وهذه الملاخظات مستخرجة من أسانيد أوّل كتاب مذكور في النشر بعضّ النظر عن المصادر الأخرى وأسانيدها. وإذا رجعت يا شيخنا إلى أسانيد الكتب الأخرى ستجد الكثير من العبارات ما يؤكّد على أنّ الكثير ممن أسند لهم ابن الجزري في نشره لم يقرءوا جميع القرءان على مشايخهم لأنّه فرّق ا بين القراءة والتلاوة والسماع والإخبار وقد استعمل بعضهم كلّ هذه الألفاظ في آن واحد وفي بعض الأحيان يجمع بين لفظين من هذه الألفاظ وفي بعض الأحيان ينفرد بلفظ واحدٍ وفي بعض الأحيان يقول قرأت القرءان كلّه من أوّله وآخره وفي معظم الأحيان لا يصرّح بذلك. وكلّ هذا يدلّ على أنّ صحة السند في القراءة تدور بين:
- قراءة المتن أوسماعه من الشيخ،
- قراءة القرءان كلّه أو بعضه بمضمون الكتاب أو سماع القراءة من الشيخ،
- والإجازة على ما ضبطه في كتابه منجد المقرئين.
وهذا كلّه يتناسب مع شرط ابن الجزري رحمة الله عليه ألا هو المعاصرة واللقاء بين الشيخ والتلميذ.
ويُفهم مما سبق أنّ أصحّ الأسانيد ما ورد فيها قراءة المتن وسماعه وتلاوة جميع القرءان على الشيخ إذن فالشرط هو شرط كمال وليس شرط صحة والعلم عند الله تعالى.
وقد يقول القائل كيف يجيز الشيخ بمجرّد سماع المتن من التلميذ.
الجواب إذا علم الشيخ وتأكّد من مهارة التلميذ في النطق بالأحكام أصولاً وفرشاً لأنّ الإمالة كيفيتها واحدة في جميع القراءات وفي جميع المصادر وهذا يقال في جميع الأحكام. وإن كان هناك لفظ له كيفية غير معروفة مرّ عليها التلميذ أثناء قراءة المتن فإنّ الشيخ يبيّن له تلك الكيفية وقد يأمر التلميذ أن ينطق بتلك الكيفية. ثمّ إذا تأكدّ الشيخ من مهارة التلميذ وأهليته أجازة ويعطيه سنداً في ذلك كما ذكر المؤلف في منجد المقرئين.
فلو قرأ عليك تلميذاً القراءات العشر الصغرى وأجزته على ذلك فلا شكّ أنّك أدرى بأهليته من غيرك، فلو طلب منك مثلاً هذا التلميذ أن يقرأ عليك رواية ورش من الأصبهاني فيكفي أن يقرأ عليك مثلاً كتاب القول الأصدق فيما خالف فيه الأصبهاني الأزرق للشيخ الضباع ويقرأ عليك سورة البقرة بجميع الأوجه لكي تجيزة وإن كنّا لا ننصح بذلك إلاّ أنّ هذا السند يبقى صحيحاً لتوفّر فيه الشروط والعلم عند الله تعالى.
وأشكر شيخنا على هذا النقاش فلقد استفدتّ الكثير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[الجكني]ــــــــ[19 Apr 2007, 11:27 ص]ـ
عفواص أخي محمد:
لم أنته بعد من الرد على مداخلتك الماضية والتي فيها بعض الملحوظات،وأنت تعرف أننا في عطلة نهاية الأسبوع "وإن لبدنك عليك حقاً " فلو نتفق على أن لا ينزل أحد منا جديداً إلا بعد أن يرد زميله إما بالموافقة وإما بالمخالفة فيكون هذا أفضل وأجمع للانتباه 0
ومع هذا سأرد على كلامك الأخير مجملاً وأترك التفصيل للرد المفصل إن شاء الله 0
أخي محمد حفظك الله:
كل هذا الكلام الذي ذكرته هنا صحيح لا غبار عليه،لكن فيه خلطاً وهو:
أن هذه "الأسانيد" ما عدا الإسناد الثالث هي أسانيده لقراءة "كتاب التيسير "وليست لقراءة القرآن بمضمن كتاب التيسير وهذا واضح من صنيع أكثر المؤلفين لكتب القراءات كالداني والهذلي وغيرهما؛يذكرون "أسانيدهم "رواية وإجازة " ثم يعقبون بذكرها "قراءة " والمعول عليه في "الإقراء" هو:القراءة لا الرواية والإجازة 0
وهناك تفصيل آخر إن شاء الله0
لك تحيتي واحترامي0
رزقني الله وإياك القبول0
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[20 Apr 2007, 08:18 ص]ـ
اضافة:
ومنهم الشيخ المعمر قطب الوجود، شيخ الإقراء في البلاد المصرية الشيخ الإمام محمد بن الشيخ قاسم بن إسماعيل البقري الأزهري. أخذ القراءات بسائر أنواعها عن الإمام العلامة الشيخ عبد الرحمن ركن الدين اليمني شيخ الإقراء في البلاد المصرية عن والده شحادة اليمني، وعن الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الحق السنباطي. عن شحادة اليمني المزبور، وإنما أخذ عن الشيخ أحمد بن عبد الحق لأنه مات والده وهو يقرأ عليه في سورة الأنعام فأكمله على ابن عبد الحق، وشحادة أخذه عن الشيخ ناصر الدين الطبلاوي، عن شيخ الإسلام القاضي زكريا الأنصاري، عن الشيخ عثمان الزبيدي، عن الحافظ أبي الخير محمد شمس الدين بن الجزري إمام كل مقرئ. قال شيخنا المرحوم صاحب هذه المشيخة: قرأت على الشيخ محمد البقري حين توجهت إلى مصر سنة 1071 للهجرة إفراداً وجمعاً للعشرة من طريق الطيبة ختماً كاملاً، وأفرد لي للأربعة التي فوق العشرة. ويروي الشيخ محمد البقري الحديث وغيره من العلوم عن الجماعات منهم الشيخ شمس الدين الفيومي، عن الحافظ عبد الرحمن ابن أبي بكر السيوطي رحمه الله تعالى رحمة واسعة. ومنهم العلامة برهان الدين إبراهيم اللاقاني المالكي عن سالم السنهوري، عن النجم الغيطي، عن الشيخ زكريا.
مشيخة أبي المواهب الحنبلي
¥