تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذا بحد ذاته شيء لا يدعو للاستغراب،بل هو شيء عادي 0

لكن الذي يدعو للاستغراب هو عندما نعرف أن الشيخ "رضوان " رحمه الله لم يقرأ على الإمام ابن الجزري رحمه الله إلا:"الفاتحة ومن بداية البقرة إلى قوله تعالى "المفلحون " بالقراءات العشر "وهذا قد صرح به الإمام السخاوي رحمه الله؛وهو تلميذ لرضوان 0 (الضوء اللامع:3/ 226)

والعجب أن الإمام ابن حجر رحمه الله في "معجمه " لم يذكر قراءته على ابن الجزري مع أنه صرح بأنه – رضوان – اعتنى بها وفاق فيها0

وكذا الشيخ ابن فهد في "معجم شيوخه " لم يذكر قراة رضوان على ابن الجزري عندما ذكر شيوخه في الإقراء بل جاء ذكر ابن الجزري عرضا 0

وعلى هذا:

كيف "يصح ط إسناد أحد طرقه " لم يقرأ القرآن "كاملاً " على الشيخ؟؟

ولا يفهم من هذا أننا "نطعن في "أسانيد الطيبة بل "النقد موجه إلى الأسانيد التي فيها "رضوان العقبى رحمه الله،وشتان ما بينهما 0

المسألة الثانية:

نلاحظ كثيرا من أهل القراءات؛وأهل "التحريرات خصوصاً – يهتمون كثيرا بالتوثيق من كتاب "شرح الطيبة " للإمام النويري رحمه الله،مع أنه والحق يقال- ليس بذاك الكتاب،نظراً لوجود النشر إذ هو في الحقيقة ليس إلا "صورة "منه وهذا رأي شخصي قد لا أوافق عليه،وقد لا يكون له أي اعتبار، لكن:

ما رأي المخالف في هذا الكلام الآتي:

"وتبع الأستاذ ُ في تعميمه الشيخ َ أبا القاسم محمد بن محمد النويري حيث مثّل في "شرح الطيبة " ب "لا خوف "،والحال أنه: لم يقرأ على ابن الجزري من "طريق الطيبة " إلا جزءاً من القرآن،ولا يوثق به ولا يعمل بما قاله،ولا ينتهي "سندنا " إليه كما ادعاه الأستاذ؛لأن شيخ الإسلام القاضي زكرياء الأنصاري لم يقرأ على هذا النويري،بل قرأ على العلامة المفتي الزاهد الورع الزين:طاهر بن محمد بن علي بن محمد بن عمر النويري المالكي شيخ القراء بالديار المصرية وعلى سائر المشايخ كما ذكر الجمال يوسف بن زكرياء الأنصاري0اهـ

وهذا الكلام الطويل "المهم " هو لإمام "التحريرات " و "المحررين الشيخ افزميري رحمه الله في بداية كتابه "بدائع البرهان "

والمسألتان مطروحتان للنقاش 0

والله من وراء القصد 0

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[10 Apr 2007, 12:30 م]ـ

الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

شيخنا العزيز جزاك الله خيراً على الإشكال الذي طرحت والذي يستحق أن يسسط الكلام فيه. وقد راودني هذا السؤال عدّة مرات.

ولست بصدد الإجابة عن السؤال إذ الإجابة عليه تتطلب باعاً ودراسة معتبرة وإنما هو تدخل فقط. ولا استطيع إلاّ أتدخل في هذا النوع من المسائل.

فأقول وبالله التوفيق:

إن أجاز الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى الشيخ رضوان العقبي والشيخ النويري رحمهما الله تعالى بالقراءة والإقراء بمضون النشر وطيّبته. فحسبنا بذلك ولا أظنّ أن ابن الجزري أمام الفنّ يجيز بمضمون نشره الكبير من لا أهلية له على القراءة والإقراء. وقد وقع له ذلك مع بعض مشايخه رحمه الله تعالىحيث أجيز بمضمون بعض الكتب ولم يتمم القراءة - أي ابن الجزري - كما ذكر في كتابه النشر. هذا من جهة

نحن نعلم جميعاً أنّ كتاب النشر يحوي على المتواتر والصحيح المتتفاض والقطع حاصل بهما. وعلى هذا الأساس فليس هناك علّة توجب القدح في طرق النشر ولايشك واحد في صحة أسانيد كتاب النشر وما تضمنه من أصول وفرش. فإن كان كذلك فيجوز في نظري الاعتماد على رواية النويري ورضوان العقبي متابعة لغيرهما الذين قرءوا جميع القرءان بمضمون النشر على ابن الجزري وخاصّة أنّهما من الثقات ويكفي في ذلك أجازة ابن الجزريّ لهما.

ونعلم جميعاً أنّه يجوز التساهل - إن صح التعبير - في المتابعات والشواهد ما لا يجوز في غيرهما وقد يرتقي المعلول على درجة الصحّة بسبب الشواهد والمتابعات. فإن تواتر إسناد كتاب النشر أداءً عن ابن الجزري من طرق أخرى صحيحة فلا حرج من جوااز إثبات الإسناد من طريق النويري والعقبي بالمتابعة. زيادة على ذلك أنهما من الثقات في هذا الفنّ ولا ننسى أنّهما أجيزا من طرف المؤلّف الذي هو أعلم وأدرى بكتابه من غيره وأدرى بمن يستحقّ القراءة والإقراء بمضمون كتابه من غيره.

وهذا مجرّد رأي ولا أدّعي الكمال فيما أقول والعلم عند الله تعالى.

محمد يحيى شريف الجزائري

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير