وأكرر احترامي وتقديري للشيخ محمد يحي شريف الذي لمست فيه الغيرة على كتاب الله تعالى وقراءاته وعلماء القراءات،وقد – يعلم الله – استفدت منه أكثر مما أفدته، ولا أعتبر أنى أفدته إن كنت أفدته، فذلك تواضع منه،هذا وإني لا أعرف شخصه الكريم ولا يعرفني،ولكن العلم والنقاش العلمي هو أدق وأصح بطاقة تعريفية بين طلاب العلم الذي أرجو الله أن يجعلنا منهم 0
وأقول كلمة حق: إن هذه المسائل والإشكالات التي طرحتها عليه ليس هو أول من تطرح عليه،ولكنه أول من وجدت عنده العلم والاستعداد إلى نقاشها بالدليل وليس بالعاطفة،فو الله لا يزايد علي أحد في محبتي للعلماء وخاصة أهل القراءات 0
والله من وراء القصد 0
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[17 Jul 2006, 05:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الشيخ محمد يحي حفظه الله، شكر الله لك ردك وجزاك خيرا
قال ابن بليمة في التلخيص قال: {وأما همزة (آمن الرسول) و (ءامنهم من خوف) على قراءة نافع فإن بعض شيوخنا يشيرون بمدة يسيرة وبعضهم يمنعون، والقصر والله أعلم أصوب لعلة الفرق يسن الخبر والاستخبار} ص 26، وتطبيق ابن الجزري أنه عنى التوسط ج1/ 339، وما ذاك إلا لأن زميلي ابن بليمة عن شيوخه ابن الفحام والمعدل ما ذكرا غير المد، وأما القصر فاختيار ابن بليمة لا روايته.
وقال ابن بليمة {وقرأ ورش جميع ذلك بين اللفظين إلا ماكان من ذلك في سورة آواخر آياها (ها ألف) فإنه أخلص الفتح فيه، وهذا الذي لا يوجد غيره} ص 46، ومشى ابن الجزري رحمه الله على الفتح عن ابن بليمة ج2/ 48
لكن نص ابن بليمة واضح فأين الفتح؟
أخي الشيخ السالم حفظه الله، شكرالله لك وجزاك خيرا
الشاطبي رحمه الله لم يركب مذهباً.
فهو ترك تطبيق البدل والتقليل والفتح في ذوات الياء للمشافهة والتعليم، هذا ما ظهر لي، لأنه عند ذكر أحكام مد البدل مشى على ما ذكره الداني في جامعه.
وكذا فعل في أحكام ذوات الياء جرى على ما ذكره الداني في جامعه.
فلذلك أطلق الخلاف دون التعرض للجمع في الأحكام
ولو راجعنا جامع البيان وغيره لوضح لك جليا أن من قال بقصر البدل لم يذكر إلا الفتح ولم يكن مثل هذا ليغفل عنه مثل الشاطبي.
أما قول ابن الجزري أن الداني ركب مذهباً فراجع جامع البيان وتأمله هل تجد كلام ابن الجزري صحيحاً؟
ـ[الجكني]ــــــــ[17 Jul 2006, 09:22 م]ـ
أخي الشيخ عاصم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
ما اعتذرت به عن الشاطبي هو احتمال لا أجزم به، وما اعتذرتم أنتم به عنه أيضاً احتمال وجيه عندي خاصة وأنه فعل مثله في الإدغام الكبير 0
لكن الإشارة إلى عدم صحة كلام ابن الجزري عن الداني فغير واضحة عندي،خاصة وأن ابن الجزري يتكلم عن "التيسير " الذي هو من أصول " النشر " عكس "جامع البيان " الذي هو ليس من أصوله 0
ولكم تحياتي 0
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[18 Jul 2006, 01:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الشيخ السالم
كأني بك قد التبس عليك الأمر حين كتابتك للرد، فجامع البيان والتيسير كلاهما من أصول النشر، ومثلك أدرى بالنشر من غيره.
أما عن كلام ابن الجزري عن التيسير والمفردات وعن تركيب الداني فأردت حين أحلتك لجامع البيان أن تقرأ عبارة للداني التي توضح موقفه ورأيه من الموضوع كله.
فرأيه الواضح هناك يوضح المشكل الذي كلامه في التيسير والمفردات.
ـ[الجكني]ــــــــ[18 Jul 2006, 12:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ عاصم: عصمني الله وإياه من الزلل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
اعلم يا أخي وصديقي القديم الذي لي أكثر من عشر سنوات لم أكحل عيني بطلعته ورؤيته أني لم يلتبس علي الأمر ولم أَهِم، وما قلت الذي قلت إلا وأعرفه 0
عندما قلت "جامع البيان " ليس من أصول النشر،فهو كذلك، وهذه دقيقة من الدقائق الخفية في "النشر " والتي لا ينتبه إليها إلا من عاشر النشر وسهر معه وأخذ من تفكيره زمناً ليس بالقصير،حتى وصل إلى مرحلة يرى فيها ابن الجزري مناماً 0
يا سيدي:هنا خلط "منهجي " لم ينتبه إليه كثير من المعاصرين المختصين في القراءات خاصة الأكاديميين منهم،حيث حسبوا أن كل كتاب مذكور في النشر هو من "أصوله " وهذا الخلط سببه – والله أعلم – التأثر بمناهج البحث التي يدرسونها في الدراسات العليا في العلوم الأخرى التي علمتنا وعلمتهم أن "المصادر " يدخل فيها كل ما اعتمد عليه المؤلف لأي كتاب في تأليف كتابه حتى ولو أخذ منه سطراً واحداً أو معلومة واحدة،وهذا لا نناقشه الآن من حيث الدقة أو عدمها،وإنما سأتكلم - إن سمحت لي – عن "النشر "باختصار، فأقول وبالله التوفيق:
مصادر كتاب "النشر في القراءات العشر" نوعان:
الأول: عامة؛وهذه تدخل تحت المصطلح السابق ذكره،فتشمل كل كتاب اعتمد عليه ابن الجزري سواء صرح به أم لم يصرح، وهذا يدخل فيه "جامع البيان "و "المفردات " وكل الكتب التي في القراءات والحديث والتفسير والنحو واللغة 000الخ،وليست مرادة بالبحث عند أهل "التحريرات "
الثاني: خاصة؛ وهي المرادة هنا؛وهي التي قدمت أن المعاصرين غفلوا عنها،والمراد بهذه الخاصة هي:" الكتب التي استقى منها ابن الجزري طرقه حتى ولو كان طريقاً واحدة،وهذه هي الكتب الموجودة في قسم "الأسانيد " فقط،وهذا أيضاً هو مراد علماء "التحريرات " بأن الكتاب الفلاني ليس من أصوله أو من طرقه،وقولهم أن الكتاب الفلاني في قراءة فلان ليس من أصوله وطرقه 0
فقولي "ليس من أصوله " مرادي:"ليس من طرقه " يعني لم يذكره ابن الجزري في مبحث الطرق 0
والقضية تحتمل كلاماً أكثر لكن هذا بإيجاز 0
والله أعلم
¥