تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا كلام من لا يملك من الدليل على نقض هذا الآضطراب إلا بالتغني على الأطلال، فالعلم يا أخي فتح من الله تعالى يعطيه لمن شاء من عباده،وحاشا أن أكون أعني نفسي بهذا،ولكن المسائل العلمية لا يجاوب عنها بمكانة الشيوخ،ربما يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر، كان الأولى أن تنقض ما أثير بالدليل وتترك الشيخ المتولي والضباع رحمهما الله تعالى لما قدما،فقد أديا ما عليهما وخدما كتاب الله تعالى بما قد لا يتوفر لغيرهما، ولكن العلم لم يمت بموتهما،نسأل الله تعالى أن يعفو عنا وعنهما ويجمعنا معهما في بحبوحة جنته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل من مات وهو يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله 0"

الجواب: هل يعني الله فتح عليك ما لم يفتح على الشيخ الضباع والمتولي؟ أتقارن نفسك بهما؟ أتعي ما تقول؟ أنك خالفت جميع القراء قاطبة ممن لهم سند في القراءات. أهناك سند في القراءات بغير التحريرات؟ أم تريد أن تخترع لنا طريقة في جمع القراءات؟ ما هي هذه الطريقة؟ نريد أن نتعلّمها منك؟ حتّى الآخذين بظاهر كلام النشر يقرءون بالتحريرات فقد منع المنصوري الذي يأخذ بظاهر كلام النشر وجه ترقيق لام {فصالا} على قصر البدل لورش وهو المذهب الذي كان عليه المتوليّ أوّلاً. فكلا المذهبين أمّا مذهب المنصوري وأتباعه وإمّا مذهب الأزميري وأتباعه يأخذون بالتحريرات ولهم مؤلّفات في ذلك. والأدهى من ذلك أنّك تنكر التحريرات جميعها وخالفت سائر المحررين والعلماء. لا حول ولا قوّة إلاّ بالله.

قولكم: "14 - وأما قولك:" فإن اعتماد الشيخ على هؤلاء الأفذاذ في مسألة الضاد من جهة ويضرب أقوالهم عرض الحائط في منهجهم للتحريرات فهو عين الاضطراب " أقول:

وما ذا تسمي من يعرض عن أقوالهم في دفاعهم عن كتاب الله تعالى من أن يتطرق إليه التحريف بقراءة حرف مكان حرف ويقدم عليهم قولا 000ثم يتبعهم في مسألة مهما قيل فيها فهي أخف من ذلك بكثير وبينهما ما بين الأصول والفروع؟

واعلم يا أخي أن نظرتي للشيوخ ليست نظرتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‘فهو وحده المعصوم عندي لا أحد غيره،ويرحم الله الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الأزرق (ت 896) عندما قال:" ومخالفة التلميذ الشيخ في بعض المسائل إذا كان لها وجه وعليها دليل قائم يقبله غير الشيخ من العلماء ليس من سوء أدب التلميذ مع الشيخ،ولكن مع ملازمة التوقير الدائم والإجلال الملائم، فقد خالف ابن عباس عمر وعلياً وزيد بن ثابت رضي الله تعالى عنهم وكان قد أخذ عنهم،وخالف كثير من التابعين بعض الصحابة،وإنما أخذوا العلم عنهم،وخالف مالك كثيرا ًمن أشياخه،وخالف الشافعي وابن القاسم وأشهب مالكاً في كثير من المسائل،وكان مالك أكبر أساتيذ الشافعي،وقال: لا أحد أمنّ علي من مالك،وكاد كل من أخذ العلم أن يخالفه بعض تلامذته في عدة مسائل،ولم يزل ذلك دأب التلاميذ مع الأساتيذ إلى يومنا هذا،وقال: وشاهدنا ذلك في أشياخنا مع أشياخهم رحمهم الله تعالى،قال: ولا ينبغي للشيخ أن يتبرم من هذه المخالفة إذا كانت على الوجه الذي وصفناه 0انتهى كلامه رحمه الله تعالى ونقلته مع طوله لنفاسته ولاحتياجي قبل غيرى لتعلمه وتعليمه 0

وإن عدتم عدنا،والله من وراء القصد0"

الجواب: مخالفة التلميذ لشيخه لا شكّ أنّه غير معيب ولكن مخالفة جميع المشايخ المتصل سندهم بالنبيّ عليه الصلاة والسلام لاشكّ أنّه مذموم فالقرءان وصل إلينا بالعلماء الذين أخذوا بالتحريرات من جميع الأقطار وفي جميع القرون ما بعد عصر جمع وتدوين القراءات ومن وقف على كتب القدامى وقفة فحص وتمعّن يدرك ذلك إدراكاً. ومن استصعب علماً أنقص من قدره.

أمّا مسألة اجتماع البدل والذات فقلت:لكن قال المحررون: المقروء به من الشاطبية أربعة أوجه فقط وهي: قصر البدل وعليه فتح ذات الياء،وتوسط البدل عليه تقليل ذات الياء، ومد البدل عليه الوجهان في ذات الياء 0

وهنا قد يسأل سائل: وأين الاضطراب في المنهج الذي تدعيه؟

فيقال: هؤلاء جعلوا هذه الأوجه الأربعة المذكور مقروءاً بها من الشاطبية، وم يراعوا هنا " زيادات الشاطبي " على " التيسير " فلو استخرجنا المسألة من " التيسير " لوجدنا التالى:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير