8 - قلت:"ولا يعرف إنكار هذه التحريرات من أناس عرفوا قدر هذا العلم 000"جوابه:ولا يعرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أئمة القراءات السابقين المبالغة في التحريرات وادعاء أن من لم يأخذ بها يكون قارئاً لما لم ينزل، ولا يعرف عن أحد أنه يجيز أخذ القراءة من الكتب وأن يتعدى ما قرأ به على شيوخه،ولا يعرف 000الخ
9 - أما قولك:" حتى نهدم ما سهر عليه المحققون ونجعله هباء منثوراً" جوابه: أما وسع هؤلاء المحققين ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم ووسع أئمة القراءات من التيسير على الأمة وعدم القراءة والإقراء بما يقتضيه الضرب الحسابي حتى رأينا في كتب القراءات كأنك تقرأ كتاباً في الرياضيات،ومن لم يصدق فلينظر أي كتاب من الكتب التي في (تحريرات الطيبة) 0
10 - يا أخي: والله الذي لا إله غيره إني لا أنكر ولا أطعن على من قرأ القراءات وتحريراتها بسند متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولكني أنكر هذا الموجود الآن وهو أن يأتي شخص ويأخذ سنداً على شيخه ثم يتولى الإقراء ويتعدى ما قرأ على شيخه ويأخذ بقرىء بما يجده في الكتب وهو لم يأخذه بالتلقي،ويا ليته إذ فعل هذا التزم به لنفسه ولكنه أخذ يلزم به الناس ويدافع عنه،وهنا أسأل سؤالاً لكل أحد ممن يهتم بالتحريرات:
هذه الأوجه التي أجازها الشيخ الأزميري والمتولي هل قرآ بها على شيوخهما، أم أن اجتهادهما أداهما إليها؟ فإن كان الأول – وليس هو كذلك – فلماذا يلزمان الأمة بأوجه ربما بعض الأمة لم يقرأ بها؟ وإن كان الثاني فكيف يلزمان الأمة باجتهادهما؟ مع علمي أن الشيخين رحمهما الله تعالى لم يلزما الأمة بشيء من ذلك 0
11 - وقلت:" لو قمنا بجمع جمع الأمة 000الخ فالجواب:
اجمع جميع المشايخ واسألهم:
1 - إذا رأينا من يجيز حكماً لعلة ما وفي موضع آخر يمنعه مع وجود نفس العلة،ما ذا تسمون هذا؟
2 - كيف نجمع بين اختلافات المشايخ في المسألة الواحدة فما يجيزه فلان يمنعه فلان 0
12 - وقلت:" قال المتولي أنا أزميريون 000الخ،والجواب:
كلامنا ليس في فضل ومكانة هؤلاء العلماء كلامنا في عملهم هذا هل يناقض الأصول الأولية في هذا العلم أم لا؟
وأيضاً: ما ذا نفعل بهذه الاستدراكات العلمية الوجيهة التي استدركها طالبان من كلية القرآن الكريم في تحقيقهما لكتاب الأزميري – والحق معهما لاشك في ذلك -؟ أفكلما جاءنا من هو أنشط واستدرك نأخذ باستدراكاته وتصحيحاته ثم نقول إنه متواتر ونهاجم من يبين بطلانه؟ مذهبكم يقول هذا؟
13 - أما قولك:" بخلاف من درسه دراسة سطحية000الخ فجوابه:
هذا كلام من لا يملك من الدليل على نقض هذا الآضطراب إلا بالتغني على الأطلال، فالعلم يا أخي فتح من الله تعالى يعطيه لمن شاء من عباده،وحاشا أن أكون أعني نفسي بهذا،ولكن المسائل العلمية لا يجاوب عنها بمكانة الشيوخ،ربما يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر، كان الأولى أن تنقض ما أثير بالدليل وتترك الشيخ المتولي والضباع رحمهما الله تعالى لما قدما،فقد أديا ما عليهما وخدما كتاب الله تعالى بما قد لا يتوفر لغيرهما، ولكن العلم لم يمت بموتهما،نسأل الله تعالى أن يعفو عنا وعنهما ويجمعنا معهما في بحبوحة جنته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل من مات وهو يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله 0
14 - وأما قولك:" فإن اعتماد الشيخ على هؤلاء الأفذاذ في مسألة الضاد من جهة ويضرب أقوالهم عرض الحائط في منهجهم للتحريرات فهو عين الاضطراب " أقول:
وما ذا تسمي من يعرض عن أقوالهم في دفاعهم عن كتاب الله تعالى من أن يتطرق إليه التحريف بقراءة حرف مكان حرف ويقدم عليهم قولا 000ثم يتبعهم في مسألة مهما قيل فيها فهي أخف من ذلك بكثير وبينهما ما بين الأصول والفروع؟
واعلم يا أخي أن نظرتي للشيوخ ليست نظرتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‘فهو وحده المعصوم عندي لا أحد غيره،ويرحم الله الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الأزرق (ت 896) عندما قال:" ومخالفة التلميذ الشيخ في بعض المسائل إذا كان لها وجه وعليها دليل قائم يقبله غير الشيخ من العلماء ليس من سوء أدب التلميذ مع الشيخ،ولكن مع ملازمة التوقير الدائم والإجلال الملائم، فقد خالف ابن عباس عمر وعلياً وزيد بن ثابت رضي الله تعالى عنهم وكان قد أخذ عنهم،وخالف كثير من التابعين بعض الصحابة،وإنما أخذوا العلم عنهم،وخالف مالك كثيرا ًمن أشياخه،وخالف الشافعي وابن القاسم وأشهب مالكاً في كثير من المسائل،وكان مالك أكبر أساتيذ الشافعي،وقال: لا أحد أمنّ علي من مالك،وكاد كل من أخذ العلم أن يخالفه بعض تلامذته في عدة مسائل،ولم يزل ذلك دأب التلاميذ مع الأساتيذ إلى يومنا هذا،وقال: وشاهدنا ذلك في أشياخنا مع أشياخهم رحمهم الله تعالى،قال: ولا ينبغي للشيخ أن يتبرم من هذه المخالفة إذا كانت على الوجه الذي وصفناه 0انتهى كلامه رحمه الله تعالى ونقلته مع طوله لنفاسته ولاحتياجي قبل غيرى لتعلمه وتعليمه 0
وإن عدتم عدنا،والله من وراء القصد0
¥