تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذه الصورة هي التي كانت موجودة ومعروفة فالشيخ "يجيز " على "إجازة" شيخ يعرفه،وهذا لا يضر لأن "السندين "مصدرهما واحد وهو:ابن الجزري رحمه الله،فهذا العبد الضعيف لن يخرج في قراءته وإقرائه بعد ذلك عن ابن الجزري لأنه هو "قطب السند "

لكن: لو كان السندان مختلفين بمعنى أن أحدهما ينتهي إلى الداني مثلاً عن طريق ابن الجزري،والآخر لا يمر على ابن الجزري أصلاً،فهل في هذه الحالة يكتفى بقراءة جزء من القرآن أو بضع آيات ويعطى الإجازة " وتكون "معتبرة " في الإقراء؟؟ هذا ما نبحث فيه هنا وهو نفس موقف العقبي والنويري:

العقبي والنويري كل واحد منهما له شيوخ غير ابن الجزري رحمهم الله تعالى،وكل منهما أيضاً لم يقرأ على ابن الجزري كامل القرآن بالعشر – حسب المصادر – فكيف يراد منا أن نقبل "إسناديهما " بالعشر عنه؟ المفروض أن تقبل أسانيدهما من غير طريق ابن الجزري 0

أما ما مثل به فضيلة الشيخ عبد الحكيم من صنيع المشايخ الزيات والمر صفي رحم الله الجميع فهذا أيضاً ليس من باب مسألتنا،إذ هما في نهاية الأمر لم يجيزا إلا شخصاً قرأ على غيرهما بنفس السند المتصل إلى ابن الجزري،ولم يجيزا شخصاً قرأ بالقراءات العشر من طرق غير النشر ثم أجازوه بطرق النشر وهو لم يقرأها كاملة 0هذه هي الصورة بالنسبة لإسناد العقبي 0

ثم قال الشيخ:" ليس الأمر هكذا بالضبط، فقد تعقب النويري ابن الجزري000الخ "

أقول: لا زلت أكرر أن جل من كتب في القراءات العشر بعد ابن الجزري إنما "أخذ " حروف ونصوص ابن الجزري ووضعها في كتابه ونسبها لنفسه لا أحاشى أحداً ولا أستثني شخصاً –فيما وقفت عليه غير الشيخ الأزميري رحمه الله،فهو بحد ذاته "مدرسة " وإن كان يسبح في "بحر " ابن الجزري لكنه لم يستخدم "مجاديفه " بل "نمّق " العبارة وأعاد سبكها و "فصصها " و "نخلها " واعترض عليها الاعتراض العلمي الذي توصل إليه باجتهاده والفتح الذي فتح الله به عليه،ولم يعترض على ابن الجزري اعتراض من لم يجد ما يعترض به عليه إلا بتبديل حرف مكان حرف أو جملة مكان جملة،وحتى هو في هذه إنما يأخذ عبارة ابن الجزري من كتبه الأخرى ولهذا آمل من المنصف أن يعود إلى جلّ إن لم يكن: كتب التحريرات والمحررين – غير الإزميري – ويقابلها على النشر فسيجد:لا أقول الكلام هو هو،بل سيجد الحروف هي هي،والتفريعات هي هي 0

بعد هذا:هنا سؤال يطرح نفسه: ما هو الضابط والمعيار الذي به "تقيّم " الكتب المختصِرة- بكسر الصاد – للكتب المختصرة؛ بفتح الصاد؟

أما النويري رحمه الله فنحن لا نشك في إمامته ومقدرته على التأليف ولكن كتابه هذا "شرح الطيبة " إنما هو "صورة مصغرة مختصرة من النشر "0

وما ذكره الشيخ عبد الحكيم حفظه الله من أن له "تعقبات " على ابن الجزري كقضية السند وغيرها فنقول: ما هي القيمة العلمية لهذه التعقيبات؟ وأين "تعقباته " في المسائل العويصة في النشر التي يمكن فيها مخالفة رأي ابن الجزري؟ وهل نعتبر الرد على ابن الجزري في مسألة أو حتى عشر مسائل – إن وجدت – "ميزة " لشرح النويري تخرجه من دائرة أنه "اختصر " النشر وأخذ كلام ابن الجزري بفصه بل بنصه وحرفه 0

وأقول كلمة بيني وبين الله:لا أعلم أحداً – فيما اطلعت عليه- واطلاعي قاصر – من كتب القراءات بعد ابن الجزري وقف مع ابن الجزري وقفات علمية قوية في مختلف المسائل سواء "الإسنادية " أو " الأصولية " وغيرها غير رجل واحد اسمه:محمد بن أحمد القاهري (القرن العاشر) في كتابه:"بحر الجوامع " الذي كان أيضاً لم يسلم من "أخذ " عبارة النشر بنصها وفصها –إلا أنه وقف وقفات ولم يسلم بكل ما قاله ابن الجزري مما هو من مسائل الاجتهاد القائم على الأدلة العقلية والأصولية0

والخلاصة: ليس الكلام موجه لشخص النويري نفسه أو شخص العقبي نفسه أو غيرهما من العلماء،إنما الكلام والنزاع هو في "تقييم " إسناد العقبي و"كتاب" النويري؟ وهذا لا يعترض عليه بمثل قول الشيخ:"ومكانة الرجل العلمية معروفة " اهـ

ثم قال الشيخ حفظه الله:" ولا حجة في قول الأزميري " ولا يوثق به ولا يعمل بما قاله "0

أقول: أقدر رأي الشيخ وأحترمه لكن لا أقول به ولا أراه0

ثم ختمتم كلامكم حفظكم الله بهذا:" فلو ثبتت قراءة النويري ولو قدرا يسيرا علي ابن الجزري فهو كاف في علو مكانة النويري، وتلقي الكثيرون شرحه بالقبول وعده البعض من أفضل الشروح "اهـ.

أقول: إذن هل نفهم:أن كل من قرأ على ابن الجزري ولو قدراً يسيراً فهو كاف في علو مكانته؟ وهل علو المكانة منوط بالقراءة على ابن الجزري؟ إذن هناك مئات من الناس "مكانتهم عالية " لأنهم قرؤوا على ابن الجزري،ولا نشك أنهم ليسوا على مرتبة واحدة؟؟

هذا يا سِدنا الشيخ "تصنيف " عاطفي " وليس "تصنيفاً " علمياً " إن سمحتم لي بهذه الكلمة 0

هذا ما رأيت أن أكتبه هنا مناقشة للشيخين الكريمين،مع أن في بعض ماقلته وكتبته لا يؤخذ مفرداً عن بعض ما كتبه الشيخ إبراهيم الجو ريشي حفظه الله،ففي ما نقله في مداخلته السابقة مزيد بيان وتوضيح لما أجملته هنا 0

والله من وراء القصد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير