الطاء الصحيحة ما هي إلاّ الضاد الجديدة مخالف للمُتلقّى بالسند ولا يتناسب ما ما ذكره القدامى في العلاقة الخاصّة بين الطاء والتاء إذ الإبدال شيء وكون التاء أصل الطاء أمرٌ لا يستهان به إذ الأشياء تشتبه بأصولها لذلك ألحّ العلماء على تخليص التاء وتمييزه عن الطاء للقرب الشديد بينهما هذا الأمر لا بدّ أن يؤخذ بعين الاعتبار قبل الحكم على النطق الحالي بحرف الطاء.

أعترفُ أنّ ما تأوّله علماء الأصوات من نصّ سيبويه مشكل لا بدّ من البحث فيه لنخرج إلى حلّ يتفق عليه الجميع. ولاكنّي أقول: هل من الحكمة والحلم التخلّص من مشكل لخلق مشكلة أكبر وأعظم وهو القطع، أعيد وأقول القطع بأنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة؟ أهذا كلام يُعقل؟ أقول هناك كفّتان:

كفّة تقول أنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة ودليلهم كلام سيبويه وقرب الطاء من الدال.

وفي الكفّة الثانية ردّ هذا القول بأدلّة وهي:

- الطاء الحالية تخرج بانحباس النفس لقوّة الاعتماد على المخرج وبالتالي فليست مهموسة

- تعريف الهمس لا يتناسب مع وصفهم للطاء الحالية

- مخالفة أهل الإقراء جميعاً

- عدم حفظ الله تعالى لكتابه من التغيير في النطق وأعوذ بالله من هذا القول

- اجتماع الأمّة على خطأ في النطق بحرف من حروف القرءان وما قام به القدامى من الجهود هو لأجل تفادي ذلك.

- وصفهم للطاء بأنّها بمثابة الضاد الجديدة لا يتناسب مع التقارب بين الطاء والتاء وكون التاء هي أصل الطاء للفرق الشاسع في النطق بين الضاد الجديدة والتاء.

- الطاء المنطوق بها اليوم توافق مخرج الحرف وجميع الصفات التي ذكرها القدامى من استعلاء وإطباق وشدّة وجهر وقلقلة.

أقول: أبالكفّة الأولى يسوغ لعلماء الأصوات ردّ ما عليه القراء جميعاً وقطعهم أقول وقطعهم بأنّ الطاء مهموسة بهذه السهولة؟ لماذا تطالبني يا أخي الكريم أن أجد لك حلاً لكفّتهم ولا تطالب علماء الأصوات أن يجدوا حلاً للكفّة الثانية.

لماذا تسرّع علماء الأصوات في ذلك على أساس نصٍ واحد وأهملوا الجوانب الأخرى؟ لماذا تسرّع علماء الأصوات في حلّ مشكلة بدون دراسة ما يترتّب على ذلك من المفاسد والمشاكل الأخرى؟

كان بإمكانهم أن يذكروا ذلك على سبيل الاستشكال أو الاحتمال، لكن القطع بهذه السهولة التامة أمرٌ عجيب. وللأسف فقد أنحاز إلى هذا القول بعض المشايخ وإن لم يكونوا من الكبار بل أصبح بعضهم يعتقد بطلان الطاء التي يقرأ بها وأصبح يردّ نصوص القدامى بدليل أننا خالفنا النصوص في مسألة الطاء فما الذي يمنعنا من مخافة النصوص في المسائل الأخرى كالمسألة الضاد وغيرها ولو فتحنا هذا الباب فإننا فتحنا شراً لا يمكن استدراكه إلاّ أن يشاء الله تعالى.

والذي حملني على نشر هذا الردّ لما رأيت من انحياز بعض القراء إلى هذا القول واعتقادهم أنّ الطاء التي ينطقونها مهموسةً، فكلام علماء الأصوات لا شكّ أنّه مفيد ولكن لا يقدّم قولهم على أهل الإقراء خاصّة في المسائل المتشابهة التي تكثر فيها الاحتمالات فضلاً فيما خالف التلقي من أفواه المشايخ.

والخلاصة هو أنّ ما يستدلّ به علماء الأصوات لا يكفي في ردّ ما عليه القراء اليوم بل المسألة تحتاج إلى نظر وعدّم التسرّع من طرفهم أمّا أهل الأداء فلا لوم عليهم ولله الحمد لأنّهم تلقّوها هذه الطاء عن مشايخهم على وفق ما ذكره القدامى من مخرج وصفات وهذا النطق ليس مهموساً البتة لأنّه لا يوافق شروط الهمس التي وضعها العلماء.

هذا ما أردتّ قوله باختصار وأرجوا أن يتدخل مشايخنا من أهل الإقراء لتعمّ الفائدة وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

محمد يحيى شريف الجزائري

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير